*:*الأخبارأخبار الأوقاف2

خلال فعاليات اليوم الأول للفوج السادس للطلاب الوافدين بمعسكر أبي بكر الصديق بالإسكندرية

الدكتـور / عبد الرحمن نصـار :

الإسلام يسر كله والتخفيف والتيسير

مقصد أصيل في جميع تشريعاته

  برعاية كريمة من معالي وزير الأوقاف أ .د/ محمد مختار جمعة ، وفي إطار البرامج التدريبية والتثقيفية المتنوعة والمتميزة التي تقيمها وزارة الأوقاف داخليًّا وخارجيًّا ، ومشاركة في رعاية الطلاب الوافدين علميًّا وثقافيًّا ، انطلقت أمس الخميس ٢٦ / ١٢ / ٢٠١٩ م فعاليات الفوج السادس لمعسكر أبي بكر الصديق بالإسكندرية للطلاب الوافدين الدارسين بالأزهر الشريف على منحة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمحاضرة تحت عنوان : ” التيسير ورفع الحرج في الإسلام ”  للدكتور/ عبد الرحمن نصار وكيل مديرية أوقاف الإسكندرية ، بحضور عدد من أئمة أوقاف الإسكندرية ، والشيخ / عبد الفتاح عبد القادر جمعة مدير مركز الأوقاف للدراسات والبحوث الدينية والمشرف العلمي على المعسكر والذي تناول خلال تقديمه للمحاضرة جهود وزارة الأوقاف في نشر الفكر الوسطي وتصحيح المفاهيم المغلوطة ، ونبذ الأفكار المتشددة والمتطرفة سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي ، ونشر سماحة الإسلام ووسطيته من خلال مساجدها ومنابرها الدعوية وفعالياتها الثقافية داخل مصر وخارجها ، من خلال بعثات الأئمة المؤهلين علميًّا لجميع دول العالم ، حيث تقوم وزارة الأوقاف بفضل توجيهات معالي وزير الأوقاف أ . د / محمد مختار جمعة بترجمة خطبة الجمعة إلى ثماني عشرة لغة متجاوزة بهذا حدود المحلية إلى العالمية ، كما تقوم بترجمة العديد من مؤلفاتها إلى كثير من لغات العالم ، مما كان له الأثر الطيب في تصحيح الصورة الذهنية المغلوطة عن ديننا الحنيف.

  وفي كلمته أكد الدكتور/ عبد الرحمن نصار أن الإسلام قائم على التيسير ورفع الحرج ، ولا يوجد باب من أبواب التشريع إلا والتخفيف والتيسير ظاهر فيه ، يقول تعالى: ” مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ ” ، ويقول جل وعلا : ”  يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ” ، ويقول سبحانه : ” فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ” ، ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم) : ” إن الدين يسر ، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه”،  وغير ذلك من الأدلة التي تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن رفع الحرج والتوسعة على الناس مقصد أصيل من مقاصد الشريعة الإسلامية ، مبينًا أن القرآن الكريم نزل على سبعة أحرف ليسع الناس وييسر عليهم في اختلاف ألسنتهم ، يقول سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرانيها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فَكِدْتُ أَنْ أَعْجَلَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَمْهَلْتُهُ حَتَّى انْصَرَفَ، ثُمَّ لَبَّبْتُهُ بِرِدَائِهِ، فَجِئْتُ بِهِ رَسُولَ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَأْتَنِيهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم ): أَرْسِلْهُ ، اقْرَأْ ، فَقَرَأَ الْقِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُهُ يَقْرَأُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) : هَكَذَا أُنْزِلَتْ ، ثُمَّ قَالَ لِي : اقْرَأْ ، فَقَرَأْتُ ، فَقَالَ : ” هَكَذَا أُنْزِلَتْ ، إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ ، فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ”، مؤكدا أن جميع التشريعات من صلاة ، وصيام ، وحج ، وغيرها قد خفف الله تعالى عن المكلفين بها من خلال الرخص التي شرعها سبحانه في كل تكليف من هذه التكليفات ، قال تعالى عن الصلاة في السفر :” وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ ” وقال سبحانه عن الصيام : ” شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ”، وقال جل وعلا عن فريضة الحج : “ولله على الناسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ” ، موضحا أن تشريع الكفارات يحتوي على جوانب مشرقة في التخفيف والتيسير ورفع المشقة ، مستعرضًا العديد من الشواهد على هذا ، منها : كفارة اليمين المنعقدة حيث فتح الإسلام فيها أبوابًا متعددة للتخفيف ، ففتح باب التخيير فيها على حسب الطاقة ، يقول تعالى : “لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ” ، كما جعل له أن يرجع عن يمينه حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)  :” مَنْ حلَف عَلَى يَمِينٍ فَرأَى غَيْرَها خَيْرًا مِنْهَا، فَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ، ولْيَفْعَل الَّذِي هُوَ خَيْرٌ ” ، إلى غير ذلك من الشواهد التي تؤصل لهذا المبدأ العظيم ، وتلك القيمة الكبيرة في الشريعة الإسلامية.

  وفي ختام كلمته بين أن التلطف بالناس والرفق بهم هو ما ينبغي أن يكون عليه الداعية في الواقع المعاصر ، فإن الرسول (صلى الله عليه وسلم) كان رفيقًا مع الأعرابي الذي جامع زوجته في نهار رمضان ثم لم يجد ما يكفر به ، حيث لا يوجد  بين جوانب المدينة من هو أفقر منه ، فأعطاه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من الصدقة ثم ضحك (صلى الله عليه وسلم) حتى بدت نواجزه.

 

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى