خلال الندوة التي أقامتها وزارة الأوقاف بالتعاون مع صحيفة عقيدتي بمسجد علي غريب بمديرية أوقاف الجيزة
علماء الأوقاف يؤكدون : الماء نعمةٌ عظيمةٌ يجب الحفاظ عليها
برعاية كريمة من معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة أقامت وزارة الأوقاف بالتعاون مع صحيفة عقيدتي ندوة علمية كبرى بمسجد علي غريب إدارة أوقاف منشأة القناطر مديرية أوقاف الجيزة ، تحت عنوان : ” نعمة الماء ، وكيفية الحفاظ عليها ”، مساء السبت 8 / 2 / 2020 م ، وذلك في إطار دور وزارة الأوقاف التنويري ، واستمرارًا لرسالتها الدعوية التي تهدف إلى تبصير الناس بأمور دينهم ، وغرس القيم الأخلاقية والمجتمعية الراقية التي أتى بها ديننا الحنيف ، حاضر فيها د / عمرو محمد مصطفى بالديوان العام ، والشيخ/ عادل عبد الله السيد إمام المسجد ،والشيخ/ عماد محمد مجاهد إمام وخطيب بالإدارة ، وحضرها جمع غفير من المصلين حرصًا منهم على تعلم أمور دينهم ، وأدار الندوة وقدم لها الأستاذ/ مصطفى ياسين نائب رئيس تحرير صحيفة عقيدتي.
وفي كلمته أكد د/ عمرو محمد مصطفى أن نعم الله (عز وجل) على خلقه كثيرة لا تعد ولا تحصى ، قال تعالى:” وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ” ، وأن الماء نعمة عظيمة به تدوم الحياة، وتعيش الكائنات ، وتُنبت من كل زوج بهيج ؛ وهو عنصر الحياة وسبب البقاء، قال تعالى: “وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ” ، وبه تعقد الآمال وتطيب النفوس وتهدأ الخواطر وتنشر الرحمة؛ قال تعالى:” وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ”، مشيرا إلى أن شكر النعم سبب في زيادتها ، قال تعالى :” وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ” ، فنعمة الماء من أجِّل النعم على الكون بأسره والماء هو سر الوجود على كوكب الأرض، فاجعلوه كالهواء ، لا نأخذ منه إلا على قدر الكفاية دون إسراف أو تبذير، فالإسراف غير مرتبط بوفرة ولا ندرة ، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ (رضي الله عنهما) أَنَّ النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) مَرَّ بِسَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَقَالَ : “مَا هَذَا السَّرَفُ يَا سَعْدُ ؟” قَالَ : أَفِي الْوُضُوءِ سَرَفٌ ؟ قَالَ : “نَعَمْ ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ” .
وفي كلمته أكد الشيخ/ عادل عبد الله السيد أن الماء أثمن من الجواهر ، قال تعالى:” أَفَرَأَيْتُمْ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنْ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ” ، فلا بد من شكر الله (عز وجل) على هذه النعمة العظيمة مع المحافظة عليها، مبينا أن المحافظة على الماء من الإسراف يكون بإصلاح صنبور الماء في البيت أو العمل أو المسجد ، ويكون بالمحافظة على نظافته وطهارته ، فمن فعل فقد شكر النعمة ، ويعد ذلك صدقة تصدقت بها على غيرك ، فتكون سببًا في دخولك الجنة ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) أن النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) ذكر: “أَنَّ امْرَأَةً بَغِيًّا رَأَتْ كَلْبًا فِي يَوْمٍ حَارٍّ يُطِيفُ بِبِئْرٍ، قَدْ أَدْلَعَ لِسَانَهُ مِنْ الْعَطَشِ، فَنَزَعَتْ لَهُ بِمُوقِهَا فَغُفِرَ لَهَا”.
وفي كلمته أكد الشيخ/ عماد محمد مجاهد أن الماء أحد مقومات الحياة التي لا يستطيع أحد العيش بدونها ، قال تعالى :” وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ” ، وأن النبي ( صلى الله عليه وسلم) كانت حياته كلها نموذجًا ومثالًا صادقًا في حبه لبيئته ، فعن أنس بن مالك ( رضي الله عنه) قال :”أصابنا ونحن مع رسول اللهِ (صلى الله عليه وسلم) مطر فخرج رسول اللهِ (صلى الله عليه وسلم) فحسر ثوبه عنه حتى أصابه ، فقلنا : يا رسول اللهِ ، لم صنعت هذا ؟ قال : “لأنه حديث عهد بربه” , مشيرًا إلى أن ديننا هو دين الوسطية ، قال تعالى : “وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا” ، فعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم) يَتَوَضَّأُ بِالْمُدِّ وَيَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ، إِلَى خَمْسَةِ أَمْدَادٍ ، موضحا أن الإسلام دعا إلى نظافة المياه وذلك بالمحافظة على تنقيتها وطهارتها، وعدم إلقاء القاذورات والمخلفات والبقايا فيها، باعتبار أن الماء أساس الحياة، فقد نهى نبينا (صلى الله عليه وسلم) عن البول في الماء الراكد ، قال (صلى الله عليه وسلم) : ” لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ الَّذِي لَا يَجْرِي ثُمَّ يَغْتَسِلُ فِيهِ” , حتى لا تنتشر الأمراض والجراثيم، وبهذا كانت السنّة سباقة في حماية البيئة من التلوث , ولا يجوز أيضا تلويث الماء الراكد ولا الجاري بأي وسيلة من الوسائل ، وقد نهى (صلَّى الله عليه وسلَّم) عن الإسراف في الوضوء ؛ فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: “جاء أعرابِيٌّ إلى النبي (صلَّى الله عليه وسلَّم ) يسأله عن الوضوء؟ فأراه الوضوء ثلاثًا، ثم قال: “هكذا الوضوء، فمن زاد على هذا، فقد أساء، وتعدَّى، وظلم”.