خواطر رمضانية…الخاطرة الثانية عشرة: “أين تربى هؤلاء؟”
عندما ترى سبابًا مَحْضًا ، وفُحشًا بَيِّنًا ، وسوءَ أدبٍ يفوق الحدود ، من أناسٍ وجماعاتٍ يدّعون حمايةَ الدِّين والوصايةَ عليه والجهادَ في سبيله ، فكبّر عليهم وعلى تديّنِهم أربعًا ، واعلم أن الجهاد الحقيقي إنما هو في ردعهم وكفِ شرِّهم عن الخَلق.
إن إجرامَ هذه الجماعات وعناصرها الضالة إنما هو خيانةٌ لدين الله (عز وجل)، فَلَو استفرغ أعداءُ الإسلام ما في جعابِهِم من السهام لينالوا من ديننا السمح ما بلغوا معشارَ ما شوّهته الجماعاتُ المتطرفةُ وعناصرُها المتاجرة بدين الله (عز وجل) من صفحته النقيّة.
ولنا أن نتساءل : في أي مدرسة تعلّم هؤلاء تلك البذاءة ؟ وفي أي أُسَرٍ منحَطّة نشأوا ؟ وأي دين هذا الذي يستقون منه تلك البذاءات ؟ لا شك أنه لا يمكن أن تكون دائرةُ الأديان السماوية أو أي منها سبيلًا لذلك ، ولا حتى الوطنية أو الإنسانية يمكن أن تسمح به.
وبمناسبة شهر الصوم نتساءل أيضا : أيّ صيام يصومه هؤلاء ؟ وأي صلاة يصلون ؟ وأي قرآن يقرأون ؟ وإلى أي قبلة يتوجهون؟. لا شك أن خطأً ما يجب أن يُستدرك ، وعملًا كبيرًا يجب أن نقوم به ، وجهدًا كبيرًا يجب أن نبذلَه لندركَ من لم يُختطف قبل أن يُختطف.
ونقلِّم أظافرَ من يَخْتَطِفُ أو يحاول أن يَخْتَطِفَ نشئَنا أو شبابَنا أو أحدًا من مجتمعنا ، وهذا هو جهاد المفكرين والعلماء والكتّاب وواجبُ الوقت عليهم.