:أخبار الأوقافأوقاف أونلاينمكتبة الفيديو

خلال برنامج ندوة للرأي من مسجد السيدة زينب (رضي الله عنها) بمحافظة القاهرة

أ.د/ جمال فاروق: للعمل الصالح ثمار عظيمة في الدنيا والآخرة
د/ هشام عبد العزيز: الحياة الطيبة من ثمرات العمل الصالح
د/ أحمد عصام الدين فرحات: من ثمرات العمل الصالح محبة الخلق

    في إطار الدور التوعوي الذي تقوم به وزارة الأوقاف ، والمشاركات التثقيفية والتنويرية لقضايا الدين والمجتمع التي تسهم في بناء الإنسان ، وفي إطار التعاون والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف والهيئة الوطنية للإعلام في ملف تجديد الخطاب الديني ، ومن خلال الندوات المشتركة بين الوزارة وقطاع القنوات المتخصصة بالتليفزيون المصري ، عقدت وزارة الأوقاف مساء الثلاثاء 25 / 2 / 2020م بمسجد السيدة زينب (رضي الله عنها) بالقاهرة ندوة للرأي تحت عنوان: ” ثمرات العمل الصالح ” ، حاضر فيها أ.د/ جمال فاروق العميد السابق لكلية الدعوة الإسلامية ، و د/هشام عبد العزيز أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، والشيخ/ أحمد عصام الدين فرحات إمام وخطيب المسجد  ، بحضور جمع غفير من رواد المسجد، وأدار الندوة الإعلامي أ/ عمر حرب .

   وفي كلمته أكد فضيلة أ.د/ جمال فاروق أن العمل الصالح هو رأس مال الإنسان ، وأساس التجارة مع الله تعالى ؛ حيث وعد الله تعالى من يعمل صالحًا بالرضا النفسي في الدنيا ، والاطمئنان بما تجريه عليه الأقدار ، وبالسعادة بما أعطاه الله تعالى ، قَالَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وسلم) : “عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ” ، موضحًا أن الله (جل ذكره) قد سمى يوم القيامة بيوم التغابن ، حيث قال تعالى : “يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا  ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ” والتغابن في الآخرة حيث يكون فريقٌ في الجنة ، وفريقٌ في السعير لما يظهر فيه من خسران أهل الكفر والضلال، حيث باعوا آخرتهم ، واشتروا بها دنياهم؛ فظهر خسرانهم، وبوار تجارتهم ، فالفوز الحقيقي الذي يفوز به الإنسان أن يثمر له العمل الصالح في الحياة الدنيا حياة طيبة ، وينال بصلاحه رضوان الله تعالى في الآخرة ، وأعظم شيء ينفق الإنسان فيه عمره هو المتاجرة مع الله سبحانه ، وهي التجارة التي لن تبور، قال تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ ” ، بينما قال تعالى عن أهل الشقاء : “أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ” ، وقد أرشد الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم إلى ما يحقق الربح في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ  ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ  ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ” مبينا أن للعمل الصالح فضائل عظيمة ، منها : الفوز بالجنة والبعد عن النار :” فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ “، ومن فضائل العمل الصالح أنه يزيد الإيمان ، قال تعالى: ” إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ”  فالإيمان مقرون بالعمل ، فليس الإيمان بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل ، فالعمل الصالح دليل الإيمان.

    وفي كلمته أكد د/ هشام عبد العزيز أننا نعيش أياما عظيمة فعلينا أن نغتنمها بالعمل الصالح حيث يقول النبي (صلى الله عليه وسلم ) ” : إنَّ لِرَبِّكُمْ عزَّ وجلَّ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا” ، والعمل الصالح له ثمرات طيبة ، وعواقب حسنة، في الدنيا والآخرة قال سبحانه :” إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ”، ومن ثمرات العمل الصالح طيب الحياة، ودخول الجنة، ورفعة الدرجات، قال تعالى :”مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” ، مبينا أنّ أحبّ الأعمال إلى الله تعالى ؛ هي التي يداوم عليها صاحبها  ، وإن كانت قليلةً ؛  فقد سُئِلَ نبينا (صلى الله عليه وسلم) أيُّ العملِ أحَبُّ  إلى اللهِ ؟ قال : ” أدْومُه وإن قَلَّ” ، ففي المداومة على عمل الخير من البركة والفوائد والثمار الكثيرة،  والدرجات العظيمة في الدنيا والآخرة  ، يقول سبحانه :” إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ”، ومن حافظ على طاعة الله تعالى ، والعمل الصالح  منَّ الله عليه بمعية خاصة ، وكان الله معه ،  يقول  رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) : ” إِنَّ اللَّهَ تعالى يقول : مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ ، وبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا ، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا ، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ”.

    وفي كلمته أكد الشيخ/ أحمد عصام الدين فرحات أن ثمرات العمل الصالح عظيمة في  الدنيا والآخرة، فقد كان من دعاء الأنبياء أن يكونوا في زمرة عباد الله الصالحين ، يقول تعالى عن سيدنا إبراهيم  (عليه السلام )  : ” رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِين ” ، و يقول سيدنا سليمان (عليه السلام ): ” رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ” ، ويقول سيدنا يوسف ( عليه السلام ) : “ربِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ”، وكان الأنبياء يقولون لرسول الله(صلى الله عليه وسلم) في رحلة الإسراء والمعراج  : “مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ” ، بل في  كل صلاة يسلم المصلي على عباد الله الصالحين ، ومن ثمرات العمل الصالح  محبة الخلق في الدنيا وتلك عاجل بشرى المؤمن ، فألسنة الخلق أقلام الحق ، مبينا أن العمل الصالح يكون بتعمير الكون ، وإصلاح المجتمع ، وبالتحرك الطيب في الكون ، فقد كان من دعائه (صلى الله عليه وسلم ) :”  اللهم اجعل في قلبي نورًا، وفي بصري نورًا، وفي سمعي نورًا، وعن يميني نورًا، وعن يساري نورًا، وفوقي نورًا، وتحتي نورًا، وأمامي نورًا، وخلفي نورًا، واجعل لي نورًا” .

اظهر المزيد

منشور حديثّا

شاهد أيضًا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى