وزير الأوقاف خلال ندوة تثقيفية بالنادي الأهلي : الرسول (صلى الله عليه وسلم ) خير معلم للبشرية
وينبغي علينا جميعا أن نتحلى بآدابه وأخلاقه
وينبغي علينا جميعا أن نتحلى بآدابه وأخلاقه
في إطار التعاون المستمر والتنسيق المشترك بين وزارتي الأوقاف والشباب والرياضة ، وفي إطار دور وزارة الأوقاف التنويري، ورسالتها الدعوية التي تهدف إلى تبصير الناس بأمور دينهم ، وغرس القيم الأخلاقية والمجتمعية الراقية التي أتى بها ديننا الحنيف ، استضاف النادي الأهلي معالي وزير الأوقاف أ . د / محمد مختار جمعة اليوم الجمعة ٨ / ١١/ ٢٠١٩ م في الندوة التي أقامها بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ، تحت عنوان :” الرسول (صلى الله عليه وسلم ) القدوة والأسوة الحسنة ” .
وفي بداية كلمته هنأ معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الأمة الإسلامية والعربية والإنسانية جمعاء بمولد رسول الإنسانية سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) ، مؤكدًا أننا في محضن شبابي هام ينبغي أن يُدعم بالثقافة الدينية ، والاقتصادية ، والتاريخية ، والثقافية العامة ، لأن الناس إذا لم يجدوا هذه الأبعاد الثقافية في النور قد تتخطفهم الجماعات التي تعمل في الظلام ، موضحا معاليه أن النبي (صلى الله عليه وسلم ) هو القدوة والأسوة الحسنة التي ينبغي أن نتأسى بها في جميع حياتنا ، ومعاملاتنا لاسيما في جانب السماحة والتيسير والتخفيف ، والتربية ، وكيف كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) يتعامل مع المخطيء ، مؤصلا معاليه لهذا المعنى بالعديد من الشواهد والآثار التي تؤكد هذه المعاني ، منها : حينما دخل سيدنا معاوية بن الحكم السلمي الصلاة وكان حديث عهد بالإسلام وسمع رجلًا عطس فأراد أن يشمّته، فقال له: يرحمك الله، فأخذ أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) ينظرون إليه في الصلاة، يريدون أن يسكتوه، فقال ما شأنكم تنظرون إلي ، يقول : فأخذوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم فعلمت أنهم يصمتونني فصمت ، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة أقبل عليه يعلمه فقال الصحابي الجليل: والله ما رأيت معلمًا قبله ولا بعده أرفق منه ولا أحسن منه تعليمًا ، والله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني إنما قال ” إن هذه الصلاة لإيضاح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والذكر وقراءة القرآن ” ، ومنها ما رواه أبو هريرة (رضي الله عنهُ) قال: بال أعرابيٌ في المسجد، فقام الناسُ إليه ليقعوا فيه، فقال النبي ﷺ: (دعوهُ وأريقُوا على بوله سجلاً من ماءٍ، أو ذنوباً من ماءٍ، فإنما بُعثتم ميسرين ولم تبعثوا مُعسرين)، ومنها ما رواه أبو أمامة( رضي الله عنه )قال: إن فتى شابًّا أتى النبيَّ (صلى الله عليه وسلم )فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا! فأقبل القوم عليه فزجروه، وقالوا: مه مه! فقال: (ادنه)، فدنا منه قريبًا، قال: فجلس، قال: (أتحبه لأمك؟)، قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: (ولا الناس يحبونه لأمهاتهم)، قال: (أفتحبه لابنتك؟)، قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك، قال: (ولا الناس يحبونه لبناتهم)، قال: (أفتحبه لأختك)، قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: (ولا الناس يحبونه لأخواتهم)، قال: (أفتحبه لعمتك؟)، قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: (ولا الناس يحبونه لعمَّاتهم)، قال: (أفتحبه لخالتك)، قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: (ولا الناس يحبونه لخالاتهم)، قال: فوضع يده عليه، وقال: (اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصِّن فَرْجَه)، فلم يكن بعد – ذلك الفتى – يلتفت إلى شيء، وما رواه أبو هريرة (رضي الله عنه ) قال : بينما نحن جلوس عند النبي (صلى الله عليه وسلم) إذ جاءه رجل فقال : يا رسول الله ، هلكت ، قال : ما أهلكك ؟ قال : وقعت على امرأتي ، وأنا صائم – وفي رواية : أصبت أهلي في رمضان – فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ): هل تجد رقبة تعتقها ؟ قال : لا ، قال : فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟ قال : لا ، قال : فهل تجد إطعام ستين مسكينا ؟ قال : لا ، قال : فمكث النبي (صلى الله عليه وسلم ) فبينا نحن على ذلك أُتي النبي (صلى الله عليه وسلم) بعرق فيه تمر – والعرق : المكتل – قال : أين السائل ؟ قال : أنا ، قال : خذ هذا ، فتصدق به ، فقال الرجل : على أفقر مني : يا رسول الله ؟ فوالله ما بين لابتيها – يريد الحرتين – أهل بيت أفقر من أهل بيتي ، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه ، ثم قال : “أطعمه أهلك “.
كما بين معاليه جانبا مشرقا من حياة النبي (صلى الله عليه وسلم ) في التعامل ، والصفات التي تحلى بها رسول الله ، والتي كمنت في شخصيته الكريمة وصاغتها أم المؤمنين خديجة (رضي الله عنها ) حيث قالت : والله لا يخزيكَ اللَّهُ أبَدًا، إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوَائِبِ الحَقِّ ، فهذه الصفات التي تجرد الإنسان من الأنانية ، وتجعله محبا للناس ، مخلصا لربه جل وعلا في عمله، موقنا أن جميع أموره بيد الله تعالى ، قال تعالى: ” قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ”, وقال تعالى: “قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير”، وغيرها من الشواهد التي تغرس في المسلم حسن التوكل على الله (تعالى)، مختتما معاليه اللقاء بكثير من الأبيات الشعرية في حب النبي محمد (صلى الله عليه وسلم )، التي لاقت اعجابا وقبولا من الحاضرين. هذا وقد أهدت وزارة الأوقاف مجموعة من أحدث إصداراتها لمكتبة النادي ، كما أبدى وزير الأوقاف استعداده لقيام الوزارة بعقد سلسلة ندوات تثقيفية بفروع النادي وتسجيله لعدة رسائل للشباب تبث عبر قناة النادي للشباب في إطار حرص وزارة الأوقاف على الوصول برسالتها التنويرية والتثقيفية إلى جميع شرائح المجتمع ولا سيما الشباب عملًا على تحصينه ثقافيًا ضد أية أفكار هدامة أو متطرفة .
هذا وقد أدار الندوة الإعلامي الكبير الأستاذ / شريف فؤاد .