خلال الندوة التي أقامتها وزارة الأوقاف بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة وصحيفة عقيدتي بمركز شباب أبو كبير بمحافظة الشرقية
علماء الأوقاف يؤكدون :
الشباب هم القلب النابض والعمود الفقري لأي أمة من الأمم
بناء الأمم ومستقبلها مرهون بشبابها
والمجتمعات تقاس بقوة شبابها
بتوجيه من معالي وزير الأوقاف أ.د / محمد مختار جمعة بضرورة تكثيف القوافل المشتركة بين وزارتي الأوقاف والشباب والرياضة وصحيفة عقيدتي حيث الخروج من حيز التقليد ، ومن دائرة المسجد إلى آفاق أوسع وأرحب ذهابًا إلى شبابنا حيث كانوا ، أُقيمت صباح اليوم الخميس 28 / 11 / 2019م ندوة علمية كُبرى بعنوان : ” الشباب وبناء المستقبل” بمركز شباب مدينة أبو كبير بمحافظة الشرقية ، بإشراف الأستاذ / وائل أحمد الألفي مدير مديرية الشباب والرياضة بالمحافظة ، والأستاذة / عزة متولي شعبان متولي مدير المركز ، وحاضر فيها الدكتور/ محمد إبراهيم حامد وكيل مديرية الأوقاف بالشرقية ، والدكتور/ عبد الله كامل عبد الحميد معاون مدير مديرية الأوقاف بالشرقية ، والشيخ / محمود طه الشيمي عضو المركز الإعلامي بوزارة الأوقاف ، وحضر الندوة عدد كبير من الشباب من مختلف الأعمار والفئات حرصًا منهم على تعلم أمور دينهم ، ومعرفتهم يسر وسماحة دينهم الحنيف ، وقد أدار الندوة وقدم لها الأستاذ / مصطفى ياسين مدير تحرير عقيدتي .
وخلال كلمته قدم الدكتور / محمد إبراهيم حامد أسمى معاني الشكر والتقدير لمعالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على جهوده العلمية والدعوية والإدارية للنهوض بالخطاب الديني والارتقاء به ، وعلى دعمه المطلق والمستمر والملحوظ لشباب علماء وزارة الأوقاف والدفع بهم في الأماكن القيادية إداريًا ودعويًا ومنحهم الفرصة كاملة في كل قطاعات وزارة الأوقاف المختلفة ، وعلى رعايته الدائمة لتلك الندوات التي تجوب محافظات مصر ، لرفع الوعي المجتمعي بالقضايا الملحة داخل المجتمع المصري ، موضحًا أن الشباب هم القلب النابض والعمود الفقري لأي أمة من الأمم ، فهم عماد حضارتها ، وسر نهضتها ، وأمل مستقبلها ، وهم القوة بين الضعفين ، ضعف الطفولة وضعف الشيخوخة ، قال الله تعالى : ” اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم من ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً “، ولقد صور القرآن الكريم هذه الحقيقة في قصة أصحاب الكهف، قال تعالى : ” إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا”، ولفظ (الفتية) ينطبق على المرحلة الزمنية التي يطلق عليها مرحلة الشباب بكل خصائصها وسماتها، قال ابن كثير: (فِتْيَةٌ) وَهُمُ الشَّبَاب، فهُمْ أَقْبَلُ لِلْحَق، وَأَهْدَى لِلسَّبِيلِ مِنَ الشُّيُوخِ، مشيرًا إلى أن النبي (صلى الله عليه وسلم) ربّى جيلاً من شباب الصحابة الكرام الذين ضربوا أروع الأمثلة في البذل والعطاء ، والتضحية والفداء ، والعلم والعمل فسيدنا مصعب بن عمير (رضي الله عنه) أول سفير في الإسلام ، وأمَر النبي (صلى الله عليه وسلم) سيدنا زيد بن ثابت (رضي الله عنه) أن يتعلم السريانية فتعلمها في وقت قصير، فعنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قال: ” أَمَرَنِي رَسُولُ الله (صلى الله عليه وسلم) أَنْ أَتَعَلَّمَ لَهُ كَلِمَاتٍ مِنْ كِتَابِ يَهُودَ قال: إِنِّي وَاللَّهِ مَا آمَنُ يَهُودَ عَلَى كِتَابٍ قال: فَمَا مَرَّ بِي نِصْفُ شَهْرٍ حَتَّى تَعَلَّمْتُهُ لَهُ، قال: فَلَمَّا تَعَلَّمْتُهُ كَانَ إِذَا كَتَبَ إِلَى يَهُودَ كَتَبْتُ إِلَيْهِمْ، وَإِذَا كَتَبُوا إِلَيْهِ قَرَأْتُ لَهُ كِتَابَهُمْ “، كما أن الشباب أسهم إسهامًا عظيمًا في بناء الحضارة الإسلامية منذ عصر النبوة من خلال تعلم العلوم الشرعية ونشر العلم النافع في كل مجالات الحياة ، فكان أكثر فقهاء الصحابة من الشباب ، حيث برز منهم العالم ، والفقيه، والمحدث ، والمفتي، وفي مقدمتهم سيدنا عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما) الذي كان أكثر الصحابة فتوى وأوسعهم فقهًا، وسيدنا معاذ بن جبل (رضي الله عنه) الذي كان ابن بضع وعشرين سنة حين أرسله النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى اليمن مفتيًا وقاضيًا .
وفي كلمته أكد د/ عبد الله كامل أن بناء الأمم ومستقبلها مرهون بشبابها ، والمجتمعات تقاس بقوة شبابها ؛ لأنهم دلالة عافيتها ، وعنوان قدرتها على شق طريق الحياة بجد ومثابرة ، فالمجتمع النشيط يستفيد من شبابه ، ويفيد بعلمه وحكمته فيقود ويسود ، مشيرا إلى أن الشباب يقع على عاتقه مهام ومسؤوليات كبيرة خاصة في أخذ المبادرة في الإصلاحات على كافة المستويات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية، لتوعية المجتمع ولكي يؤثر الشباب في مرحلة البناء والعمل وتطوير النسيج الاجتماعي لابد من امتلاكهم واكتسابهم المعارف والمهارات والقدرات الفكرية والفرص لتلبية احتياجاتهم واحتياجات المجتمع .
وفي كلمته أكد الشيخ/ محمود الشيمي أن الشباب هم الطاقة الفعّالة التي بصلاحها ينصلح حال المجتمع ، وبفسادها يفسد المجتمع كلّه ، فهي المرحلة التي بكى عليه الشيوخ ، وتغنى بها الشعراء ، لذا اهتمّ الإسلام بتلك المرحلة العمرية، وعظَّم من شأنها ، وحضَّ على استغلالها، والقيام بحقها؛ مشيرًا إلى أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قد أوصى بالشباب خيرًا واعتنى بهم أيَّما عناية ووثق بهم وكلّفهم ووظّف طاقاتهم فنجده (صلى الله عليه وسلم) يبشر الشباب إذا نشأوا في طاعة الله (عز وجل) بقوله: “سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ” ، وعدّ منهم ” شاب نشأ في عبادة ربه” ، وحث على استغلال هذه المرحلة العمرية، بقوله (صلى الله عليه وسلم) : ” اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هِرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاءَكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ”، وهي المرحلة الأبرز اهتمامًا في الدين، والأكثر سؤالًا عنها يوم القيامة ، قال (صلى الله عليه وسلم) : ” لَا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ، عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ، وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ” ، مبينا أن الدولة المصرية بقيادتها الرشيدة تولي هذه المرحلة العمرية اهتمامًا شديدًا ، فقد قامت الدولة بتكثيف الدورات التدريبية والتأهيلية لتأهيل الشباب لتحمل المسئولية .