خواطر رمضانية …. الخاطرة الثامنة : ” ضوابط العمل الصالح “
للعمل الصالح ضابطان صدق النية وموافقة الشرع . والمؤمن هو من يعبد الله وفق مراد الله (عز وجل) لا وفق هواه هو . و إجابة نداء النوازل عبادة .
المؤمن يعبد الله حيث مراد الله (عز وجل) لا وفق هواه هو ، وقد وضع العلماء للعمل الصالح ضابطين أساسين : صدق النية وإخلاصها لله (عز وجل) ، و موافقة العمل لصحيح الشرع ، ولا مجال لغير صحيح الشرع ، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى في كتابه العزيز : ” قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا . الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا” ، ويقول سبحانه : ” فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ”
ويقول الحسن البصري : إن قوما طلبوا العبادة وتركوا العلم حتّى خرجوا بأسيافهم على أمّة محمّد (صلّى الله عليه وسلّم) ، ولو طلبوا العلم لحجزهم عن ذلك .
وعليه فإنه لا بد من اتباع الشرع لا اتباع الهوى ، فإجابة المنادي مثلًا للصلاة سواء في الأوقات العادية حيث تكون الأفضلية للصلاة في المسجد ، أم في أوقات النوازل حيث تتوجب الصلاة في المنازل أو الرحال ، فتلك الطاعة التي يؤجر صاحبها ، ومن ثمة كان رأي الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف بأن الخروج على ما تقرره مؤسسات الدولة في شأن الإجراءات الاحترازية كلُّ في مكانه إثم ومعصية .
مع التأكيد أن من أمر المنادي أن يقول : حي الصلاة حي على الفلاح ، هو من أمر أن يُقال وقت النوازل : صلوا في بيوتكم ، صلوا في رحالكم ، وعلينا السمع والطاعة والاستجابة لأمر الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم) حيث يكون .
أ.د / محمد مختار جمعة
وزير الأوقاف .