الأوقاف المصرية .. والمسابقات القرآنية
انطلقت يوم أمس في العاصمة المصرية القاهرة المسابقة العالمية السابعة والعشرون للقرآن الكريم، التي حملت اسم العالم الجليل الشيخ عبدالباسط عبدالصمد رحمه الله، الذي شنّف آذاننا بصوته العذب، هذه اللفتة الجميلة من وزارة الأوقاف المصرية تحمل في طياتها الكثير من الوفاء للقراء، وكذلك تحفيز الناشئة على الاقتداء بهم.
لقد حرصت الأوقاف المصرية بقيادة وزيرها النشط معالي الدكتور محمد مختار جمعة الذي يعتبر الدينمو المحرك للمسابقة على استضافة العديد من الدول المشاركة، والتي بلغ عددها ثلاثًا وستين دولة، وعدد المتسابقين قرابة الخمسة والثمانين متسابقًا ، والأجمل بأن تكريم الفائزين الأوائل سيكون في احتفالية الوزارة بليلة القدر هذا العام إن شاء الله. كما شدني جداً القيادات الشابة في الوزارة الذين تدفعهم طاقتهم وحماسهم إلى الدفع بمركب الأوقاف نحو استشراف المستقبل بقوة وعزم، وفي تناغم تام جعل من المسابقة عرساً قرآنيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
الحق يقال إن هذه المسابقة جاءت نتيجة عمل دؤوب وجهد مشكور، تقوم به الوزارة من خلال مدارسها القرآنية التي تهتم بتحفيظ القرآن الكريم وتعليمه بالمجان في أنحاء القطر المصري كافة، حيث تم افتتاح ألف ومائة وخمسين مدرسة قرآنية، وكذلك أكثر من ثماني آلاف مقرأة قرآنية، وبلغ عدد مكاتب تحفيظ القرآن الكريم ألفين وأربعمائة وثمانين مكتباً، إضافة إلى مراكز إعداد محفظي القرآن الكريم التي بلغ عددها تسعة وستين مركزاً، ومدة الدراسة بها سنتان، وذلك لإتقان وحفظ القرآن الكريم وتجويده على أيدي العلماء والقراء المتخصصين .
من الجميل الذي عرفته أن الوزارة خصصت مسابقة لحفظ القرآن الكريم لذوي القدرات الخاصة، إيمانًا منها بالحق الكامل لهم في الرعاية، وتشجيعهم على إبراز مواهبهم وملكاتهم، وهم الفئة الغالية على المجتمع.
المسابقة اليوم في أجوائها مليئة بالروحانية والسكينة والطمأنينة، والتغطية الإعلامية لها متميزة، وحضور صغار القراء أضفى على المكان إشراقة النور من وجوههم الطاهرة، كما أعجبتني الابتسامة التي استقبلنا بها المنظمون، فالبرنامج بصفة عامة مليء بالزيارات المهمة، وأيام المسابقة فرصة للتعارف بين المتسابقين والمحكمين، وكلي أمل أن يجمع الله شبابنا على حفظ كتابه العظيم، واتباع سنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، متخذين من الرسول العظيم قدوة في حياتهم، كما وصفته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قائلة:” كان خلقه القرآن”.