وزير الأوقاف خلال خطبة الجمعة من مسجد “الجامع” بمحافظة أسوان:
رجل ذو همة يحيي الله به أمة ، وما استحق أن يولد من عاش لنفسه والإسلام سبق كل المنظمات الحديثة في حقوق ذوي القدرات الخاصة و ديننا دين الهمم العالية
وتاريخنا وحضارتنا تتطلب منا أن نكون أصحاب همة عالية .
و خدمة المجتمع وقضاء حوائج الناس من أعلى درجات علو الهمة.
ولكل مجتمع رجاله الذين يحملون رايته.
وعلى كل منا أن يسأل نفسه ماذا قدم لدينه؟ ، وماذا قدم لوطنه؟ ، وماذا قدم لمجتمعه؟ ، وماذا قدم للمؤسسة التي يعمل بها؟ ، بل ماذا قدم لأهله ولنفسه؟ .
في إطار دور وزارة الأوقاف التنويري والتثقيفي ، ومحاربة الأفكار المتطرفة ، وغرس القيم الإيمانية والوطنية الصحيحة ، ألقى معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة اليوم ٣١/ ١ / ٢٠٢٠م خطبة الجمعة بمسجد ” الجامع” بمحافظة أسوان ، مشاركة لأهالي المحافظة احتفالاتهم بعيدهم القومي ، تحت عنوان : ” علو الهمة سبيل الأمم المتحضرة “ ، بحضور سيادة اللواء / أشرف عطية محافظ أسوان ، واللواء / هشام فاروق مدير مديرية أمن أسوان ، والشيخ / جابر طايع يوسف رئيس القطاع الديني ، والدكتور/ محمد عزت محمد مدير مديرية أوقاف أسوان ، والسادة أعضاء مجلس النواب بالمحافظة ، ولفيف من القيادات التنفيذية والدعوية والشعبية بالمحافظة .
وخلال الخطبة أكد معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة أن على كل منا أن يسأل نفسه ويحاسبها ماذا قدم لدينه ولوطنه ولمجتمعه ولمؤسسته ولأهله ولنفسه؟ ، ذلك أنه لن يحترم الناس ديننا ما لم نتفوق في أمور دنيانا ، فإن تفوقنا في أمور دنيانا احترم الناس ديننا ودنيانا، ولا يكون هذا إلا بإتقان العمل وبعلو الهمة ،فعلو الهمة جزء من ثقافتنا ، وجزء من وطنيتنا ، وجزء من حضارتنا ، فإننا شعب يمتلك حضارة تضرب في أعماق التاريخ لأكثر من سبعة آلاف عام ، وديننا دين العمل والجد والإتقان ، لذا ينبغي أن نكون أصحاب همة عالية وإرادة قوية ، فرجل ذو همة يحيي الله (عز وجل) به أمة ، أو دولة ، أو مؤسسة ، فالمعلم في مدرسته ، والطبيب في مشفاه ، والعامل في مصنعه ، والأستاذ في جامعته ، ورئيس القرية فالمدينة فالمحافظة وسائر المؤسسات على كل منا أن يعمل على الرقي والنهوض بالمكان الذي استخدمه الله فيه ، مبينا معاليه أن من أعلى درجات الهمة ، الهمة في خدمة المجتمع ، وإعانة الضعيف ، وإغاثة الملهوف ، وقضاء حوائج المحتاجين ، والنجدة والشهامة ، فعن سيدنا أبي ذر (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) قال: ” ليس من نفس ابن آدم إلا عليها صدقة في كل يوم طلعت فيه الشمس” ، قيل: يا رسول الله ومن أين لنا صدقة نتصدق بها ؟ فقال: ” إن أبواب الخير لكثيرة : التسبيح ، والتحميد ، والتكبير ، والتهليل ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وتميط الأذى عن الطريق ، وتسمع الأصم ، وتهدي الأعمى ، وتدل المستدل على حاجته ، وتسعى بشدة ساقيك مع اللهفان المستغيث ، وتحمل بشدة ذراعيك مع الضعيف ، فهذا كله صدقة منك على نفسك” ، مظهرًا معاليه بعض الدقائق من هذا الحديث الشريف ، منها : إسماع الأصم في عصرنا الحديث أن تركب له سماعة ، أو تدفع له ثمن تركيبها ، أو تعلمه أو تسهم في تعليمه ، حتى توصل الرسالة المطلوبة دينا ووطنيا له ، وتعينه على قضاء حوائجه ، وأن تهدي الأعمى صدقة وهذا من مراعاة حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة التي هي من أعلى درجات الشهامة والنبل وعلو الهمة في الوفاء بحق المجتمع وواجبه ، ومنها : أن تحمل مع الضعيف بشدة ساعديك ، أي تعمل بهمة ومروءة عالية في مساعدته و في خدمة المجتمع ، وكذلك سعيك مع الملهوف المستغيث بشدة ساقيك ، لا مجرد تفضل أو نافلة ، إنما تسعى مع هذا وذاك سعيك لأمر هام يخصك ويشحذ همتك ، ولكل مجتمع رجاله الذين يحملون رايته ، قال (صلى الله عليه وسلم ) :” مَنْ يَشْتَرِي بِئْرَ رُومَةَ فَيَكُونُ دَلْوُهُ فِيهَا كَدِلَاءِ الْمُسْلِمِينَ فَاشْتَرَاهَا سيدنا عثمان (رضي الله عنه )” ، وقال صلى الله عليه وسلم :” مَن جَهَّزَ جَيْشَ العُسْرَةِ فَلَهُ الجَنَّةُ؟”، فجهزه سيدنا عثمان بن عفان ( رضي الله عنه ) ، لذا قال (صلى الله عليه وسلم ) : ” ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم “، فديننا دين الهمم العالية وتاريخنا وحضارتنا تتطلب منا أن نكون أصحاب همة عالية والله يأمرنا أن نكون أصحاب همم عالية ، وعلينا أن ندرك أن إتقان عملنا سيكون سر تقدم وطننا ، وأن ندرك أن إرثنا الحضاري يدفعنا لذلك دفعًا ، وعلينا بالإيثار لا الأثرة ، فما استحق أن يولد من عاش لنفسه ، مؤكدًا معاليه على أهمية علو الهمة في العبادة وفِي العمل وفِي عمارة الكون وفِي خدمة الدين والوطن والمجتمع .