*:*الأخبارأخبار الأوقاف2

معنى الــدولـة

مفهوم الدولة العظيمة
ترجمته مصر واقعًا ملموسَا في أيامنا الراهنة

  لطالما تحدثنا عن دور الدولة وفقه بنائها وضرورة الحفاظ عليها ، وأكدًنا أن رجلا فقيرًا في دولة قوية غنية خير من رجل قوي غني في دولة ضعيفة فقيرة ، فالأول له دولة تحمله وتحميه ، وتقف إلى جانبه وقت الشدائد التي لا مجال للفردية فيها ، والآخر لا سند له لا في الداخل ولا في الخارج .
لقد ترجمت الدولة المصرية مفهوم الدولة العظيمة وحولته واقعًا ملموسًا حين نقلت أبناءها من إقليم ووهان الصيني إلى مصر في بداية انتشار فيروس كورونا ، وكانت في طليعة الدول التي قامت بذلك ، وترجمته في تعاملاتها مع آثار الأحداث الجوية التي مرت بها مصر خلال الأيام الماضية ، وترجمته وما زالت تترجمه فيما تتخذه من إجراءات في مواجهة انتشار فيروس كورونا .
هنا يبرز معنى الدولة التي لا مجال فيه للأنانية الفردية ، والتي لا نجاة فيها للفرد بمعزل عن معنى الدولة .
وهنا يبرز مفهوم ولي الأمر ووجوب طاعته وطاعة من يفوضه أو ينوب عنه ولاية قانونية من مؤسسات الدولة الوطنية كل في مجال اختصاصه ، في أوقات لا مجال فيها لغير صوت الدولة ومؤسساتها ، وإلا لصار الناس إلى فوضى .
والذي يجب أن ندركه جميعًا أن مفهوم الدولة يقوم على الحقوق والواجبات المتبادلة ، وعلى أن نعمل معًا على حماية معنى الدولة ومكتسباتها ، فهي لأبنائها جميعًا ، وهي بهم جميعًا ، ولا سيما في أوقات الشدائد والأزمات التي تقتضي مزيدًا من التراحم والتكافل ، وأن يأخذ قوينا بيد ضعيفنا ، وغنينا بيد فقيرنا ، وأن يرحم بعضنا بعضًا ، وأن نبتعد عن كل ألوان الاحتكار والاستغلال والأنانية ، ونعلي معًا المصلحة الوطنية العليا ، لأن قوة الدولة قوة لجميع أبنائها ، ولا يمكن لأي دولة أن تحقق ذلك إلا بعطاء وجهد وعرق أبنائها جميعًا وفهمهم الدقيق لمعنى تقديم المصلحة العامة على الخاصة ، وإعلائهم لكل القيم الوطنية النبيلة ، والضرب بيد من حديد على كل من يحاول أن ينال من بناء الدولة بالشائعات أو الأكاذيب أو الافتراءات ، أو التقليل من جهودها ، أو قلب حسناتها سيئات ، من عناصر الجماعات الضالة المجرمة التي لا تألو على دين ولا وطن ولا إنسانية .
وهنا نؤكد أن طاعة ولي الأمر والحفاظ على معنى الدولة يقتضيان أن نستجيب لما يصدر عن مؤسسات الدولة الوطنية كل فيما يخصه من توجيهات ، وألا ينساق أحد منا خلف جماعات الهدم والضلال .

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى