*:*الأخبارأخبار الأوقاف2

خلال الندوة التي أقامتها وزارة الأوقاف بالتعاون مع صحيفة عقيدتي
بمسجد قاهر التتار بمحافظة القاهرة

علماء الأوقاف يؤكدون :

الأسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع

  برعاية كريمة من معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة أقامت وزارة الأوقاف بالتعاون مع صحيفة عقيدتي ندوة علمية كبرى بمسجد قاهر التتار بإدارة النزهة محافظة القاهرة ، تحت عنوان : ” أسس بناء الأسرة ” ، عقب صلاة المغرب مساء السبت 18 / 1 / 2020 م ، وذلك في إطار دور وزارة الأوقاف التنويري ، واستمرارًا لرسالتها الدعوية التي تهدف إلى تبصير الناس بأمور دينهم ، وغرس القيم الأخلاقية والمجتمعية الراقية التي أتى بها ديننا الحنيف ، حاضر فيها ، الشيخ / محمود محمد الأبيدي إمام وخطيب المسجد الجامع بمدينتي ، والشيخ / علي إسماعيل أحمد بالديوان العام ، والشيخ/ محمد عبد المجيد عبد الرحمن إمام المسجد ، وحضر الندوة جمع غفير من المصلين حرصًا منهم على تعلم أمور دينهم ، وأدار الندوة وقدم لها الأستاذ/ إبراهيم نصر مدير تحرير صحيفة عقيدتي.
وفي كلمته أكد الشيخ / محمود الأبيدي أن الأسرة هي اللبنة الأولى في بناء أي مجتمع ، وأن التفاعل البناء بين أفراد الأسرة تنشأ عنه عقول واعية تعمل على بناء الأوطان والحفاظ عليها ، وتعمر الدنيا بالدين ، مشيرًا إلى أن ديننا الحنيف يعمل على تكوين مجتمع إسلامي قوي متماسك من خلال تدعيم اللَّبِنة الأولى في البنيان الاجتماعي ، وهي الأسرة ، وجاء بمبادئ وقوانين تعمل على إحكام العلاقات ، والروابط داخل الأسرة ، كما عمل على تقوية الأسرة وحِفظها من الضَّعف والانهيار ، وأوجبَ على المجتمع أن ينفِّذ هذه المبادئ والقوانين ، قال تعالى: “وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيم”، مبينًا أننا في حاجة إلى الانتقال من الاستنارة الفردية إلى الاستنارة الجماعية ، فالأسرة هي الوطن الصغير الذي من خلاله نستطيع بناء الوطن الكبير مصر ، وأن المنهج الاجتماعي أفضل منهج لبناء أسرة مسلمة حيث يتناول أسس بناء الأسرة الإسلامية كظاهرة اجتماعية يعود نفعها على الأفراد ، والمجتمعات ، وأن اتباع الأسس الإسلامية يجعل المجتمع قويًا مترابطًا بعضه مع بعض.
وفي كلمته أكد الشيخ/ علي إسماعيل أحمد أن الأسرة هي اللبنة التي منها يتكون المجتمع ، وأن الإسلام اهتم ببناء الأسرة قبل تكوين الأسرة ، وأن الأسرة هي أساس المجتمع ، لذلك يهدف الإسلام من تكوين الأسرة إلى تحقيق أهداف كبرى تشمل كل مناحي المجتمع الإسلامي ، ولها الأثر العميق في حياة المسلمين وكِيان الأمة المسلمة ، مشيرًا إلى أن مرحلة الاختيار أهم مراحل تكوين الأسرة في الإسلام ، وهي مرحلة هامة في ترسيخ استقرار الأسرة المسلمة ، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ” تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ” ، فإذا ما تلاقت الطباع ، وتوافقت النفوس ، كان ذلك من عوامل قوة المجتمع ، موضحًا أن تربية الأبناء مسئولية كبيرة ، يقول تعالى :” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ” ، ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم) : ” كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ ومَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ”.
وفي كلمته أكد الشيخ / محمد عبد المجيد عبد الرحمن أن بناء الأسرة خير وسيلة لتهذيب النفوس ، وتنمية الفضائل ، وتؤدي إلى قيام الحياة على التعاطف والتراحم والإيثار ؛ حيث يتعوَّد أفراد الأسرة على تحمُّل المسئوليات، والتعاون في أداء الواجبات ، كما أشار إلى أن التفاهم بين الزوجين هام في تربية الأولاد ، وحق التشاور واجب بعموم قول الله (عز وجل) : “وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُم” ، وقوله تعالى “وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ” ، وعلى الأسرة أن تنأى بأولادها عن الأفكار المتطرفة ، ورفقة السوء ، موضحًا أن تأمين مستقبل الأولاد يكون بتقوى الله وطاعته ، وأن صلاح الآباء له آثار طيّبة على سعادة الأبناء ، قال تعالى : ” وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا” ، وقال تعالى :”وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ” .

اظهر المزيد

منشور حديثّا

شاهد أيضًا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى