وزير الأوقاف خلال خطبة الجمعة من مسجد ” السلام ” بمحافظة بورسعيد : عقيدة الجيش المصري عقيدة دفاعية ، لكنها أبية تحرق المعتدين و مصر قوية بجيشها وتلاحم شعبها وشبابها
والدولة بكل طاقاتها تعمل على تمكين الشباب
ومن حقوق الدولة على شبابها يدُ تبني مجدًا وعقل يفكر
في إطار دور وزارة الأوقاف التنويري والتثقيفي ، ومحاربة الأفكار المتطرفة ، وغرس القيم الإيمانية والوطنية الصحيحة ، ألقى معالي وزير الأوقاف أ. د/ محمد مختار جمعة اليوم 20 / 12 / 2019م خطبة الجمعة بمسجد ”السلام” بمحافظة بورسعيد مشاركة في عيدها القومي ، تحت عنوان : ” حقوق الشباب وواجباتهم “، بحضور السيد اللواء أركان حرب / عادل الغضبان محافظ بورسعيد ، والسيد اللواء / ناصر حريز نائب مدير الأمن بالمحافظة، والسيد الأستاذ الدكتور / شوقي علام مفتي الجمهورية ، والشيخ /مهاجري زيان رئيس الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية ، والشيخ / صفوت نظير وكيل وزارة الأوقاف ببورسعيد ، والشيخ / مجدي بدران وكيل وزارة الأوقاف بالإسماعيلية ، والشيخ / محمد العجمي وكيل وزارة الأوقاف بالسويس ، والدكتور/ كمال أبوسيف مدير أكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات ، وعدد من المتدربين بأكاديمية الأوقاف الدولية ، ولفيف من القيادات التنفيذية والشعبية وعدد من قيادات الدعوة والأئمة بالمحافظة.
وفي خطبته أكد معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة أن آيات القرآن الكريم تضمنت إشارات عديدة إلى مرحلة الشباب ، وأهمية اغتنامها ، تأكيدًا على أهمية هذه المرحلة من العمر، حيث يقول تعالى عن الفتية من أصحاب الكهف :” إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى” , ويقول تعالى حكاية عن قوم سيدنا إبراهيم (عليه السلام): “قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ” ، ويقول سبحانه في حق سيدنا يحيى (عليه السلام): “يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا”، ويقول (عز وجل) عن سيدنا سليمان (عليه السلام) وهو شاب: “فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا” ، ويقول أيضًا عن سيدنا يوسف (عليه السلام) : “وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا” ، ويقول تعالى عن سيدنا موسى (عليه السلام): “وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا” ، ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم) :” لنْ تَزُولَ قَدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتى يُسْأَلَ عن أَرْبَعِ خِصالٍ ؛ عن عُمُرِهِ فيمَ أَفْناهُ؟ وعَنْ شَبابِه فيمَ أَبْلاهُ؟ ” , والشباب جزء من العمر ، وهو من باب ذكر الخاص بعد العام تأكيدًا على أهمية هذه المرحلة ، ويقول (صلى الله عليه وسلم): “اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هِرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاءَكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ” ، وفي حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله , ذكر منهم “وشاب نشأ في طاعة الله”.
كما بين معاليه أن الشباب قوة بين ضعفين حيث يقول الله (عز وجل) “اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ” وهي مرحلة الطفولة ، “ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً” وهي مرحلة الشباب والفتوة ، “ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً” وهي مرحلة الكهولة ؛ وهذا يتطلب عدة أمور منها : أن ينظر الشاب في مرحلة الضعف الأولى لمن تعهده ورباه وقام عليه ، فلا يتنكر لأبٍ ولا لمعلمٍ ولا لدولةٍ ولا لصديقٍ ولا لأي شخصٍ أعانه في لحظة ضعفه ، وينبغي أن يتحلى بالوفاء , وأولى الناس بالوفاء أبيه وأمه ، إذ لوكان الوفاء حقيقيًا نابعًا من وجدانه لأدى حقوق والديه ، وإذا ما شب الإنسان فتيًا قويًا في مهنة أو عمل عليه أن يذكر بالفضل من علمه سواء أكان علما نظريًا أو فنيًا أو صنعة , ويذكر الخير لأصحابه ، ولا يغتر بشبابه ولا تقدمه :”إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا”.
كما عليه أن يعلم أن قوىَّ اليوم ضعيفُ الغد ، وصحيح اليوم سقيم الغد ، وتلك سنة الله في كونه ” وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ ” أى نعيده إلى مرحلة الضعف , بل أشد ، ويقول تعالى :” وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ” أى إلى أضعفه ، ومن هنا تأتي الرحمة بالكبير .
كما أكدّ معاليه أن مرحلة الشباب هي مرحلة العطاء ، فينبغي على شبابنا أن يغتنم هذه المرحلة ، مستشهدًا معاليه بالعديد من الشواهد الشعرية منها :
إذا المرء أعيته المروءة ناشئا … فمطلبها كهلاً عليه عسير
لذا قال( صلى الله عليه وسلم) :”خير الصدقة أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ تَخْشَى الْفَقْرَ وَتَأْمُلُ الْغِنَى وَلا تُمْهِلُ حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ الْحُلْقُومَ قُلْتَ لِفُلانٍ كَذَا وَلِفُلانٍ كَذَا وَقَدْ كَانَ لِفُلانٍ”.
وفي سياق متصل أشار معاليه أن على الشباب حقوقًا للبلاد كما أن لهم واجبات ، فإذا كانت الدولة تعمل بكل طاقاتها وكل مؤسساتها على تمكين الشباب ، فعلى الشباب حقوق للبلاد أجلُّها يد تبتني مجدًا ، وعقلٌ يفكر فالحق مقابل الواجب.
وفي ذات السياق أكد معاليه أن على الشباب نحو الدفاع عن الأوطان وفاء لها , حيث إنها ترتبط بملاحم الفداء والتضحية والبسالة , يقول الحجاج بن يوسف الثقفي عن مصر : “إياكم وأهل مصر في ثلاث : احذروا أرضهم ونساءهم ودينهم ، فإنكم إن اقتربتم من أرضهم لقاتلتكم صخور جبالهم ، وإياكم ونساءهم ، فإنكم إن اقتربتم من نسائهم لافترسوكم كما تفترس الأُسد فرائسها ، وإياكم ودينهم فإنكم إن اقتربتم من دينهم أفسدوا عليكم دنياكم”.
مضيفًا معاليه على قول الحجاج ثلاثًا : إياكم وبرهم وبحرهم وأرزاقهم, فمن حاول على مر التاريخ الاقتراب من مصر كانت مقبرة له وللغزاة والبغاة والمتربصين.
وفي ختام خطبته أكد معاليه أن عقيدة القوات المسلحة المصرية عقيدة دفاعية , لا تعرف الظلم ولا الجور ولا البغي ولا الاعتداء على الآخرين , أما إن تعرضت أرضها أو برها أو بحرها أو جوها أو أرزاقها لشيء من ذلك فجيشها نار تحرق من يتعرض لها , ولسان حال كل جندى ومصري يردد قول الشاعر :
لنــا وطـــنٌ بأَنفسِـــــــنا نَقـــيه وبالدُّنيـا العريضــــة ِ نَفتــــديـه
إذا مــا سيــــلَتِ الأرواحُ فــــيه بذلنـاها كــــأنْ لـــم نـعطِ شيَّـا
نقـــومُ علــــى الحماية ما حيينا ونعهَـدُ بالتَّمـــامِ إلـــى بنيــــنا
وفيك نَموتُ ـ مِصْرُ ـ كما حَييـنــا ويبقى وجهـــكِ المحمي حيَّــا
ولسان حال كل مصرى :
إِذَا القَوْمُ قَالُوا مَنْ فَتَىً خِلْتُ أنَّنِـي عُنِيْـتُ فَلَمْ أَكْسَـلْ وَلَمْ أَتَبَلَّـدِ
مؤكدًا معاليه أنه سيظل هذا الشعب أبيًّا عزيزًا قويًا لا يعطي الدنية لا في دينه ولا في أرضه ولا في بره ولا في بحره ولا في كرامته ؛ لأنه يؤمن بالله وبهذا الوطن.