خواطر رمضانية…الخاطرة السابعة عشرة “من دروس يوم بدر”
يوم الفرقان، يوم التقى الجمعان، حين: ” أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ “، علّمنا نبيُّنا الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) وأصحابه الكرام (رضي الله عنهم) معنى الوطن والدفاع عنه ، حين خرج هو وأصحابه (رضي الله عنهم) من المدينة لملاقاة جيش قريش الغازي المعتدي عند بدر ، كما علّمنا ( صلى الله عليه وسلم ) درسًا عظيمًا في الشورى عندما نزل على رأي أصحابه مرتين : الأولى: عندما استشارهم ( صلى الله عليه وسلم ) في الخروج لملاقاة العدو أو التحصن بالمدينة وملاقاة العدو بها ، فأشاروا عليه بالخروج لملاقاة عدوهم ، والثانية : عندما نزل على رأي سيدنا الحباب بن المنذر (رضي الله عنه) في النزول عند أدنى ماءٍ من القوم ، فيشرب المسلمون ولا يشرب المشركون المعتدون.
تعلّمنا من يوم بدر معنى الفداء والتضحية ، ومعنى حسن التوكل على الله ، المبني على الأخذ بأقصى الأسباب المتاحة من جهة ، وحسن الظن بالخالق القادر (عز وجل) من جهة ، وأن الإنسان إذا كان مع الله كان الله معه ، ومن كان الله معه فلا عليه بعد ذلك بمَن عليه ومَن معه ، حيث يقول الحق سبحانه : {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124) بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ } [آل عمران: 123 – 126] صدق الله العظيم.
أ.د/ محمد مختار جمعة
وزير الأوقاف