عناية الإسلام بغسل اليدين لا تعارض بين العلم والدين فالحفاظ على صحة الإنسان من صميم مقاصد الأديان
عنيّ الإسلام بالنظافة بصفة عامة ، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى :” إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ” ، ويقول سبحانه مخاطبًا نبينا (صلى الله عليه وسلم ) : ” يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ” ، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم ) ” الطَّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ ” ، ويقول (صلى الله عليه وسلم ) :” طَهِّرُوا أَفْنِيَتَكُمْ” .
ومع ذلك فقد عنيّ الإسلام بغسل اليدين عناية خاصة عند كل وضوء ، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى :” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ” ، فغسل اليدين مع المرفقين أحد فرائض الوضوء ، يضاف إلى ذلك أنه يُسّن بدء الوضوء بغسل اليدين ثلاثًا ، يتبع ذلك المضمضة فالاستنشاق فغسل الوجه، ثم غسل اليدين مرة أخرى مع المرفقين على سبيل الفرض .
ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم ):” إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ، فَلاَ يُدْخِلُ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلاَثاً” ، كما يستحب غسل اليدين قبل الأكل وبعده .
ولو التزم الإنسان ذلك لحقق جانبًا كبيرًا من الوقاية المطلوبة ، وفي ذلك ما يؤكد عظمة الحضارة الإسلامية ، واهتمامها البالغ بصالح البلاد والعباد .
وفي ذلك ما يؤكد أنه لا تعارض بين العلم والدين ، فالحفاظ على صحة الإنسان من صميم مقاصد الأديان .