شكرًا جزيلا للكاتب الكبير الأستاذ/ مرسي عطا الله رئيس مجلس إدارة جريدة الأهرام الأسبق ، والذي جاء في مقاله المنشور اليوم الإثنين 30 / 6 / 2014م تحت عنوان ” الخطاب الديني .. وخطر الفتنة ! ” :
فى مسألة الخطاب الدينى ثمة حقيقة ينبغى أن تكون واضحة وهي: إن الإسلام لم يمنع أحدا من التعبير عن رأيه ولكنه منذ نشأته يدعو إلى الحفاظ على هيبة الدولة ووحدة المجتمع, وينبذ من بين الصفوف من يثيرون الفتن ويعمدون إلى التهوين من إنجازات الأمة مستهدفين بذلك شق عصا الطاعة وإفشال جهود أولى الأمر.
والحقيقة أن خطر الفتنة ليس خطرا جديدا وإنما واجهته الأمة الإسلامية منذ بداية عهدها وكان موقف الرسول صلى الله عليه وسلم حاسما وقاطعا فى التعامل مع دعاة الفتنة والمحرضين عليها فى حديثه النبوى الشريف: «من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه ».
ومعنى ذلك أن مسئولية حماية الأمة من دعاة الفتنة الذين يعتلون المنابر فى المساجد ودور العبادة تقع على عاتق الدولة بل إن هذه قضية ينبغى أن تتصدر قائمة أولويات الاهتمام بالشأن العام ليس باعتبارها قضية فقهية ودينية فحسب وإنما باعتبارها قضية أمن قومى للوطن وللأمة.
وأى قراءة منصفة للقرارات المستنيرة التى اتخذها مؤخرا وزير الأوقاف بشأن قصر صلاة الجمعة على المساجد الكبرى ومنع غير الأزهريين من اعتلاء المنابر لابد أن تشمل مراجعة للفوضى التى كانت سائدة والمتمثلة فى أن مدخل دعاة التطرف إلى بعض العقول قد انطلق فى البداية منذ نهاية السبعينات من فوق منابر بعض الزوايا الصغيرة لترويج الأفكار والشعارات والمفاهيم المغلوطة التى تعتمد على التفسيرات الخاطئة لبعض الآيات القرآنية وتأويلها بما يتفق مع أهدافهم الخبيثة.
ومسك الختام قول المولى عز وجل فى سورة آل عمران: «هُوَ الَّذِى أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِى الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ» صدق الله العظيم.
والحديث متصل ..
خير الكلام:
<< الانزواء حكمة عندما يتصدر الأقزام المشهد ويحتجب العمالقة عن الظهور!