:أخبار الأوقافأوقاف أونلاين

خلال برنامج ندوة للرأي
بمسجد الإمام الحسين
( رضي الله عنه) بالقاهرة

وزير الأوقاف يؤكد :

الأمم التي لا تملك قوتها ولا تنتج لا تملك أمرها

وأن اليد المعطاءة خير من اليد الآخذة

و العمل والإنتاج طريق بناء الدول والسؤال بدون حاجة مذموم

من يستهلكون ولا ينتجون ومن يتقاضون رواتبهم ولا يعملون

أو يستهلكون الخدمات ولا يؤدون مقابل الانتفاع بها هم متواكلون

لا يفيدون أنفسهم ولا أوطانهم بل هم عوامل ضعف لأوطانهم

أ.د/ سامي الشريف :

التسول بكل أشكاله يعطي صورة سيئة للمجتمع

ويعوق حركة العمل والإنتاج

والدور التوعوي مسئولية مجتمعية

أ.د/ محمد أبو هاشم :

يشيد بجهود وزير الأوقاف لإعادة برنامج ندوة للرأي

لنشر الفكر الوسطي المستنير واختيار الموضوعات التي تمس المجتمع

ويؤكد :

المال فيه حقوق أخرى غير الزكاة

كصدقة التطوع والتكافل الاجتماعي

  في إطار الدور التوعوي الذي تقوم به وزارة الأوقاف ، والمشاركات التثقيفية والتنويرية لقضايا الدين والمجتمع التي تسهم في بناء الإنسان ، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام ، وقطاع القنوات المتخصصة بالتليفزيون المصري ، لتجديد الخطاب الديني ، ونشر الفكر الوسطي المستنير ، نظمت وزارة الأوقاف ندوة للرأي تحت عنوان : ” ذل السؤال ”  مساء الثلاثاء 26 / 2 / 2019م بمسجد سيدنا الإمام الحسين (رضي الله تعالى عنه) بالقاهرة ، حاضر  فيها : معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، و أ.د/ سامي الشريف رئيس لجنة الإعلام بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية وعميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة ، بحضور أ.د/ محمد أبو هاشم نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق , وفضيلة الشيخ / خالد خضر وكيل وزارة الأوقاف بالقاهرة ، ولفيف من قيادات وزارة الأوقاف ، وعدد من أئمة الوزارة ، وجمع كبير من المصلين ، وقدم للندوة الإعلامي أ/ تامر عقل .

  وفي كلمته أكد معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) نهى عن المسألة فقال في الحديث الشريف : ( مَنْ يَكْفُلُ لِي أَنْ لَا يَسْأَلَ النَّاسَ شَيْئًا وَأَتَكَفَّلُ لَهُ بِالْجَنَّةِ ) , وعن أَبي عبدِ الرحمنِ عَوف بن مالِك الأَشْجَعِيِّ (رضي اللَّه عنه) قالَ: ” كُنَّا عِنْدَ رسُولِ اللَّه (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم) تِسَعْةً أَوْ ثَمَانِيَةً أَوْ سَبْعَةً، فَقَال: أَلاَ تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّه (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم) وكُنَّا حَدِيثي عَهْدٍ بِبيْعَةٍ، فَقُلْنا: قَدْ بايعْناكَ يَا رسُولَ اللَّهِ ، ثمَّ قالَ: “ألا تُبَايِعُونَ رسولَ اللهِ؟” فَبَسَطْنا أيْدينا وقلنا قد بايعناك يا رسول الله فَعَلاَم نَبَايِعُكَ؟ قَالَ: “عَلَى أَنْ تَعْبُدُوا اللَّه وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئا، والصَّلَوَاتِ الخَمْس وَتِطيعُوا” وَأَسرَّ كلمَة خَفِيةً :” وَلاَ تَسْأَلُوا النَّاسِ شَيْئا” فَلَقَدْ رَأَيتُ بَعْضَ أُولِئكَ النَّفَرِ يَسْقُطُ سَوْطُ أَحدِهِمْ فَما يَسْأَلُ أَحَدا يُنَاوِلُهُ إِيَّاهُ”.

   ودعا معاليه إلى الاجتهاد والعمل حتى لا تأتي المسألة نكتة سوداء لصاحبها يوم القيامة , حيث يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) في الحديث الشريف ( لا تزال المسألةُ بأحدكم حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مُزْعَةُ لحمٍ) ، مشيرًا إلى أن من يحترفون التسول قال عنهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : (من سأل الناس أموالهم تكثرًا ، فإنما يسأل جمرًا ؛ فليستقل أو ليستكثر) ( رواه مسلم) .

  كما بين معاليه أن المسألة وذل السؤال يأنف منه صاحب الطبع السليم , موضحًا أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: ( اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس فإن الأمور تجرى بمقادير الله) , ويقول (صلى الله عليه وسلم) : ( يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ ، احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ ).

  كما أكد معاليه أن ديننا الحنيف علَّمنا أن اليد العليا خير من اليد السفلى ، واليد العليا المعطية المتصدقة ، واليد السفلى الآخذة ، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : (اليدُ العُليا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلى) ، ويقول (صلى الله عليه وسلم) : (اليَدُ المُعطِيةُ هي العُليَا، والسَّائِلةُ هي السُّفلَى) ولا شك أن ذلك ينطبق على الأمم والمؤسسات والأسر والأفراد معًا ، مؤكدًا أن الأمم التي لا تملك قوتها ولا تنتج لا تملك أمرها ، وأن اليد المعطاءة خير من اليد الآخذة , وأن العمل والإنتاج طريق بناء الدول ، والسؤال بدون حاجة مذموم.

  كما ثمن معاليه بيان فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر الذي كشف فيه بعد دراسة لكل الأبعاد الشرعية والوطنية طبيعة جماعة الإخوان الإرهابية التي تسعى لمصالح نفعية وتتاجر بدين الله (عز وجل) ، مشيرًا إلى أنه لا مجال لأحد أن يدافع عن هذه الجماعة الضالة المنحرفة بعد ذلك , لأنها جماعة تسير على خطى داعش في سفك الدماء وترويع الآمنين.

  كما أكد معاليه أن وزارة الأوقاف قررت نشر خطبة الجمعة أسبوعيا بعدة لغات لا تقل عن خمس لغات أسبوعيا بإذن الله تعالى ، بحيث يتم نشرها مكتوبة ومسموعة ومرئية ( بالصوت والصورة ) من خلال قيام عدد من أساتذة اللغات المتخصصين بتسجيلها بالمركز الإعلامي بوزارة الأوقاف أسبوعيا ، وذلك إضافة إلى نشرها مسموعة باللغة العربية، ومرئية بلغة الإشارة خدمة لذوي القدرات الخاصة ، ونشر ذلك كله على نطاق واسع من خلال موقع وزارة الأوقاف ( أوقاف أونلاين ) بلغاته المختلفة ، وقناة منبر التجديد على اليوتيوب ، وعلى موقع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، وموقع أكاديمية الأوقاف ، وموقع مركز الثقافة الإسلامية لغات بكل من مسجد الصحابة بمدينة شرم الشيخ ، ومسجد المينا بمدينة الغردقة .

  كما أكد معاليه أن من يستهلكون ولا ينتجون ومن يتقاضون رواتبهم ولا يعملون أو يستهلكون الخدمات ولا يؤدون مقابل الانتفاع بها هم متواكلون لا يفيدون أنفسهم ولا أوطانهم  بل  هم عوامل ضعف لأوطانهم, لذلك تم اختيار خطبة الجمعة المقبلة بعنوان ” البناء الاقتصادي السديد وأثره في استقرار المجتمع”، موضحًا أن من لا يملك قوته وكساءه ودواءه وغذاءه لا يملك كلمته , وقد قالوا: أحسن إلى من شئت تكن أميره ، واستغن عمن شئت تكن نظيره واحتج إلى من شئت تكن أسيره ، ودعا معاليه إلى زيادة العمل والانتاج وترشيد الاستهلاك ، وهذا ما تعلمناه من سورة يوسف (عليه السلام) في قوله تعالى : {قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلا قَلِيلا مِمَّا تَأْكُلُونَ}.

  وفي كلمته أكد أ.د/ سامي الشريف – رئيس لجنة الإعلام بالمجلس الأعلى للشؤن الإسلامية وعميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة – أن التسول ظاهرة عالمية تعاني منها جميع الدول , محذرًا من متسولي الإنترنت ، مطالبًا ببذل جهود مجتمعية لضبط هذه السلوكيات المنحرفة ، مشيرًا إلى دور المؤسسات الدينية في التوعية بخطورة ظاهرة التسول والتي هي خطر على الفرد والمجتمع ، مؤكدًا أن الإسلام ينهى عن التسول ويأمرنا بالعمل والتوكل على الله.

  وخلال مداخلته أشاد أ.د/ محمد أبو هاشم نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق بجهود معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة لإعادة برنامج ندوة للرأي لنشر الفكر الوسطي المستنير واختيار الموضوعات الهامة التي تمس المجتمع , مؤكدا في مداخلته أن المال فيه حقوق أخرى غير الزكاة كصدقة التطوع والتكافل الاجتماعي مطالبا الأغنياء ورجال الأعمال بمد يد العون للفقراء والمساكين والمحتاجين للقضاء على ظاهرة التسول.

  وفي ختام الندوة وجه معالي وزير الأوقاف الشكر للهيئة الوطنية للإعلام والتليفزيون المصري لدورهم في نشر الفكر الوسطي المستنير بالتعاون مع وزارة الأوقاف، داعيا إلى ضرورة أن يتحرى الإنسان في دفع زكاته وصدقته لتصل إلى من يستحق , محذرا من الانخداع بالمظاهر الخادعة للمتسولين .

اظهر المزيد

منشور حديثّا

شاهد أيضًا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى