خواطر رمضانية…الخاطرة الخامسة عشرة: “رمضان شهر الصفاء النفسي”
رمضان فرصة لمراجعة النفس ، وللصفاء النفسي والروحي ، وللتسامح مع الذات والآخر ، ومع الكون كله.
رمضان شهر السلام ، شهر الأمن والأمان ، شهر الرحمة والرضوان ، شهر تكفير السيئات ، والتجاوز عن الزلات ، والحرص على اكتساب الحسنات ، ورفع الدرجات ، وذلك كله لا يتأتى إلا للقلوب العامرة بالخيرات ، التي لا تعرف الحقد ولا الغل ولا الحسد ، ولا تحب سوى الخير للناس كل الناس ، وأولئك هم المفلحون.
ما أجمل أن نتحلى في هذا الشهر الكريم بسلامة الصدر ، ونقاء السريرة ، ونتغلب على النفس الشريرة ، وعلى نزواتها ، ونهجر سائر الأدواء والأمراض والعلل الاجتماعية ، فنجعل من نفحات وبركات ورحمات الشهر الفضيل دواء لكل داء ، وشفاء لكل علة ، فنتحول من القسوة إلى الرحمة ، ومن الأثرة إلى الإيثار ، ومن شح النفس إلى سخائها ، ومن غياب الضمير إلى حضوره ويقظته ، وإلى محاسبة النفس قبل محاسبة الآخرين ، وإلى الإقبال على الله (عز وجل) لا الإدبار عنه ، وإلى التحصن بالقرآن والاستمساك به لا هجره ولا البعد عنه.
علينا أن نتعلم من هذا الشهر قبل انقضاء أيامه الصافية ، وأن نجتهد أن يكون لنا لا علينا في زمن أضحى الموت أقرب إلى كل منا من شراك نعله ، فالسباقَ السباقَ واللحاقَ اللحاقَ قبل فوات الأوان وانقضاء الأجل دون تحقق الأمل.
أ.د/ محمد مختار جمعة
وزير الأوقاف