لليوم الثاني على التوالي بمعسكر ” أبي بكر الصديق” التثقيفي للطلاب الوافدين
أ.د / بكر زكي عوض :
وزارة الأوقاف تشهد نقلة نوعية في هذه الآونة تدريبًا وتثقيفًا
ومعية الله لرسولنا الكريم كانت قبل مولده وبعد مولده
بشارات الله لأنبيائه تتسم بالخصوصية
والبشارة بسيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)
اتسمت بالعمومية والشمول
في إطار الدور التنويري والتثقيفي لوزارة الأوقاف محليًّا ودوليًّا ، وفي ضوء رعاية وزارة الأوقاف المصرية للطلاب الوافدين علميًّا وثقافيًّا ، وفي إطار إطلاق وزارة الأوقاف المصرية حملة ” هذا هو الإسلام ” للتعريف بصحيح الإسلام بعشرين لغة تستمر ولليوم الثاني على التوالي فعاليات الفوج الرابع لمعسكر أبي بكر الصديق بالإسكندرية للطلاب الوافدين المسجلين على منحة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وعددهم (60) طالبًا وافدًا من ( 11 ) دولة إفريقية وأسيوية ، حيث ألقى أ.د / بكر زكي عوض عميد كلية أصول الدين الأسبق محاضرة تثقيفية بعنوان : ” حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) قبل البعثة وبعدها ” ، بحضور الشيخ / عبد الفتاح عبد القادر مدير مركز الأوقاف للدراسات والبحوث الدينية والمشرف العلمي على المعسكر ، والدكتور / محمد محمود خليفة عضو المركز الإعلامي بالوزارة .
وفي بداية كلمته ثمن أ.د / بكر زكي عوض جهود معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة في تجديد الخطاب الديني ، واهتمامه بالبرامج التدريبية والتثقيفية المتنوعة ، وأن وزارة الأوقاف تشهد نقلة نوعية في هذه الفترة ؛ إحساسًا من معاليه بواجبه تجاه دينه ووطنه محليًّا ودوليًّا ، ونشاطه الدائم في تناول ومعالجة القضايا الوطنية والمجتمعية .
مؤكدًا أن حياة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) مليئة بالأحداث التي كانت بمثابة الكتاب المفتوح لأمته علمًا وتعلمًا ؛ فلقد رباه ربه (عز وجل)على عينه فقال في حقه : ” فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ” ، مبينًا أن المنة والرعاية من الله سبحانه شملت حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) في كل مراحل حياته قبل البعثة وبعدها ، فقال فيه قبل بعثته : ” أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى” ، وكان هذا قبل نزول الوحي عليه عندما كان يبتغي الحبيب (صلى الله عليه وسلم) العلم بالله باحثًا عن الحقيقة ، حيث كان ما بداخله يقول ويشهد ويعلم أن للكون خالقًا وواجدًا ، وهذا ما يدل على أن سيدنا محمدا (صلى الله عليه وسلم) كان في معية الله تعالى قبل أن يبعث ، وأن أهل مكة لما كذبوه (صلى الله عليه وسلم) عاتبهم الحق سبحانه وتعالى بسيرته فيما بينهم فقال مخاطبًا إياهم : ” لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ” ، وهذا من باب إعلاء مكانته (صلى الله عليه وسلم) ودفاعًا عنه.
وفي ذات السياق أشار سيادته إلى أن ما كان من بشارات في القرآن الكريم للأنبياء والمرسلين تندرج تحت الخصوصية ، فكانت لمريم (عليها السلام ) : ” وإذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ” ، ولسيدنا زكريا (عليه السلام) : ” يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا ” ، أما البشارة بسيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) فكانت تتسم بالعمومية والشمول للبشرية جمعاء ، ” قل يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ” ، ” وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ” ، كما كان لاقتران اسم الحبيب (صلى الله عليه وسلم) بلفظ الجلالة في كلمة التوحيد والشهادة في الأذان والإقامة إعلانًا بدخول وقت الصلاة فيه أبلغ الأثر من الله تعالى لرفع ذكر سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم ) ، وأن الله (عز وجل) ما ناداه باسمه مجردًا ، وإنما خاطبه وناداه في القرآن الكريم : ” يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ ” ، ” يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ ” ، ” يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ” ، ” يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ” .