خلال الدورة التثقيفية الأولى للأئمة والواعظات بالشرقية في التوعية بقضايا الأسرة والسكان والصحة الإنجابية بالتعاون مع وزارة الصحة
الشيخ/ محمد عثمان البسطويسي :
الإسلام يدعو إلى العناية بالأبناء والاهتمام بهم
د/ عايدة عطية :
جميع الوسائل المستخدمة في تنظيم الأسرة آمنة ومتاحة
د/ نانيس عبد المحسن :
تنظيم الأسرة نتائجه تعود بالنفع على الأسرة والمجتمع
برعاية كريمة من معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة ، وفي إطار التعاون والتنسيق بين وزارتي الأوقاف والصحة ، أقيمت الدورة التثقيفية الثانية للتوعية السكانية وتنظيم الأسرة والمواطنة لأئمة وواعظات وزارة الأوقاف بمديرية أوقاف الشرقية , السبت 14 / 12 / 2019م ، بمركز التدريب بصحة المرأة بمدينة الزقازيق ، حاضر فيها الشيخ/ محمد عثمان البسطويسي المنسق بين وزارة الأوقاف والمجلس القومي للسكان ، و د/ عايدة عطية مدير تنظيم الأسرة بالشرقية ، و د/ نانيس عبد المحسن استشاري الرضاعة الطبيعية بقطاع الأمومة والطفولة بوزارة الصحة ، وبحضور عدد كبير من قيادات وأئمة وزارة الأوقاف بالشرقية .
وفي كلمته أشاد الشيخ / محمد عثمان البسطويسي بالتعاون المثمر والبناء بين الأوقاف والصحة ، وخاصة في مجال القضايا السكانية والصحة الإنجابية ، مبينًا أن الإسلام اهتم بصحة الإنسان ، والواجب علينا أن نقرأ ونفهم القرآن الكريم فهمًا دقيقًا ، فالقراءة وسيلة للوصول إلى الحقيقة ، ولا أدل على ذلك من أن أول ما نزل من القرآن الكريم هو قول الله سبحانه وتعالى : ” اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ” ؛ فأول أمرٍ سماوي نزل به الوحي هو الأمر بالقراءة التي هي أول أبواب العلم ، ثم أتت بعد ذلك الإشارة إلى القلم الذي هو وسيلة تدوين العلم ونقله ، وعلينا أن نعي جيدًا قول الله تعالى : ” الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ” ، فواجب علينا أن نهتم بالأولاد منذ اللحظة الأولى وهم أجنة في بطون أمهاتهم وحتى خروجهم للدنيا ، وقد أشار القرآن الكريم إلى العناية بالأم وأبنائها والاهتمام بهم فقال تعالى : ” وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ ” ، وحين فرضت الفرائض خفف الله ( عز وجل) عن الحامل والمرضع يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” إنَّ اللهَ تبارك وتعالى وضَع عن المُسافِر شَطرَ الصَّلاةِ، وعن الحامِلِ والمرضِعِ الصَّومَ ” ، حفاظًا على حياة الأم والطفل معًا.
وفي كلمتها أشارت د/ عايدة عطية إلى أن الحقوق الإنجابية مكون أساسي من حقوق الإنسان ، وأن الصحة الإنجابية تعود فوائدها من الناحية الصحية والجسمانية والغذائية والنفسية على الأسرة جميعًا ، مبينة أن الأسرة هي النواة الأولى لصلاح المجتمع ، وأن تنظيم الأسرة عمل حضاري وسلوك منتظم وتخطيط إيجابي وفعال لبناء أسرة قوية وناجحة وقادرة على تحقيق التنمية للأسرة والمجتمع ، وأنه لا بد من تباعد فترات الحمل لتعويض الأم العناصر والفيتامينات التي فقدتها أثناء الحمل ، ولإعطائها الفرصة لاستعادة نشاطها وصحتها وعافيتها ، مؤكدة أن جميع الوسائل المستخدمة في تنظيم الأسرة آمنة ومتاحة .
وفي كلمتها أكدت د/ نانيس عبد المحسن أن علم السكان أحد العلوم الإنسانية التي تهتم بالظواهر السكانية والمواليد والوفيات و بالتركيب النوعي للإنسان ، ومن أهدافه: تحقيق التوازن بين النمو السكاني السريع وبين الموارد الاقتصادية ، وتعظيم الاستثمار في الطاقة البشرية ، وتحسين الخصائص في إطار تحقيق التنمية المستدامة ، مشيرة إلى أن تنظيم الأسرة بالنسبة للأم يساعد في استردادها لصحتها وحيويتها والاهتمام بأطفالها وزوجها وأسرتها وتلبية احتياجات الأسرة ، كما أشارت إلى أهمية تنظيم الأسرة للطفل من ناحية أخذ الرعاية اللازمة من رضاعة طبيعية وتغذية سليمة وتعليم وصحة ، ثم أهمية تنظيم الأسرة للمجتمع من خلال أسرة صغيرة سعيدة قادرة على أن تكون اللبنة الأولى في بناء المجتمع اقتصاديًّا واجتماعيًّا وصحيًّا وثقافيًّا ، وأهمية دور الرجل من خلال تشجيع زوجته على استخدام وسائل تنظيم الأسرة ، مع تجنب الزواج المبكر ، وتجريم العنف ضد المرأة وختان الإناث ، مع عدم التفرقة بين الذكر والأنثى ، والاهتمام بالحالة الصحية والنفسية للأسرة .