خلال الندوة التي أقامتها وزارة الأوقاف بالتعاون مع صحيفة عقيدتي بمسجد (نصر الإسلام) بمديرية أوقاف القاهرة
علماء الأوقاف يؤكدون :
القرآن الكريم معجزة النبي (صلي الله عليه وسلم) الخالدة
ربط الله محبته بمحبة نبيه (صلي الله عليه وسلم) وطاعته بطاعته
ورفع الله (عز وجل ) ذكر نبيه (صلي الله عليه وسلم) في العالمين إلى قيام الساعة
برعاية كريمة من معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة أقامت وزارة الأوقاف بالتعاون مع صحيفة عقيدتي ندوة علمية كبرى بمسجد نصر الإسلام بإدارة أوقاف شرق القاهرة بمحافظة القاهرة ، عقب صلاة المغرب أمس السبت ٢٣ /١١ /٢٠١٩ م تحت عنوان : ” من مظاهر تكريم الله لنبيه (صلي الله عليه وسلم) “، ويأتي ذلك في إطار دور وزارة الأوقاف التنويري ، ورسالتها الدعوية التي تهدف إلى تبصير الناس بأمور دينهم ، وغرس القيم الأخلاقية والمجتمعية الراقية التي جاء بها ديننا الحنيف ، وحاضر فيها كل من : الشيخ/ محمد محمد أحمد رفاعي بالديوان العام ، والشيخ/ حمدي عبدالغني عامر إمام وخطيب المسجد ، و د/ نور علي محمود إمام وخطيب بالإدارة ، وحضر الندوة جمع غفير من المصلين حرصًا منهم على تعلم أمور دينهم ، وأدار الندوة وقدم لها الأستاذ/ إبراهيم نصر مدير تحرير صحيفة عقيدتي .
وفي بداية كلمته أكد الشيخ/ محمد أحمد رفاعي أن الله (عز وجل) كرم نبيه (صلى الله عليه وسلم) في الدنيا والآخرة ، فهو (صلى الله عليه وسلم) منَّة الله (عز وجل) على عباده المؤمنين ، قال تعالى : ” لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِين ” ، كما جعله خاتمًا لأنبيائه ورسله (عليهم الصلاة والسلام) ، قال تعالى :” مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا”، وقد أقسم الله (تبارك وتعالى) بحياته (صلى الله عليه وسلم) فقال تعالى : ” لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ” ، كما كرم الله سبحانه وتعالى نبيه (صلى الله عليه وسلم) بالقرآن الكريم الذي أنزل عليه (صلى الله عليه وسلم) والذي يعد دستور هداية للبشرية والمعجزة الخالدة ، قال تعالى : “وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ” ، وعندما نادى الله (عز وجل) على أنبيائه (عليهم السلام) ناداهم بأسمائهم مجردة فقال سبحانه: “وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ، وقال تعالى: “قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ”، وقال تعالى: “وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيم” وقال تعالى: “قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ” ، وقال تعالى: “يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ” ، وقال تعالى: “يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ ” ، وقال تعالى: “يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ” ، وقال تعالى: “يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ” ، وعندما ناداه (صلى الله عليه وسلم) لم يذكر اسمه (صلى الله عليه وسلم) مجردًا ، قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ” ، وقال تعالى: “يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ” ، وشرفه بالنبوة والرسالة قال تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا” ، وقال تعالى: “يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ”.
وفي ختام كلمته أوضح أن الله تبارك وتعالى تعبَّدنا بالصلاة والسلام على النبي (صلى الله عليه وسلم) فبدأ بنفسه فصلى عليه ، وثنى بملائكته الكرام فصلت عليه، وأمرنا معاشر المؤمنين بالصلاة والسلام عليه (صلى الله عليه وسلم) اقتداءً بصلاة الله وصلاة ملائكته عليه فقال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا”.
وفي كلمته أكد الشيخ / حمدي عبد الغني عامر أن الحق (سبحانه وتعالى) ربط محبته بمحبة نبيه (صلى الله عليه وسلم) فقال تعالى: “قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ” ، كما ربط طاعته بطاعة نبيه (صلى الله عليه وسلم) ، قال تعالى: “مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ” ، وقد أخذ الله العهد والميثاق على جميع الأنبياء والرسول أن يؤمنوا بالنبي (صلى الله عليه وسلم) وأوجب عليهم نصرته قال تعالى: “وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِين”.
وفي ختام كلمته أوضح أن الله (عز وجل) قد كرم نبيه (صلى الله عليه وسلم) فجعل قلبه خير قلوب العباد حيث ورد عن ابن مسعود (رضى الله عنه) أنه قال: “إن الله نظر في قلوب العباد، فوجد قلب محمد (صلى الله عليه وسلم) خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه، فابتعثه برسالته ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد (صلى الله عليه وسلم) ، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه”.
وفي بداية كلمته أكد د/ نور علي محمود أن الله (عز وجل) قد كرم نبيه (صلى الله عليه وسلم) قبل ولادته ، وفي حياته ، وبعد وفاته، فمن مظاهر تكريم الرسول (صلى الله عليه وسلم) قبل مولده تكريمه (صلى الله عليه وسلم) بالنبوة وهو في مراحل خلق آدم (عليه السلام) فعن العرباض بن سارية (رضي الله عنه)، قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: ” إنِّي عندَ اللهِ لخاتمُ النَّبيِّينَ ، وإنَّ آدمَ لمنجَدلٌ في طينتِه ؛ وسأُنَبِّئُكم بتأويلِ ذلكَ : دَعوةُ أبي إبراهيمَ ، وبِشارةُ عيسَى ، ورُؤيا أُمِّي الَّتي رأت كأنَّهُ خرج منها نورٌ أضاءَت لهُ قُصورُ الشَّامِ ” ،كما بين أن الله (عز وجل) قد اصطفاه من خيرة القبائل والآباء والأمهات ؛ فعن وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) يَقُولُ: “إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَعِيلَ وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ” ؛ فكان النبي (صلى الله عليه وسلم) خيار من خيارِ من خيار ؛ وأعلاهم وأشرفهم نسبا ،كما أشار إلى أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يتقلب في أصلاب الأطهار الأشراف ؛ قال ابن عباس (رضي الله تعالى عنهما) في قوله تعالى: “وَتَقَلُّبَكَ فِي الساجدين”، من صلب نبيّ إلى صلب نبي حتى صار نبيا ، وعن عطاء قال : “ما زال النبي (صلى الله عليه وسلم) يتقلب في أصلاب الأنبياء حتى ولدته أمه” ، وبعد ولادته اختار الله (عز وجل) له اسم ( محمد ) ليكون محمودًا في الأرض وفي السماء” ، وقد أعطاه الله (عز وجل) من العطايا ، وخصه بخصائص لم تكن لأحد من الأنبياء قبله فقال (صلى الله عليه وسلم):” أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ ؛ وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ ؛ وَأُحِلَّتْ لِي الْمَغَانِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي؛ وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ؛ وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً”.
وفي ختام كلمته بين أن من مظاهر تكريم النبي (صلى الله عليه وسلم) بعد وفاته أن الله (عز وجل) رفع ذكره في العالمين إلى قيام الساعة: فإذا ذكر اسم الله (سبحانه وتعالى) ذكر معه اسم نبيه (صلى الله عليه وسلم) ؛ وقرن اسمه باسمه ؛ فلا يقول قائل لا إله إلا الله إلا ويقول محمد رسول الله؛ قال تعالى : “وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ”.