علماء الأزهر والأوقاف في أسوان: الحفاظ على المال العام من أعظم الأمانات
القافلة الدعوية المشتركة لعلماء الأزهر والأوقاف والتي تتابع _ بتوجيه كريم من فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر ومعالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف _ الجهود المبذولة للصلح بين عائلتي الدابودية والهلالية بمحافظة أسوان خلال الخطبة الموحدة لوزارة الأوقاف اليوم الجمعة 25_4_2014م بعنوان: الأمانة في القول والعمل أن الأمانة من أعظم الصفات الخُلقية التي وصف الله تعالى بها عباده المؤمنين بقوله:”والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون”؛ فالأمانة من كمال الإيمان وحسن الإسلام، وبها يُحفظ الدين والأعراض والأموال والأجسام والأرواح والمعارف والعلوم والولاية والوصاية والشهادة والقضاء والكتابة… .
فمن على منبر مسجد التحرير بخور عوّاضة بأسوان أوضح أ.د/ محمد عبد العاطي عباس أستاذ ورئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية جامعة الأزهر أن من أهم أخلاقيات الدين الإسلامي خلق الأمانة، وهي تعم كل ما ائتمن الله العبد عليه من قليل أو كثير، فهي تشتمل على القيام بأوامر الدين، والتمسك به؛ فالرسلُ ( عليهم السلام ) أمناءُ الله ( عز وجل ) على وَحيه، وكلُّ من جاء بعد الأنبياء من العلماء والدعاةِ وولاة الأمر والقائم بأي عمل ، فهم أمناءٌ في تبليغِ هذا الدين كلٌ حسب طاقته وقدراته فعن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: « قال رسول الله( صلى الله عليه وسلم ): ” كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ».
وفي مسجد دار الضيافة بمنطقة السيل الروسي بيّن فضيلة الشيخ/ جابر طايع مدير مديرية أوقاف القاهرة ، ومدير مديرية أوقاف أسوان السابق أن أمانة القول من أجلِّ أبواب الأمانة؛ فيأتي مشرقًا بالطهر، غنيًّا بالصدق، نابعًا من الإيمان والتوحيد، خاضعًا لمنهج الله، يحمل الحقَّ وينصره، ويتصدى للباطل والفساد، وأن أول الوفاء بأمانة القول أن يكون طيبًا، وهو هداية الله للمؤمنين قال تعالى:(وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد )، والكلمة الطيبة لا تعني أنها الضعيفة الخائفة؛ بل هي الكلمة القوية حين تصدّ الفتنة والفساد، والظلم والعدوان، وتقوّم المعوج، وترشد الحائر، وتهدي الضالّ، فلابد وأن تُؤدّى بأمانة.
ومن أعلى منبر مسجد سيدنا خالد بن الوليد بخور عوّاضة بأسوان أكد د/ سعيد عامر أمين عام اللجنة العليا للدعوة بمشيخة الأزهر الشريف أن الحفاظ على الأموال العامّة التي هي ملك للناس جميعا من أعظم الأمانات ، فقد أوجَبَ الله حفظَها كما يحفظ الإنسان مالَه وأشدّ.
وشدد العلماء المشاركون في القافلة على ضرورة أن يرجع المجتمع بكل أطيافه إلى كتاب ربه، وسنة نبيه، فتصفو القلوب، وتتوحد المشاعر، وتتكامل الأدوار لرفعة هذا الوطن، ويتحقق معنى الخلافة في هذه الأمة وتنطق بخيريتها جميع الأمم ونكون مثالًا ونموذجًا مشرّفًا لهذا الدين العظيم.