خلال الدورة التثقيفية الأولى للأئمة والواعظات بالإسماعيلية في التوعية بقضايا الأسرة والسكان بالتعاون مع وزارة الصحة
الشيخ/ محمد البسطويسي :
الكون كله يسير وفق نظام رباني دقيق
د/ نانيس عبد المحسن :
الرضاعة الطبيعية ضرورية لصحة الطفل
د/ عايدة عطية :
تنظيم الأسرة يعود بالنفع والإيجاب على الأسرة والمجتمع
د/ مرفت فؤاد :
الصحة الإنجابية تعود آثارها على الأسرة بأكملها
برعاية كريمة من معالي وزير الأوقاف أ. د/ محمد مختار جمعة ، وفي إطار التعاون والتنسيق بين وزارتي الأوقاف والصحة ، عقدت وزارة الأوقاف الدورة التثقيفية الأولى للأئمة والواعظات في التوعية بقضايا الأسرة والسكان بالتعاون مع وزارة الصحة أمس الأربعاء 27 / 11 /2019م بمحافظة الإسماعيلية بقاعة أ. د/ إسماعيل سلام بمبنى مديرية الشئون الصحية، حاضر فيها : الشيخ/ محمد عثمان البسطويسي المنسق بين وزارة الأوقاف والمجلس القومي للسكان ، ود/ نانيس عبد المحسن مسئول برنامج الألف يوم بوزارة الصحة ، و د/ عايدة عطية مدير تنظيم الأسرة بمديرية الشئون الصحية بالشرقية ، و د/ مرفت فؤاد مساعد مدير عام إدارة صحة المرأة قطاع السكان وتنظيم الأسرة ، وبحضور د/ أحمد فخرالدين مدير تنظيم الأسرة بالإسماعيلية ، والشيخ/ عبد المنعم عبد العال مدير الدعوة بمديرية أوقاف الإسماعيلية وعدد كبير من قيادات وأئمة وزارة الأوقاف بالإسماعيلية .
وفي كلمته أشاد الشيخ/ محمد عثمان البسطويسي بالتعاون المثمر والبناء بين الأوقاف والصحة وخاصة في مجال القضايا السكانية والصحة الإنجابية ، مبينا أن النظام سنة إلهية تحدث عنها القرآن الكريم حيث يقول الله (عز وجل) : ” الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ۖ مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرحمن مِن تَفَاوُتٍ ۖ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ “، فسنة الله تعالى في خلقه أن هيأ الأرض ليسكنها الإنسان قبل أن يخلقه الله (عز وجل) ، لهذا نجد في القرآن الكريم قول الله تعالى : “وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ” ، وصلة الإنسان بالأرض محل اعتبار في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ، من خلال محورين المحور الأول: عدم الإفساد في الأرض قال تعالي :” وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ ” ، والمحور الثاني: عمارة الأرض قال تعال : “هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ ” ، والعمارة في الأرض تكون بالنسل ، والنسل لا يكون إلا عن طريق الأسرة التي جعلها الله سببا لوجود هذا النسل بالزواج ، قال تعالي: ” وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ۚ “، ولقد أوجب الإسلام على الأبوين تربية الطفل وتهذيبه وتقويمه وتعليمه ليكون نافعا صالحا لأبويه ولمجتمعه ولأمته ، مبينا أن الكثرة التي ذكرها الله تعالى في كتابه حيث يقول : “وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً ” ، وقال عنها سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ” تناكحوا تناسلوا تكاثروا فإني مُبَاهٍ بكم الأمم يوم القيامة ” لا تعني كثرة هزيلة ضعيفة ضارة سلبية إنما هي الكثرة القوية النافعة الإيجابية التي ترفع من قدر الأمة والمجتمع ، ولهذا قال(صلى الله عليه وسلم) :” يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَتَدَاعَى الأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا، قُلْنَا: مِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: لا، أَنْتُم يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ …” .
وفي كلمتها أكدت د/ نانيس عبد المحسن مسئول برنامج الألف يوم بوزارة الصحة أن وزارة الصحة تدعم وتشجع الرضاعة الطبيعية للطفل حيث إنها الحل الأمثل الذي من شأنه تحقيق التنمية البشرية والمساواة بين الجميع وذلك بتحسين صحة الأم والطفل ، وذلك بعرض الألف يوم من حياة الطفل والتي تبدأ منذ بداية الحمل حتى نهاية العام الثاني من عمر الطفل ، وأهمية هذه الفترة على صحة ونمو وتطور الطفل وصحته النفسية ، كما أشارت إلى أهمية الرضاعة بالنسبة للأم والطفل والأسرة والمجتمع، وأنه لا سبيل إلى تحقيق الرضاعة الطبيعية للطفل إلا إذا تباعدت فترات الحمل، وقضى الطفل الوقت الطبيعي للرضاعة ألف يوم والتي تحدث عنها القرآن الكريم في قوله تعالى: “وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا “.
وفي كلمتها أكدت الدكتورة / عايدة عطية على أهمية التنظيم والتخطيط في حياة الأفراد والدول ، وأن تنظيم الأسرة يعود بالنفع والإيجاب على الأسرة والمجتمع ، وأن الحمل المبكر خطر على صحة الأم والطفل ، وأنه لا بد من تباعد فترات الحمل ، للحفاظ على صحة الأم والطفل ، وأن تباعد فترات الحمل يعطي المرأة فرصة لاستعادة صحتها وعافيتها , وأن المباعدة بين فترات الحمل لها فوائد منها : التنشئة الصحية والسليمة للمولود ، كما أنها تسهم في تلافي وفيات الرضع ، وخفض وفيات الأمهات ، وتمكين الأم من مواصلة الحصول على فرص أكبر في التعليم والعمل ، وتباعد فترات الحمل يحافظ على صحة الأم والطفل معًا .
وفي كلمتها أشارت الدكتورة/ مرفت فؤاد إلى الحقوق الإنجابية كمكون من حقوق الإنسان وأن الصحة الإنجابية تعود نتائجها من الناحية الصحية والجسمانية والغذائية والنفسية والاجتماعية على الأسرة جميعا ، وذلك بعد الحصول على القدر الكافي من المعلومات الصحيحة من خلال الاختيار الحر المبني على المعرفة ، كما أشارت الي أشكال العنف المختلفة البدنية والنفسية وكيفية تجنبها .