٣٠ / ٦ و ٣ / ٧ من أيامنا الوطنية التي غيَّرت مجرى تاريخ المنطقة في العصر الحديث ثورة شعب ورؤية قائد استردتا الدين والدولة من سطو العملاء والمأجورين والمتاجرين بالدِّين وأعادت الخطاب الديني إلى مساره الصحيح والاحتفاء بالأيام الوطنية تعزيز لروح الولاء والانتماء الوطني بما يسهم في بناء وعي وطني رشيد
في السياق والمناخ الفكري الصحي لا يحتاج الثابت الراسخ إلى دليل، لكن محاولات اختطاف الجماعات المتطرفة للخطاب الديني واحتكارها له ولتفسيراته ولا سيما في عرف الجماعة الإرهابية وأيامها السوداء، جعل ما هو في حكم المسلمات محتاجًا إلى التدليل والتأصيل، وكأنه لم يكن أصلا ثابتًا، فحب الوطن ومشروعية الدولة الوطنية أمر غير قابل للجدل أو التشكيك، بل هو أصل راسخ لا غنى عنه في واقعنا المعاصر.
ونؤكد أن الوطنية الحقيقية عطاء وانتماء، ووفاء للوطن واستعداد للتضحية في سبيله، كما أنها تتطلب احترام كل شعارات الدولة مِن عَلَمِها ونشيدها الوطني وجميع شعاراتها المادية والمعنوية ورموزها الوطنية، وتقتضي احترام قانون الدولة ودستورها ونظامها العام مع المحافظة على جميع مؤسساتها ومقدراتها.
وتبنى المواطنة الصحيحة على مبدأ الحق والواجب، فكما يحرص المواطن على أخذ حقه من الخدمات العامة، يجب عليه أن يفي بحق بلده فيما له عليه من واجبات والتزامات، وأن يكون جنديًّا مخلصًا لوطنه في الداخل وسفيرًا واعيًا له في الداخل والخارج، فمن لا خير لوطنه فيه لا خير فيه أصلاً.
ومن دلائل الوطنية احترام أيام الدولة الوطنية، ولا يمكن أن ينسى الشعب المصري أن يومي 30/ 6/ 2013م و 3/ 7/ 2013م غيَّرا مجرى تاريخ مصر الحديث بإنقاذها من أيدي جماعة إرهابية اتخذت من المتاجرة بالدين ستارًا لعمالتها وخيانتها، فلو بقيت هذه الجماعة في الحكم أكثر من ذلك لكانت أخذت مصر والمنطقة كلها إلى طريق الهاوية، ولكن الله (عز وجل) قيض لمصر قائدًا حكيمًا هو الرئيس/ عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وجيشًا وطنيًّا عظيمًا، وشعبًا ذا حضارة عريقة، فالتفَّ الشعب حول قائده وجيشه للعبور بمصر إلى بر الأمان وإنقاذها من أيدي الخيانة والغدر.
فعلينا ألا ننسى كل من ضحى بنفسه أو خاطر بحياته في سبيل إنقاذ هذا البلد العظيم، فنقول شكرًا سيادة الرئيس، شكرًا جيش مصر العظيم، شكرًا لكل وطني شريف عمل أو يعمل على رقي هذا البلد مصرنا العزيزة، وعلى حفظ أمنها واستقرارها وعلى تقدمها وازدهارها.
أ.د/ محمد مختار جمعة
وزير الأوقاف