*:*الأخبارأخبار الأوقاف2

خلال ندوة للرأي بقناة النيل الثقافية

د/ نوح عبد الحليم العيسوي :

عشر ذي الحجة من المواسم العظيمة التي يجب اغتنامها

في التقرب إلى الله تعالى بكل ألوان الطاعات

العمل الصالح في أيام العشر أفضل من العمل فيما سواها

وصلة الأرحام تزيد التماسك والترابط المجتمعي

د/ صـبري حـلمي أبو غياتي :

مساعدة المحتاجين والفقراء ، وكثرة التكبير والتحميد والتهليل والذكر

من الأعمال الصالحة في هذه الأيام المباركة

ويوم عرفة من الأيام المشهودة التي يتجلى الله (عز وجل) فيها

على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النار

  في إطار الدور التوعوي الذي تقوم به وزارة الأوقاف ، والمشاركات التثقيفية والتنويرية لقضايا الدين والمجتمع التي تسهم في بناء الإنسان ، وفي إطار التعاون والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف والهيئة الوطنية للإعلام في ملف تجديد الخطاب الديني ، ومن خلال الندوات المشتركة بين الوزارة وقطاع القنوات المتخصصة بالتليفزيون المصري ، وبرعاية معالي وزير الأوقاف أ.د / محمد مختار جمعة عقدت وزارة الأوقاف مساء الثلاثاء : 21 / 7 / 2020م ندوة للرأي تحت عنوان : ” فضل العشر الأول من ذي الحجة ” بمبنى الإذاعة والتليفزيون ، تحدث فيها كل من : الدكتور/ نوح عبد الحليم العيسوي وكيل الوزارة لشئون المساجد والقرآن الكريم ، والدكتور / صـبري حـلمي أبو غياتي مـديــر عـام الـمـسـاجـد الـحـكـومـيــة ، وأدار الندوة وقدم لها الإعلامية أ / رشا عبد الرحمن .
وفى بداية كلمته أكد فضيلة الدكتور/ نوح عبد الحليم العيسوي أن من فضل الله تعالى على عباده أن جعل لهم مواسم للخيرات ، تضاعف فيها الحسنات ، وتتنوع فيه الطاعات ، وترفع فيها الدرجات ، ومن هذه المواسم العشر الأول من ذي الحجة ، مشيرًا إلى أن الله (عز وجل ) قد أقسم بها تنويهًا بشأنها وفضلها ، وإرشادًا لأهميتها ومكانتها ومنزلتها ، قال تعالى : {وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} ، حيث ورد عن النبي (صلى الله عليه وسلم ) أنه قال في تفسير هذه الآيات ( العشر : عشر النحر ، والوتر يوم عرفة ، والشفع يوم النحر) ، موضحًا أن الله (عز وجل) أمر عباده بكثرة ذكره فيها ، وذلك إعلامًا بفضلها ، وإظهارًا لشعائرها.
كما أشار فضيلته إلى أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قد وجه المسلم إلى الأعمال الصالحة في هذه الأيام ، لأن العمل الصالح فيها أحب إلى الله (عز وجل ) من العمل فيما سواها ، فيقول النبي ( النبي صلى الله عليه وسلم ) : “مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ” يَعْنِي الْعَشْرَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: ” وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ” ، مشيرًا إلى أنه على رأس الأيام التي يجب على المسلم اغتنامها في هذه الأيام يوم عرفة ، فهو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة ، قال تعالى:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}، وهو يوم مغفرة الذنوب ، وستر العيوب ، والعتق من النار ، والمباهاة بأهل الموقف ، يقول ( النبي صلى الله عليه وسلم ) : ” ما مِن يومٍ أكثرَ مِن أَن يُعتِقَ اللهُ عزَّ وجلَّ فيه عبدًا مِن النارِ مِن يومِ عرفةَ ، وإنَّه لَيدنو عزَّ وجلَّ ثم يُباهي بِهم الملائكةَ “.
كما أكد فضيلته أن من أعظم الأعمال الصالحة في هذه الأيام صلة الأرحام ، فهي قيمة عظيمة من قيم الإسلام التي حث عليها , ليعيش المجتمع كله في أمن وأمان وسلم وسلام ، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” إِنَّ اللَّه تَعَالى خَلَقَ الخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْهُمْ قَامَتِ الرَّحِمُ ، فَقَالَتْ : هَذَا مقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ الْقَطِيعَةِ ، قَالَ : نَعَمْ ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ : بَلَى ، قال : فذَلِكَ لَكِ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّه ( صلى الله عليه وسلم ): اقرؤوا إِنْ شِئْتُمْ : ” فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ، أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ” ، مشيرًا إلى أن النبي (صلى الله عليه وسلم) حث على صلة الأرحام , وأنها تطيل العمر , وتوسع الرزق , وتزيد التماسك والترابط المجتمعي ، وترسخ قيم المحبة والمودة والعيش المشترك بين البشر جميعًا ، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ”، مبينًا أن صلة الرحم لها أبواب خير كثيرة : فتكون بزيارة الأهل ، وبالكلمة الطيبة ، والابتسامة مما يزيد في الألفة ويقوي المحبة والتراحم والتكافل بين ذوي الرحم والقرابة ، وأنه لا بد من بث روح التسامح والمحبة بين أفراد المجتمع .

  وفي بداية كلمته بين فضيلة الدكتور/ صـبري حـلمي أبو غياتي أن الأعمال المشروعة في هذه الأيام المباركة (أيام العشر من ذي الحجة) كثيرة ومتنوعة ، منها : الصوم : فهو من أفضل الأعمال ، مشيرًا إلى أنه يسن للمسلم أن يصوم التسع من ذي الحجة ، فصومها من الأعمال المحببة إلى الله تعالى، وخاصة صيام يوم عرفة لغير الحاج : فقد خص النبي (صلى الله عليه وسلم ) صيامه من بين أيام العشر ، حيث قال : “صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ ، إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالَّتِي بَعْدَهُ ” , ويوم عرفة يوم من أيام الله المشهودة التي يتجلى الله (عز وجل) فيها على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النار ، يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) : (مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمِ الْمَلَائِكَةَ) .
كما أشار إلى أن مساعدة المحتاجين والفقراء ، وكثرة التكبير والتحميد والتهليل والذكر من الأعمال الصالحة في هذه الأيام المباركة ؛ لقوله سبحانه : {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ } ، ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم ) : مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ عَمَلٍ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ أَيَّامِ الْعَشْرِ فَأَكْثِرُوا فِيهن مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ والتحميد) .
كما أكد على أن من الأعمال الصالحة في هذه الأيام المباركة الإكثار من الصدقة ، لإدخال الفرح والسرور على الفقراء والمحتاجين ، حتى ينعم الجميع بالسعادة في هذه الأيام ، مشيرًا إلى قول النبي (صلى الله عليه وسلم): «مَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فِي الدُّنْيَا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يومِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ عَوْرَةَ مُسْلِمٍ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُسْلِمٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَاللَّهُ فِي حَاجَةِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ».
وفي ختام كلمته بين أن من رحمة الله بعباده أن جعل المتخلف لعذر شريكًا للسائر كما قال النبي (صلى الله عليه وسلم) : لما رجع من يوم تبوك : ” إن بالمدينة أقوامًا ما سرتم مسيرًا ولا قطعتم واديًا إلا كانوا معكم خلفهم العذر ” .

قال الشاعر :

       يا راحلين إلي البيت العتيق لقد        * * *         سرتم جسوما وسرنا نحن أرواحا
     إنا أقمنا على عذر وعـن قدر            * * *          ومن أقـام على عذر فقـد راحـا

  ومن الأعمال التي يأخذ بها العبد ثواب الحج والعمرة عند العجز عنهما ذكر الله تعالى والمداوامة عليه , وصلاة الفجر في جماعة والذكر حتى طلوع الشمس وصلاة ركعتين بعدها قال النبي (صلى الله عليه وسلم) : ” من صلَّى الفجرَ في جماعةٍ ، ثم جلس يذكرُ اللهَ حتى تطلُعَ الشمسُ ، ثم صلَّى ركعتينِ، كانت له كأجرِ حجةٍ وعمرةٍ تامةً، تامةً، تامةً ” .

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى