*:*الأخبارأخبار الأوقاف2

خلال برنامج ندوة للرأي
من مسجد ” السيدة زينب (رضي الله عنها) ”
بمحافظة القاهرة

 

علماء الأوقاف يؤكدون :

من مظاهر الأدب مع الله تعالى :
شكر نعمه وحسن الظن به (عز وجل)

في إطار الدور التوعوي الذي تقوم به وزارة الأوقاف ، والمشاركات التثقيفية والتنويرية لقضايا الدين والمجتمع التي تسهم في بناء الإنسان ، وفي إطار التعاون والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف والهيئة الوطنية للإعلام في ملف تجديد الخطاب الديني ، ومن خلال الندوات المشتركة بين الوزارة وقطاع القنوات المتخصصة بالتليفزيون المصري ، عقدت وزارة الأوقاف مساء الثلاثاء ٢١ / ١ / ٢٠٢٠م من مسجد ” السيدة زينب (رضي الله عنها) ” بمحافظة القاهرة ندوة للرأي تحت عنوان : ” الأدب مع الله (عزَّ وجلَّ)” ، حاضر فيها : الدكتور / على الله الجمال إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها ) , والدكتور / مصطفى عبد السلام إمام وخطيب مسجد سيدنا الحسين (رضي الله عنه ) ، والشيخ/ محمد أبو بكر جاد الرب إمام وخطيب مسجد السيدة زينب (رضي الله عنها) ، بحضور جمع غفير من جماهير المسجد , وأدار الندوة الإعلامي أ/ عمر حرب .
وفي كلمته أكد الشيخ/ محمد أبو بكر جاد الرب أن الأدب مع الله سلوك الأنبياء ، ومنهج الأتقياء ، وما استعمل عبد الأدب إلا فاز ونجح ، وما جانبه إلا خاب وخسر ، مشيرًا إلى أن مقامات الأدب مع الله كثيرة ، منها : معرفة قدرة الله ( عز وجل ) ، قال تعالى : ” اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ” ، ومنها : مقابلة نعمه المتتابعة علينا بالشكر والثناء عليه ، وعدم جحدها وكفرها ، فنعم الله علينا كثيرة لا تعد ولا تحصى ، قال تعالى : “وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ” ، وقال تعالى: ” وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ” ، فالنعم كلها من الله تعالى ، كما أشار إلى أن من مقامات الأدب مع الله سبحانه : نسبة الخير له ، ورد الفضل إليه سبحانه وتعالى ، وترك نسبة الضر إليه وإن كان (جل جلاله) هو خالقه ومقدره ، فهذا خليل الرحمن إبراهيم (عليه السلام) لما ذكر الخلق والهداية والرزق نسبها إلى الله تعالى فقال: “الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ” ، ولما ذكر المرض نسبه لنفسه فقال: “وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ” ، وكذلك قول الخضر (عليه السلام) في السفينة التي خرقها: (فَأَرَدْتُ أَنْ أعِيبَهَا)، ولم يقل : “فأراد ربك”؛ حفظًا للأدب مع الله تعالى بعدم نسبة العيب إليه.
وفي كلمته أكد الدكتور / على الله الجمال أن الأدب مع الله حال وسلوك شريف ، وهذا الحال يزداد كلما ارتقى الإنسان في عبادة ربه ، والأدب مع الله تعالى من أجل العبادات ، وأفضل القربات ، وهو حال الأنبياء والأولياء ، وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) دائمًا ما يقول تأدبًا مع الله تعالى :” اللَّهُمَّ أَنْتَ عَضُدِي وَنَصِيرِي ، بِكَ أَحُولُ ، وَبِكَ أَصُولُ ، وَبِكَ أُقَاتِلُ ” ، ويقول :” إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي وَإِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ “، ويقول :” اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو ، فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ” ، وسيدنا سليمان (عليه السلام) لما وهبه الله الملك الذي لا ينبغي لأحد من بعده ، قال :” رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ” ، وكان حال الأولياء في الأدب مع الله تعالى الانكسار الدائم، وهو حال شريف باطني ، مستشهدًا بالعديد من الشواهد التي تؤصل للأدب مع الله تعالى ، فقد سئل عقبة بن عامر -رضي الله عنه- عن قوله -تعالى-: (الذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ) أهم الذين يصلون دائمًا ؟ فقال : “لا، ولكنه إذا صلى لم يلتفت عن يمينه ولا عن شماله ولا خَلفَه”.
وفي كلمته أكد الشيخ/ مصطفى عبد السلام أن الله تعالى أنزل سورة في القرآن تعلمنا الأدب ، وهي سورة الحجرات وقد اشتملت بما يزيد على عشرة آداب ، منها : الأدب مع الله تعالى ، ومنها : الأدب مع سيدنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )، ومنها الأدب مع الناس ، وقد نادى الله على المؤمنين في بدايتها ، فقال تعالى : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ ” ، مبينًا أن للأدب مع الله تعالى مظاهر كثيرة ، منها : أن نحسن الظن بالله تعالى ، فهو الرحيم ، وهو الرحمن ، وهو الجواد ، لهذا عاتب الله تعالى ونعى على الذين أساءوا الأدب معه ، فقال تعالى :” الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ ” وقال :” وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْمًا بُورًا”.
ومنها : شكره على النعم ، فالمنعم يستحق الشكر ، والشكر ينبغي أن يكون له وحده ، وهذا دأب الأنبياء والمرسلين ، فهذا سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) لِمَا أكرمه الله بختم رسالاته ورفعه بأعلى درجاته يقوم الليل حتى تتفطر قدماه ويقول: “أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا”.

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى