*:*الأخبارأخبار الأوقاف2

وزير الأوقاف خلال خطبة الجمعة من مسجد ” الفرقان” بمحافظة الدقهلية :
القرآن كتاب الجمال والكمال ومكارم الأخلاق
والقرآن الكريم تحدث عن كل ما هو جميل

ومهمتنا أن نعمر الدنيا باسم الدين لا أن نخربها باسم الدين
فالدين فن صناعة الحياة لا صناعة الموت

  في إطار دور وزارة الأوقاف التنويري والتثقيفي ، ومحاربة الأفكار المتطرفة ، وغرس القيم الإيمانية والوطنية الصحيحة ، وبمناسبة العيد القومي لمحافظة الدقهلية ، ألقى معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة اليوم الجمعة 14 / 2 / ٢٠٢٠م خطبة الجمعة بمسجد ” الفرقان ” كفر الطويلة مركز طلخا محافظة الدقهلية ، تحت عنوان : ” عناية القرآن الكريم بالقِيم الأخلاقية “ ، بحضور سيادة الدكتور / أيمن مختار محافظ الدقهلية ، و أ.د / شوقي علام مفتي الجمهورية ، وأ/ هيثم الشيخ نائب محافظ الدقهلية ، وأ/ سعد الفرماوي سكرتير عام محافظة الدقهلية ، والسيد اللواء / محمد محسن نائب مدير عام أمن الدقهلية ، والسيد اللواء / محمد طه مدير قطاع الأمن المركزي بالدقهلية ، والشيخ/ طه زيادة وكيل وزارة الأوقاف بالدقهلية ، والشيخ / سعد الفقي وكيل وزارة أوقاف كفر الشيخ ، والسادة أعضاء مجلس النواب بالمحافظة ، ولفيف من القيادات التنفيذية والدعوية والشعبية بالمحافظة .
وخلال الخطبة أكد معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) تمثل القرآن خلقًا وواقعًا ، فكان كما وصفته أم المؤمنين السيدة عائشة (رضي الله عنها ) حينما قالت :” كان خلقه القرآن ” فجميع حركاته وسكناته (صلى الله عليه وسلم) خالصة لله (عز وجل) ، والقرآن الكريم كتاب الله تعالى من قال به صدق ، ومن حكم به عدل ، ولا تنقضي عجائبه ، ولا يخلق على كثرة الرد ، ولا ينفد عطاؤه إلى يوم القيامة غير أنه يعطي كل جيل بقدر عطائه لدين الله (عز وجل) وإخلاصه له ، وهو الذي لم تلبث الجن إذ سمعته أن قالوا : “إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا” ، وما أن سمع أحد الأعراب قوله تعالى : ” وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ” حتى انطلق قائًلا : أشهد أن هذا كلام رب العالمين لا يشبه كلام المخلوقين ، وإلا فمن الذي يمكن أن يأمر السماء أن تقلع عن إنزال الماء فتقلع ، ويأمر الأرض أن تبلع ماءها فتبلع ، إنه رب العالمين ولا أحد سواه ، والقرآن الكريم ذكر للناس ، قال تعالى :” وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ “، وسوف تسألون عن ماذا قدمتم لخدمته حفظًا وأداء ، وتجويدًا فهمًا ، وتفسيرًا وتطبيقا ؟ ، يقول الحسن البصري : إنما أنزل القرآن ليتدبر وليعمل بما فيه ، ولكن اتخذ الناس قراءته عملا ، فما بالكم إذا اتخذوا هذا القرآن مهجورا .
موضحًا معاليه أنه وللأسف حاولت بعض الجماعات والتيارات أن تنحرف بتأويل بعض نصوص القرآن الكريم ، وأن تقتطع بعض النصوص من سياقها محرفة لها ، وأن تخرج بها عن مراد الله لها ، ضاربًا معاليه أنموذجًا لعظمة القرآن الكريم بجانب واحد من الجوانب الأخلاقية ، فالقرآن كتاب الجمال والكمال ومكارم الأخلاق وأعاليها ، وقد تحدث القرآن الكريم عن الصبر الجميل ، والصفح الجميل والهجر الجميل والسراح الجميل ، والخلق الجميل ، والدفع الجميل ، والسعي الجميل ، واللباس الجميل ، والعطاء الجميل ، والتحية الجميلة ، والوجه الجميل ، والعيشة الجميلة ، فقال تعالى عن الصبر الجميل : ” فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ” ،وهو الذي لا شكوى معه ، منتهى الرضا بقضاء الله وقدره ، والصفح الجميل هو الذي لا منّ معه :” “فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ” مستشهدًا بأن غلاماً لعمر بن عبد العزيز أخطأ في حضرته ، فقال الغلام : ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ﴾ ، قال: كظمت غيظي ، فقال: ﴿ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ﴾ ، قال: قد عفوت عنك ، قال: ﴿وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ ، قال: أنت حر لوجه الله .
كما بين معاليه أن الهجر الجميل الذي لا أذى معه يقول الحق سبحانه : “وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا ” ، وقال تعالى :” وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا ” وهو الذي لا ظلم للمرأة فيه ، ولا عضل لها فيه ، فالمسلم الذي تأدب بآداب القرآن لا يمكن أن يؤذي أحدا ، يقول الحق سبحانه ” وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ، وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ”. وقد سئل بعضهم ما السيئة التي لا تنفع معها حسنة؟ ، قال التكبر على خلق الله ، والخلق الجميل حيث يقول تعالى لنبينا (صلى الله عليه وسلم) :” وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ” ، والقول الجميل ، قال تعالى :” وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ” ، لكل الناس مسلمهم وغير مسلمهم ، طائعهم وعاصيهم ، بل القول الأحسن ، يقول تعالى :” وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ “، وهذا فضل الله تعالى ومنحة منه ، يقول تعالى :” وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ ” ، فالهداية إلى الطيب من القول هداية للطريق المستقيم ، كما تحدث القرآن الكريم عن الوجه الجميل ، وجه المؤمن ” سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ ” فليس المقصود منها تلك العلامة التي تجدها في وجوه بعض الناس دون بعض ، وإنما نور يلقيه الله (عز وجل) على وجه المؤمن ،” وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ ” ، ” تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ ” ، كما تحدث القرآن الكريم عن اللباس الجميل حيث ذكره القرآن الكريم في قوله تعالى :” وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ “.
وفي ذات السياق أكد معاليه أن القرآن الكريم تحدث عن العطاء الجميل الذي لا منّ معه ، والعطاء من أفضل ما تملك ” لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ” ، كما تحدث القرآن عن السعي الجميل الذي قصد به وجه الله تعالى ، وهو الطريق إلى الآخرة ، فمهمتنا أن نعمر الدنيا باسم الدين ، لا أن نخربها باسم الدين ، فالدين فن صناعة الحياة لا صناعة الموت ، يقول تعالى : ” وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا ” ، والجزاء الجميل ، قال تعالى :” وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ، إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ” ، هذا هو الجزاء الجميل ؛ أن تجعل جزاءك عند الله ، وأن تدخر مالك عنده.
مختتما معاليه بالعيشة الجميلة : تلك العيشة الراضية الهنيئة في الدنيا والآخرة ، وهي الرضى بما قسم الله ، ويفسرها قول الله تعالى: “فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ ” ، والأصل في غير القرآن أن يقال (عيشة مرضية) ؛ لأن العيشة مرضى عنها ، فجعل العيشة راضية مبالغة في قمة رضى أصحابها بها ، هذا هو القرآن وهذا هو جمال القرآن وهذه هي عظمة القرآن .

اظهر المزيد

منشور حديثّا

شاهد أيضًا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى