*:*الأخبارأخبار الأوقاف2

خلال برنامج ندوة للرأي
من مسجد عمرو بن العاص (رضي الله عنه)
بمحافظة القاهرة

الدكتور / محمد الشحات الجندي :

الوطن مصدر الطمأنينة والسكينة

والاتحاد والتماسك ضروري حتى يكون الوطن قويًّا في مواجهة أعدائه

الدكتور / أيمن علي أبو عمر :

الوحدة بين أبناء هذا الوطن أكدت عليها جميع الشرائع السماوية

تصحيح الوعي وإحداث حالة من الثقافة العامة لدى أبناء الوطن

ضرورة دينية ووطنية

  في إطار الدور التوعوي الذي تقوم به وزارة الأوقاف ، والمشاركات التثقيفية والتنويرية لقضايا الدين والمجتمع التي تسهم في بناء الإنسان ، وفي إطار التعاون والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف والهيئة الوطنية للإعلام في ملف تجديد الخطاب الديني ، ومن خلال الندوات المشتركة بين الوزارة وقطاع القنوات المتخصصة بالتليفزيون المصري ، عقدت وزارة الأوقاف مساء أمس  الثلاثاء 14 / ١ / ٢٠٢٠م من مسجد ” عمرو بن العاص (رضي الله عنه) ” بمحافظة القاهرة ندوة للرأي تحت عنوان : ” الوعي بالوطن ودوره في مواجهة التحديات ” ، حاضر  فيها : الدكتور / محمد الشحات الجندي (رئيس الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية بدولة كازخستان) , والدكتور / أيمن علي أبو عمر (وكيل الوزارة لشئون الدعوة) وجمع غفير من جماهير المسجد  , وأدار الندوة الإعلامي أ/ عمر حرب .

 وفي بداية كلمته أكد الدكتور/ محمد الشحات الجندي أن الوطن هو مصدر البقاء والعيش للإنسان , كما أنه مصدر للطمأنينة والسكينة , مشيرًا إلى ضرورة الاتحاد والتماسك بين أبنائه ليصبح الوطن قويًّا في مواجهة أعدائه , مبينًا أن القرآن الكريم تحدث عن قيمة الوعي بالوطن , فوصف الذين أجبروا على الهجرة من مكة إلى المدينة بالصادقين لتحملهم البعد عن وطنهم ابتغاء مرضاة الله , قال تعالى : ” لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ” , وفي إشارة ثانية سوى الله تعالى بين قتل النفس وبين الخروج من الديار , حتى يشعر بأن الخروج من الأوطان أمر شاق على النفوس كقتلها تمامًا , قال تعالى : ” وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ” .

  كما دعا سيادته إلى ضرورة التمسك بالوطن وحمايته , مشيرًا إلى أن رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) عندما أخرج من مكة قال : (والله إنك لأحب أرض الله إلى الله ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت ) , وإذا كان لمن يعيش داخل الوطن حقوقًا والتي تتمثل في التعليم والصحة وغيرها من الأشياء الضرورية من طعام وشراب وملبس ومسكن , فإن عليه واجبات , يقول الله تعالى : ” لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ” , فكل حق يقابله واجب , ومن الواجبات أن نحمي هذا الوطن وأن نسهم في بنائه حتى يكون وطنًا قويًّا في مواجهة أعدائه والمتربصين به.

  وفي بداية كلمته ثمَّن الدكتور/ أيمن علي أبو عمر جهود معالي وزير الأوقاف لنشر الفكر الوسطي , من خلال إعادة الروح لبرنامج ندوة للرأي , مؤكدًا  أن الوحدة التي بين أبناء مصر على اختلاف عقائدهم من أسباب حفظ الله (عز وجل ) لمصر , وأن وطنًا وصفه الله (عز وجل) في كتابه على لسان نبي الله يوسف (عليه السلام) بأنه بلد الأمن والأمان , فقال تعالى : ” ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ” لهو في حفظ الله عنايته , مؤكدًا أن الله تعالى قد جعل مصر بلدًا آمنًا بفضله سبحانه ثم بأبناء مصر الشرفاء من جيشها وشرطتها , مشيرًا إلى أن روح الوحدة بين أبناء هذا الوطن قد جاءت به جميع الشرائع السماوية , فما جاء نبي إلا ودعا إلى روح الألفة يقول ربنا سبحانه وتعالى : ” شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ” , ويقول سبحانه : “وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ” .

 كما أكد أن القرآن الكريم دعانا إلى التعارف والتآلف فقال تعالى : ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ” , مشيرًا إلى أن كلمة البر التي جاءت في قوله تعالى :” لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ” اسم جامع لكل أفعال الخير , موضحا أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يتعامل مع غير المسلمين بشفقة ورحمة , فقد رفض (صلى الله عليه وسلم ) أن يدعو عليهم وقال : “إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا ، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً” , وفي موقف آخر عندما أرسل الله إليه ملك الجبال , يحدثنا النبي (صلى الله عليه وسلم)ويقول : “فَناداني ملَكُ الجبالِ , فسلَّمَ عليَّ ، ثمَّ قالَ : يا محمَّدُ : إنَّ اللَّهَ (عزَّ وجلَّ) قد سمِعَ قولَ قومِكَ لَكَ ، وأَنا ملَكُ الجبالِ ، وقد بعثَني ربُّكَ إليكَ لتأمرَني أمرَكَ، وبما شئتَ ، إن شئتَ أن أُطْبِقَ عليهِمُ الأخشبَينِ فعلتُ ، فقالَ لَهُ رسولُ اللَّهِ (صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ) : بل أرجو أن يُخْرِجَ اللَّهُ مِن أصلابِهِم مَن يعبدُ اللَّهَ لا يشرِكُ بِهِ شيئًا”.

  وفي ختام كلمته أكد أن وزارة الأوقاف كانت سباقة في تصحيح الوعي وإحداث حالة من الثقافة العامة لدى أبناء الوطن , ففي مجال التأليف والنشر تم إصدار (10) كتب جديدة , وتم إعادة طباعة (38) كتابًا لمعالجة مختلف القضايا المعاصرة , فضلاً عن عقد 1340 محاضرة وندوة للحد من مخاطر الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر في محافظات السواحل الحدودية، وكذلك تسيير 207 قافلة دعوية للمحافظات الحدودية والمناطق النائية، في حين تم عقد 797 محاضرة للتوعية بالقضايا المتعلقة بالمشكلة السكانية وقضايا المرأة وتنظيم الأسرة والصحة الإنجابية، هذا بالإضافة إلى عقد 1155 محاضرة بالتعاون مع مختلف الوزارات.

اظهر المزيد

منشور حديثّا

شاهد أيضًا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى