وزير الأوقاف في افتتاح مؤتمر كلية أصول الدين بجامعة الأزهر الشريف:
تعميق الولاء والانتماء الوطني أحد أهم محاور بناء الشخصية والبناء المتكامل للإنسان علميا وخلقيا وثقافيا ووطنيا هو الذي يصنع الشخصية السوية والبناء الأخلاقي من أهم معالم البناء الحضاري للأمم والشعوب
في كلمته التى ألقاها معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف اليوم السبت ٧ / ٣ / ٢٠٢٠م في افتتاح المؤتمر الدولي الثاني بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر الشريف بالقاهرة تحت عنوان : “بناء الإنسان في التصور الإسلامي بين الواقع والمأمول”، برعاية فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور / أحمد الطيب شيخ الأزهر ، وبحضور الشيخ/ صالح عباس وكيل الأزهر الشريف نائبا عن فضيلة الإمام الأكبر ، والأستاذ الدكتور/ شوقي علام مفتي جمهورية مصر العربية ، والأستاذ الدكتور/ محمد عبد الفضيل القوصي عضو هئية كبار العلماء ووزير الأوقاف الأسبق ، والأستاذ الدكتور/ رافع طه الرفاعي مفتي الديار العراقية ووممثل الوفود العربية والإسلامية ، والأستاذ الدكتور/ نظير محمد عياد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية ، والأستاذ الدكتور/ يوسف عامر نائب رئيس جامعة الأزهر لشؤون التعليم والطلاب ، والأستاذ الدكتور/ طارق سلمان نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث ، والأستاذ الدكتور/ عبدالفتاح عبد الغني العواري رئيس المؤتمر وعميد كلية أصول الدين بالقاهرة ، والأستاذ الدكتور/ طه عبد الخالق عبد العزيز وكيل كلية أصول الدين بالقاهرة ، والأستاذ الدكتور/ عبدالله محيي عزب أمين عام المؤتمر ، ولفيف من الشخصيات الدولية والمحلية البارزة ، ولفيف من السادة العلماء والباحثين .
فقد أكد معاليه على أهمية البناء المتكامل للإنسان علميا وخلقيا ومعرفيا ووطنيا ، وأن هذا البناء هو الذي يصنع الشخصية السوية ، ويجب أن يكون ترسيخ الولاء والانتماء الوطني أحد أهم محاور بناء الشخصية ، فمصالح الأوطان جزء لا يتجزأ عن مقاصد الأديان، وهو ما فصلناه في كتاب “الكليات الست” الذي رسخ أن الوطن أحد أهم المقاصد الكلية التي يجب الحفاظ عليها ، وهو مقدم على النفس ، لأن الوطني الشريف هو من يفتدى وطنه بنفسه وماله وكل ما يملك ، مؤكدًا معاليه أن أهل العلم والفقه على أنه إذا دخل العدو بلدًا من بلادنا وجب على أهل البلد أن يدافعوا عن بلدهم ولو فنوا جمعيا ، ولم يقل أحد من أهل العلم على الإطلاق إنهم إذا خشوا على أنفسهم فروا لينجوا بأنفسهم ، فالوطن هنا مقدم على النفس والمال ، وحماية الأوطان من صميم مقاصد الأديان .
كما أكد معاليه على أن البناء العلمي السليم يتطلب منا أن نتحول من ثقافة الشهادة إلى ثقافة التعلم الحقيقي ، ومن قياس مستوى الحفظ إلى قياس مستوى الفهم ، ومن قياس تحصيل بعض المقررات إلى قياس مستوى تحصيل العلم ، مطالبا بالعودة إلى نظام الأزهر القديم في منح شهادة العالمية بحيث لا يحصل عليها إلا من يكون جديرا بها متمكنا من أدوات العلم الذي يمنح درجة العالمية فيه من خلال لجان تناقشه في مدى تمكنه من العلم الذي يدرسه لا في مجرد موضوع رسالته ، ويكون موضوع الرسالة أحد مكونات الحصول على الشهادة ، إضافة إلى لجنة تؤكد أن الباحث قد وصل في هذا العلم إلى المستوى الذي يستحق معه تلك الدرجة العلمية الراقية .