خلال الدورة التثقيفية الثانية للأئمة والواعظات بالدقهلية في التوعية بقضايا الأسرة والسكان بالتعاون مع وزارة الصحة
الشيخ/ محمد عثمان البسطويسي :
الإسلام اهتم بصحة الإنسان العقلية والجسمية والإنجابية
ودعاه إلى التوازن في جميع أحوال حياته
د/ إيمان حسين :
الحمل المبكر خطر على صحة الأم والجنين معًا
د/ نانيس عبد المحسن :
التغذية السليمة أحد المحددات الرئيسية
وشرط هام لصحة الإنسان ونموه
برعاية كريمة من معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة ، وفي إطار التعاون والتنسيق بين وزارتي الأوقاف والصحة ، أقيمت الدورة التثقيفية الثانية للتوعية السكانية وتنظيم الأسرة والمواطنة لأئمة وواعظات وزارة الأوقاف بمديرية أوقاف الدقهلية , خلال الفترة من الثلاثاء 10 / 12 / 2019م وحتى الخميس 12 / 12 / 2019م ، بمبنى التدريب التابع لصحة أول المنصورة بمدينة المنصورة ، بإشراف الشيخ/ محمد عثمان البسطويسي المنسق بين وزارة الأوقاف والمجلس القومي للسكان ، وحضور د/ نانيس عبد المحسن استشاري الرضاعة الطبيعية بقطاع الأمومة والطفولة بوزارة الصحة ، ود/ رحاب محمد مسؤول التدريب بقطاع السكان وتنظيم الأسرة بوزارة الصحة ، ود/ إيمان حسين مدير تنظيم الأسرة بالدقهلية.
وفي كلمته أشاد الشيخ / محمد عثمان البسطويسي بالتعاون المثمر والبناء بين الأوقاف والصحة وخاصة في مجال القضايا السكانية والصحة الإنجابية ، مبينا أن الإسلام اهتم بصحة الإنسان والتي تشمل الصحة العقلية والصحة الجسمية والصحة الإنجابية ، وبينت آيات القرآن الكريم أن الله تبارك وتعالى حين خلق الإنسان خلق فيه الوسائل التي تعينه على تنمية الناحية العقلية فقال تعالى : ” وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ” وتتمثل في العلم والمعرفة والثقافة والعلوم الإنسانية والدينية والدنيوية والكونية ، ومن خلال تنمية الناحية العقلية يستطيع الإنسان الاهتمام بتنمية باقي الجوانب ، فبالعلم تنهض الأمم وتتقدم وتزدهر ، ولا شك أن التوازن في أمور الحياة مطلب شرعي قال تعالى : ” وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ” ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم) : ” إن لنفسك عليك حقا ، ولربك عليك حقا ، ولضيفك عليك حقا، وإن لأهلك عليك حقا ، فأعط كل ذي حق حقه ” فينبغي على المرء أن يقيم لحياته ميزانًا يتوافق مع ما وهبه الله تعالى من النعم ، بحيث لا يطغى جانب على الآخر ، فالذرية وإن كانت مطلوبة شرعًا إلا أن القوي والصالح منها هو المرغوب فيه ، فليست المسألة بكثرة الولد وإنما بحسن التربية والتقويم ولذلك حين دعا إبراهيم ( عليه السلام ) ربه أن يرزقه غلامًا طلب أن يكون من الصالحين قال تعالى : ” رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ” ، مبينا أن الكثرة التي ذكرها الله تعالى في كتابه حيث يقول : ” وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً ” ، وقال عنها سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ” تناكحوا تناسلوا تكاثروا فإني مُبَاهٍ بكم الأمم يوم القيامة ” لا تعني كثرة هزيلة ضعيفة ضارة سلبية إنما هي الكثرة القوية النافعة الإيجابية التي ترفع من قدر الأمة والمجتمع ، ولهذا قال(صلى الله عليه وسلم) : ” يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَتَدَاعَى الأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا، قُلْنَا: مِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: لا، أَنْتُم يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ …” .
وفي كلمتها أكدت د/ إيمان حسين مدير تنظيم الأسرة بالدقهلية على أهمية التنظيم والتخطيط في حياة الأفراد والدول ، وأن تنظيم الأسرة يعود بالنفع والإيجاب على الأسرة والمجتمع ، وأن الحمل المبكر خطر على صحة الأم والطفل معا ، وأنه لا بد من تباعد فترات الحمل ، للحفاظ على صحة الأم والطفل ، وأن تباعد فترات الحمل يعطي المرأة فرصة لاستعادة صحتها وعافيتها , وأن المباعدة بين فترات الحمل لها فوائد منها : التنشئة الصحية والسليمة للمولود ، كما أنها تسهم في تلافي وفيات الرضع ، وخفض وفيات الأمهات ، وتمكين الأم من مواصلة الحصول على فرص أكبر في التعليم والعمل ، وتباعد فترات الحمل يحافظ على صحة الأم والطفل معًا ، كما أن الصحة الإنجابية تعود نتائجها من الناحية الصحية والجسمانية والغذائية والنفسية والاجتماعية على الأسرة جميعا ، وذلك بعد الحصول على القدر الكافي من المعلومات الصحيحة من خلال الاختيار الحر المبني على المعرفة ، كما أشارت إلى أشكال العنف المختلفة البدنية والنفسية وكيفية تجنبها .
وفي كلمتها أكدت د/ نانيس عبد المحسن أن التغذية السليمة أحد المحددات الرئيسية وشرط هام لصحة الإنسان ونموه ، خلال مراحل عمره المختلفة ، والتي تبدأ منذ تكوينه كجنين لتمتد لتشمل سنوات عمره المتقدمة ، و يجب أن تعتني الأم بغذائها لأنها أساس تغذية الطفل أثناء الحمل والرضاعة ، وأن التغذية السليمة والصحية للطفل تبدأ من الشهر السابع مع الاستمرار في الرضاعة الطبيعية للطفل حتى نهاية العام الثاني من حياة الطفل ، ونمو وتطور الطفل يعتمد علي التغذية السليمة والصحية التي تحتوي على جميع مكونات الغذاء (الطاقة ،البناء ،الحماية) ، كما أشارت إلى أهمية الرضاعة بالنسبة للأم والطفل والأسرة والمجتمع، وأنه لا سبيل إلى تحقيق الرضاعة الطبيعية للطفل إلا إذا تباعدت فترات الحمل، وأتم الطفل الوقت الطبيعي للرضاعة ألف يوم والتي تحدث عنها القرآن الكريم في قوله تعالى: ” وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا “.