اللواء أ.ح/ سماح قنديل
–
شهد خطبة الجمعة والصلاة اليوم 23 / 5 / 2014م بجامع الشاطئ السيد اللواء أ.ح/ سماح قنديل محافظ بورسعيد الذي أشاد بالجهود المخلصة لفضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر ومعالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف في تسيير هذه القوافل الدعوية المشتركة التي أعادت للأزهر الشريف ووزارة الأوقاف وعلمائهما الأجلاء المكانة اللائقة بهما في المجتمع المصري ، وكان لها أكبر الأثر في مواجهة التشدد ونشر سماحة الإسلام.
وكانت قافلة علماء الأزهر والأوقاف ببورسعيد قد واصلت أنشطتها الدعوية بمحافظة بورسعيد بإلقاء خطبة الجمعة بالمساجد الكبرى بمدن المحافظة تحت عنوان: (دروس من الإسراء والمعراج)وهو الموضوع الموحد بجميع مساجد جمهورية مصر العربية اليوم، حيث أكد العلماء المشاركون في القافلة أنه من رحمة الله تعالى بعباده أنهم إذا مرّوا بألم يعقبه أمل، فبعد العام الذي عُرف في حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) بعام الحزن، حيث فقد النبي (صلى الله عليه وسلم) زوجه الحنون خديجة بنت خويلد (رضي الله عنها) وعمه أبا طالب، ولاقى من الخلق ما لاقى فكان التكريم من الله تعالى له ولأمته حيث رفعه إلى مكان لم يصل إليه علم الخلائق، وهذه الرحلة المباركة ستظل مصدرًا يستلهم منه المسلمون الدروس والعبر، وتذكرهم دائمًا بدورهم تجاه خالقهم وأمتهم، و تمنحهم من التكريم ما يجعلهم خير أمة أخرجت للناس.
فمن على منبر مسجد الجامع الكبير ببور فؤاد أوضح أ.د/ سيف رجب قزامل عميد كلية الشريعة والقانون بطنطا أن رحلة الإسراء والمعراج مع دلالتها العظيمة على التكريم للنبي (صلى الله عليه وسلم) وأمته فقد كانت الدروس المستفادة منها جليلة القدر وعظيمة النفع: ومن هذه الدروس العظيمة والمعاني الجليلة الإيمان بطلاقة القدرة الإلهية, التي لا تحدها حدود، وكذا نتعلم منها اللجوء إلى الله تعالى كل وقت، لا سيما وقت الشدة، وفي اللجوء إلى الله تعالى يجد العبد نفسه قد تعلق بأسباب القوة والعظمة فيرتقي ويرتفع ويسمو فوق كل شدة وكل محنة، فيخرج من نطاق قدرة البشر ليجد نفسه معانًا بقدرة رب البشر جل وعلا.
كما بين فضيلة الشيخ/ محمد عز الدين عبد الستار وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة في خطبته بجامع الشاطيء ببور سعيد أن من أهم الدروس المستفادة من هذه المعجزة العظيمة والرحلة الجليلة هو أن المحن تتبعها المنح، وأن وقت اشتداد المحن هو بداية الفرج، فهذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعاني من أهل مكة ما يعانيه من الصدِّ والإعراض والإيذاء والتنكيل، ويخرج لأهل الطائف فيرجع مُطَارَدًا داميَ القدمين، ثم يدخل مكة مرة أخرى في جوار كافر، ثم من بين هذه الشدائد والمحن يولد الأمل، فيستضيفه الله عز وجل في الملأ الأعلى ليسمو النبي (صلى الله عليه وسلم) عن الأرض وما فيها، ألا فلْنتعلم كيف نرتقي فوق كل المحن متعلقين فقط بالرجاء في الله العظيم الكريم.
ومن أعلى منبر مسجد المجمع الكبير ببور فؤاد شدد أ.د/ محمد أبو زيد الأمير عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالمنصورة على ضرورة التواصي بالخير والعمل على النصح للمسلمين، فبسبب نصح سيدنا موسى (عليه السلام) لسيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) خفف الله تعالى عنه وعن أمته الصلاة المفروضة إلى خمس صلوات، يقول (صلى الله عليه وسلم): ” …فَفَرَضَ عَلَىَّ خَمْسِينَ صَلاَةً فِى كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ فَنَزَلْتُ إِلَى مُوسَى (صلى الله عليه وسلم) فَقَالَ مَا فَرَضَ رَبُّكَ عَلَى أُمَّتِكَ؟ قُلْتُ خَمْسِينَ صَلاَةً. قَالَ: ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لاَ يُطِيقُونَ ذَلِكَ فَإِنِّى قَدْ بَلَوْتُ بَنِى إِسْرَائِيلَ وَخَبَرْتُهُمْ…»، ألا فلندرك قيمة النصيحة وبركتها، ولقد لخص لنا النبي (صلى الله عليه وسلم) الدين كله في النصيحة حيث يقول: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ» قُلْنَا لِمَنْ قَالَ «لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ»[متفق عليه].
وحذر د/ خالد عبد السلام مدير عام الإرشاد الديني بوزارة الأوقاف في خطبته بمسجد الإحسان ببور سعيد من ترك الصلاة أو التهاون في أدائها على وجهها الأكمل فمن أهم ما أثمرته ليلة الإسراء والمعراج المباركة تلك الهدية التي رجع بها النبي (صلى الله عليه وسلم) وهي الصلاة غرة الطاعات، ورأس القربات، وعماد الدين، وعصام اليقين، لقد أراد الله تعالى أن تُفرض الصلاة مباشرة دون وساطة جبريل (عليه السلام) أو غيره لتكون الصلةَ الدائمة بين المسلم وبين ربه، لقد رجع النبي (صلى الله عليه وسلم) بهذه الوسيلة التي يرتقي بها المسلم إلى مقابلة الله عز وجل، ولأجل أن الصلاة هي الصلة المباشرة بين العبد وربه جعلها الله تعالى عماد الدين، يقول حجة الإسلام الغزالي (رحمه الله): “… وما أرى أن هذه العظمة كلها للصلاة من حيث أعمالها الظاهرة إلا أن يضاف إليها مقصود المناجاة، فإن ذلك يتقدم على الصوم والزكاة والحج وغيره… “.
وبمسجد الحسن في قلب مدينة بورسعيد الباسلة أشار د/ إبراهيم عبد الجواد باحث الدعوة بوزارة الأوقاف إلى أنه من أهم نتائج رحلة الإسراء والمعراج معرفة مكانة المسجد الأقصى في كيان هذه الأمة، إذ إنه مَسرى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ومعراجه إلى السماوات العلا، وكان القبلة الأولى التي صلى إليها المسلمون في الفترة المكية، ولا تشد الرحال بعد المسجدين إلا إليه، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) عَنِ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) قَالَ: ( لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم وَمَسْجِدِ الأَقْصَى)[متفق عليه]، وفي ذلك توجيه للمسلمين بأن يعرفوا منزلته، ويستشعروا مسئوليتهم نحوه، مؤكدا أن هذا الربط بين المسجدين – المسجد الحرام والمسجد الأقصى- ليشعر الإنسان المسلم أن لكلا المسجدين قدسيته، فهذا ابتدأ الإسراء منه وهذا انتهى الإسراء إليه، وكأن هذا يوحي أن من فرَّط في المسجد الأقصى يوشك أن يفرِّط في المسجد الحرام، إنّ مُعْجزةَ الإسراءِ والمعراجِ بنبيِّنا(صلى الله عليه وسلم) تجعلُ المسجدَ الأقْصَى أمانَةً في أعْناقِ عُمومِ المسلمينَ، لا يَحِلُّ للجميعِ التهاوُنُ في حِمايَتِهِ ورِعايَتِهِ وَدفع الأخْطارِ عَنْه.
ومن الجدير بالذكر أن هذه المساجد ارتادها الآلاف من المصلين بمدنتي بور سعيد وبور فؤاد حيث ثمن الجميع دور الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف وجهود المؤسستين العظيمتين المخلصة في الدعوة إلى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة، وإيصال صوت الإسلام السمح لكل محافظات مصر ومدنها وقراها.