خواطر رمضانية .. الخاطرة الثانية “الدعوات التي لا ترد”
أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف
رمضان شهر الدعاء ، وشهر الإجابة , وشهر الرحمات والنفحات والبركات ، وللصائم دعوة لا ترد , حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” ثلاثة لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الإِمَامُ الْعَادِلُ ، وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ ” .
والدعاء سلاح المؤمن , ومسلك الأنبياء والأصفياء ، يقول أحد الحكماء : عجبت لمن ابتلي بالمرض كيف يغفل عن دعوة أيوب (عليه السلام) : ” أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ” ، وعجبت لمن ابتلي بالضيق كيف يغفل عن دعوة يونس (عليه السلام) : “لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ” ، وعجبتُ لمن ابتُـلي بالخوف كيف يغفل عن قول الله (عز وجل) : “حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ” ، وعجبتُ لمن ابتُـلي بمكرِ الناس كيف يغفل عن قوله (تعالى) : “وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ “.
و الدعاء ليس سلاح الضعفاء كما يتوهم البعض , إنما هو سلاح الأصفياء الأنقياء الأتقياء الآخذين بالأسباب ، الراجين فضل من قال في كتابه العزيز : ” ادعوني أستجب لكم ” .
وإذا كان رمضان شهر الدعاء وشهر الإجابة ولله في كل ليلة منه عتقاء من النار فعلينا أن نغتنم هذه الأيام المباركات في التضرع إلى الله (عز وجل) برفع الكرب والبلاء عن البلاد والعباد , ولا سيما عند الإفطار , وفي الأسحار , وعند قرآن الفجر “إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا”، كما نضرع إليه سبحانه أن يجعلنا في هذا الشهر الكريم من عتقائه من النار ، وأن يختم لنا بخاتمة السعادة أجمعين .