وزير الأوقاف في خطبة الجمعة : الشهيد يسبق أهله إلى الجنة وأهالي الشهداء يهنأون لا يعزون ونقول لأم كل شهيد : أبشري فقد سبقك إلى الجنة بإذن الله
في إطار دور وزارة الأوقاف التنويري والتثقيفي ، ومحاربة الأفكار المتطرفة ، وغرس القيم الإيمانية والوطنية الصحيحة ، وفي إطار خطة وزارة الأوقاف في إعمار بيوت الله (عز وجل) مبنى ومعنى ، وفي ضوء خطة الوزارة لافتتاح ١٢٦ مسجدًا على مستوى الجمهورية خلال شهري نوفمبر وديسمبر 2019 م بعد إحلالها وتجديدها ، افتتح معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة اليوم الجمعة 15 نوفمبر 2019م مسجد الشهيدين / أحمد محمد مهدي ومحمد محمود علي عطا الله ( فؤاد الأول سابقًا ) بمدينة قويسنا بمحافظة المنوفية، بحضور السيد اللواء / سعيد محمد عباس محافظ المنوفية ، والسيد اللواء/محمد ناجي مدير أمن المنوفية ، والسيد المهندس/أمجد الصغير مندوب حاكم الشارقة ، و أ.د/عادل مبارك رئيس جامعة المنوفية ، والشيخ /أحمد عبد المؤمن وكيل وزارة الأوقاف بالمنوفية، ولفيف من علماء وزارة الأوقاف ، والقيادات التنفيذية ، والشعبية ، والأمنية بالمحافظة والسادة أعضاء مجلس النواب بالمحافظة.
وخلال خطبة الجمعة وأثناء حديثه عن مواقف الرضا في حياة التابعين ذكر معاليه ما كان من التابعي الجليل عروة بن الزبير بن العوام رضي الله عنهما حين فقد ابنه وابتلي بقطع ساقه في أيام معدودات ، فقال : راضيا محتسبًا ، اللهم إنك إن كنت قد ابتليت فقد عافيت ، وإن كنت قد أخذت فقد أعطيت ، لقد أعطيتني أربعة من الولد فأخذت مني واحدا وأبقيت لي ثلاثة ، وأعطتني أربعة أطراف فأخذت مني واحدا وأبقيت لي ثلاثة ، ودخل عليه إبراهيم بن محمد بن طلحة ، قائلا : أبشر يا أبا عبد الله ، فقد سبقك ابن من أبنائك وعضو من أعضائك إلى الجنة .
ثم عقب معالي الوزير في خطبته : فما بالكم بحال الشهيد الذي ضحي بنفسه في سبيل دينه ووطنه ، إنهم في أعلى الدرجات مع النبيين والصديقين ، ومن ثمة نقول لأم كل شهيد : أبشري فقد سبقك ابنك إلى الجنة ، ولوالد كل شهيد : أبشر فقد سبقك ابنك إلى الجنة ، ولأسرة كل شهيد : أبشروا فقد سبقكم شهيدكم بفضل الله ورحمته إلى الجنة، فأهالي الشهداء يهنأون لا يعزون ، فعزاؤهم تهنئة ، وتهنئتهم هي العزاء ، لشرف ما قدموا وعظيم ما هو يدخر لهم عند الله عز وجل .
وذكر معاليه موقفا آخر من حياة هذا التابعي الجليل عروة بن الزبير ، حيث يقول : لا يهدين أحدكم إلى ربه ما يستحي أن يهديه إلى عزيز قومه ، فعلى الإنسان أن يحسن العطية والإنفاق ، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى : ” لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ” ، وقال تعالى ” وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ” .
كما أكد معاليه أن الإسلام شهادة وسلوك وعمل ، وأن الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل ، قال تعالى ” إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ أولئك هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ” .
كما أكد معاليه أن من أهم علامات الإيمان عمارة بيوت الله (عز وجل) مبنى ومعنى قال تعالى” إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ” مشيرًا إلى أن بيوت الله (سبحانه وتعالى) هي أفضل أماكن الهداية على وجه الأرض ، وستظل بيوت الله مرفوعة إلى يوم القيامة لأن الذي أذن برفعها هو الله( سبحانه وتعالى) قال تعالى” فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ” كما بين معاليه أن بيوت الله تتنزل فيها الرحمات وتغفر السيئات وأن عمارة المساجد تكون بالصلاة والذكر وتلاوة القرآن والعلم النافع ومدارسة القرآن والعلم وإنشاء المساجد قال (صلى الله عليه وسلم) : ” يَتَعَاقَبُونَ فِيكم مَلائِكَةٌ بِاللَّيْلِ، وملائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيجْتَمِعُونَ في صَلاةِ الصُّبْحِ وصلاةِ العصْرِ، ثُمَّ يعْرُجُ الَّذِينَ باتُوا فِيكم، فيسْأَلُهُمُ اللَّه وهُو أَعْلمُ بهِمْ: كَيفَ تَرَكتمْ عِبادِي؟ فَيقُولُونَ: تَركنَاهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ، وأَتيناهُمْ وهُمْ يُصلُّون” , ويقول (صلى الله عليه وسلم) : ” (إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَائِكَةً سَيَّارَةً فُضُلًا ، يَتَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ ، فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ ، وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ ، حَتَّى يَمْلَئُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ ، قَالَ : فَيَسْأَلُهُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ ، مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ : جِئْنَا مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ فِي الْأَرْضِ ، يُسَبِّحُونَكَ ، وَيُكَبِّرُونَكَ ، وَيُهَلِّلُونَكَ ، وَيَحْمَدُونَكَ ، وَيَسْأَلُونَكَ ، قَالَ : وَمَاذَا يَسْأَلُونِي ؟ قَالُوا : يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ ، قَالَ : وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا : لَا ، أَيْ رَبِّ ، قَالَ : فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا جَنَّتِي ؟ ، قَالُوا : وَيَسْتَجِيرُونَكَ . قَالَ : وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونَنِي ؟ قَالُوا : مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ . قَالَ : وَهَلْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا : لَا ، قَالَ : فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا : وَيَسْتَغْفِرُونَكَ ، قَالَ : فَيَقُولُ : قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ فَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا ، وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا . قَالَ : فَيَقُولُونَ : رَبِّ فِيهِمْ فُلَانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ . فَيَقُولُ : وَلَهُ غَفَرْتُ ، هُمْ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ ) .