*:*الأخبارأخبار الأوقاف2

دولة القانون لا الصوت العالي

  دولة القانون هي الميزان الدقيق الذي تنضبط به مسيرة الدول , فالقانون يعني العدل والتكافؤ في الحقوق والواجبات , وتطبيق القانون على الجميع دون أي استثناءات , وهذا أيضا هو مناط الشرع , فعندما استشفع أهل المرأة المخزومية بسيدنا أسامة بن زيد (رضي الله عنه) قال له النبي (صلى الله عليه وسلم) : ” أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ؟!  ، ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ ، أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الحَدَّ ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا” .

  وقد خلد التاريخ مقولة سيدنا أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) حين قال : الضعيفُ فيكم قويٌّ عندي حتى أرجعَ إليه حقَّه إن شاء اللّه، والقويّ فيكم ضعيفٌ عندي حتى آخذَ الحقَّ منه إن شاء الله , وهو عين ما قاله وسار عليه سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) , وهو ما سجله شاعر النيل حافظ إبراهيم في عمريته الرائعة عن سيدنا عمر بن الخطاب حيث يقول :

كَم خِفتَ في اللَهِ مَضعوفًا دَعاكَ بِهِ

  وَكَم أَخَفتَ قَوِيًّا يَنثَني تيها

فَما القَوِيُّ قَوِيًّا رَغمَ عِزَّتِهِ

 

عِندَ الخُصومَةِ وَالفاروقُ قاضيها

وَما الضَعيفُ ضَعيفًا بَعدَ حُجَّتِهِ  

وَإِن تَخاصَمَ واليها وَراعيها

   لكن الجماعات المنحرفة والمأجورة معا أيام حكم جماعة المرشد وما تبعها من أوقات عصيبة أعلوا فيها شريعة الغاب , وظنوا أنهم بالقوة والصوت العالي ومحاصرة المحكمة الدستورية ومدينة الإنتاج الإعلامي وغيرها قادرون على إرهاب المجتمع وابتزاز بعض المسئولين ومتخذي القرار , وأنهم قادرون على فرض إرادة الصوت العالي لتمرير مصالحهم النفعية ,  ولو على جثة الوطن , أو على حساب الدين وسائر المبادئ والقيم .

   ولعبت بعض مواقع وصفحات التواصل ومافيا الفيسبوك دورا كبيرًا في محاولاتهم تلك عبر سياسة الصوت العالي فيس بوكيا في فترات كانت جد عصيبة على البلاد والعباد.

   غير أن بعض هؤلاء لا يدركون أن الدنيا قد تغيرت وأنه في ظل دولة عظيمة قوية قد أصبح الأمر لدولة القانون وسيادة القانون , وهو ما يتطلب الضرب بيد من حديد على يد كل من يحاول القفز على دولة القانون باستغلال صفحات التواصل للابتزاز أو الإفساد أو الإرهاب أو التحريض , أو محاولة فرض سياسة الصوت العالي على مؤسسات الدولة من خلال الاستقواء بجماعات الفيس بوك والكتائب الإلكترونية للجماعات الإرهابية , لأن سياسة الصوت العالي تلك عبر مواقع التواصل خطر داهم على دولة القانون دولة المؤسسات ما لم يُضرب على يدي أصحابها بمنتهى القوة والحسم.

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى