*:*الأخبارأخبار الأوقاف2

ختام فعاليات الدورة التأهيلية للواعظات المعينات
بمعسكر ” أبو بكر الصديق” بالإسكندرية

أ.د/أحمد ربيع :

الإسلام كله قائم على التيسير ورفع الحرج

التيسير الذي نهدف إليه هو التيسير المنضبط بضوابط الشرع الحنيف

الحاج يأخذ من الرخص ما يتطلبه واجب وقته وظروفه

  برعاية كريمة من معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة ، وفي إطار خطط وزارة الأوقاف الدعوية لتجديد الخطاب الديني ، وتنمية المهارات المتنوعة لدى السادة الأئمة والواعظات، اختتمت  أمس الأحد 1 / 12 / 2019م فعاليات “الدورة التأهيلية للواعظات المعينات” بمعسكر ” أبو بكر الصديق” بالإسكندرية، حيث ألقى أ.د / أحمد ربيع عميد كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر محاضرة تثقيفية شملت مراجعة ومناقشة كتابي”الحج والعمرة مناسك وأسرار” و “التيسير في الحج” , بحضور الشيخ/ عبد الفتاح عبد القادر جمعة , مدير مركز الأوقاف للدراسات والبحوث الدينية والمشرف العلمي على المعسكر ، والشيخ/إبراهيم محمد محمد إبراهيم عضو المركز الإعلامي بوزارة الأوقاف.

  وفي بداية كلمته أشاد أ.د/أحمد ربيع بالكتابين وذكر أن الحج رحلة روحية إلى الأماكن التي شهدت ميلاد النبي (صلى الله عليه وسلم) وبعثته , وشهدت قيام الدولة وجهود السلف الصالح من الصحابة والتابعين , فهو رحلة روحية لأن الله أمر أن يذهب وفد من المسلمين كل عام إلى هذا المكان لربطهم بمشاعرهم , وهو يسير على من يفهمه عسير على من يتشدد فيه , فديننا الحنيف يقوم على مبدأ التيسير ورفع الحرج وعدم المشقة , وضابط هذا التيسير ورفع الحرج والمشقة في التكليفات عامة  قوله تعالى : ” يريد الله بكم اليسر ولايريد بكم العسر ” , وفي الحج خاصة , إجابة الرسول (صلى الله عليه وسلم ) في التقديم والتأخير : ” افعل ولا حرج” , فالإسلام كله قائم على التيسير ورفع الحرج، مع الوضع في الاعتبار أن التيسير الذي نهدف إليه هو التيسير المنضبط بضوابط الشرع الحنيف وفق قدرة الحاج واستطاعته , بما لا يصل إلى مرتبة التهاون أوالتساهل الذي يفصل العبادة عن مقصودها الأصلي , وعدم التذرع بالرخص دون الحاجة إليها , إنما يأخذ الحاج من الرخص ما يتطلبه واجب وقته وظروفه وما يستوجب التيسير .

وعن أسرار الحج تناول فضيلته بعضًا من أعمال الحج والتي تحمل أسرارًا ينبغي الوقوف أمامها لندرك عظمة هذا التشريع العظيم , فأول عمل من أعمال الحج : الإحرام، فالمحرم يلبس في إحرامه لباسًا لا يعتاد عليه وهو الرداء والإزار , أما المرأة فتلبس لباسها العادي والمألوف لديها , وهذا الإحرام يذكرنا بالبداية حيث نشأتنا وبداية وجودنا في الحياة , كما يذكرنا بالنهاية حيث الكفن الذي لا جيوب له , وبهذا الإحرام يفرض الالتزام على المحرم فيمتنع عن بعض الحلال , فلا يعتدي على حجر ولا شجر ولا لقطة ولا طير ولا صيد , وإذا ارتكب شيئًا من ذلك عوقب به , ليتعود على ترك الحرام في غير الإحرام من باب أولى , ومن التسهيل علينا وقت لنا الإسلام مواقيتًا مكانية نحرم منها حسب قدوم كل حاج إلى أداء هذه الشعائر , وعن التلبية فهي ذكر لله (عز وجل), ليلبي الحاج ويلبي معه كل ما حوله من شجر وحجر حتى يكون الكون كله في مرحلة تسبيح لله (عز وجل) , وعن الطواف فهو يبدأ من الإشارة الخضراء والتي تعلو الحجر الأسود لصعوبة رؤية هذا الحجر من شدة الزحام , فيطوف الحاج حول البيت, ومن أسرار الطواف أن التيمن في جميع شئون حياتنا مطلوب لكن هنا في الطواف نبدأ باليسار , وعلة هذا أن علماء الفلك يقولون : إن كل أفلاك الكون تدور عكس عقارب الساعة وهي جهة اليسار , فنبدأ بالطواف يسارًا لكي يتوافق طوافنا حول الكعبة مع طواف الكون , وعن السعي بين الصفا والمروة فهو لنتذكر دعوة الخليل إبراهيم عليه السلام , وتوكل هاجر أم إسماعيل عليهما السلام , وعن الوقوف بعرفة فهو يوم تتجلى فيه الرحمات وتغفر الزلات وينادي فيه رب الأرض والسماوات يا ملائكتي هؤلاء عبادي أتوني شعثًا غبرًا يرجون رحمتي ويخافون عذابي أشهدكم أني قد غفرت لهم .

وفي ختام محاضرته وجه فضيلته الواعظات بالتيسير على الناس وإظهار الجانب الإنساني دائمًا وأن يحرصن على تناول القضايا الواقعية التي تمس واقع الناس والمجتمعات .

 

 

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى