في اليوم الثاني لمعسكر أبي بكر الصديق بالإسكندرية للأئمة الناجحين في إمام منطقة
أ.د / محمد نبيل السمالوطي :
الاطلاع على سائر العلوم يساعد الإمام في فهم الشخصية التي يخاطبها
ينبغي أن يكون الداعية ملمًّا بفقه الشرع وفقه الواقع لكي يكون إمامًا مستنيرًا
برعاية كريمة من معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة واصل الفوج الثالث لمعسكر أبي بكر الصديق بالإسكندرية للأئمة الناجحين في مسابقة ( إمام منطقة ) فعالياته لليوم الثاني على التوالي ، حيث عقدت مساء أمس الأحد ٣ / ١١ / ٢٠١٩ م المحاضرة الثانية تحت عنوان : ” حتمية الثقافة المجتمعية ” وحاضر فيها فضيلة أ.د / محمد نبيل السمالوطي العميد الأسبق لكلية الدراسات الإنسانية ، بحضور د/ خالد السيد غانم مدير عام بحوث الدعوة بوزارة الأوقاف والمشرف على المعسكر .
وفي بداية كلمته أكد د / محمد نبيل السمالوطي أنه في غاية السعادة للقائه بالأئمة الناجحين في مسابقة إمام منطقة وما تقوم به وزارة الأوقاف من جهود واسعة في مجال التثقيف والتدريب ، لما له بالغ الأهمية في تكوين الإمام علميًّا وفكريًّا ، مؤكدًا على ضرورة الاطلاع على سائر العلوم التي تساعد الإمام في فهم الشخصية التي يخاطبها ويتحدث معها ، كالعلوم النفسية والاجتماعية وغيرها ، وذلك لمخاطبة الناس وفق مستوى أفكارهم ، مشيرًا إلى أن الله (تعالى) منح الإنسان الكلام والسمع والبصر ، ثم قيد هذه المنح بتوظيفها فيما وضعت له ، يقول تعالى : ” وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أولئك كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ” .
فالداعية لا بد وأن يمتلك أمرين في دعوته حتى يكون إمامًا مستنيرًا ، الأمر الأول : أن يكون ملمًّا بفقه الشرع الحنيف ، وسطيًّا معتدلًا ، يحمل اليسر للناس ويظهر سماحة الإسلام ، لأن السماحة في الشريعة الإسلامية منهج رباني ، ومبدأ من المبادئ التي عامل الحق سبحانه بها عباده ، وأمرهم أن يتعاملوا بها فيما بينهم ، حتى وإن اختلفت أعراقهم أو عقائدهم ، فلقد عايش رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) غير المسلمين في مدينته ، فالإسلام منهج حياة شامل يسع الناس جميعًا، وقد قال الله تعالى آمرًا عباده المؤمنين بحسن المعاملة مع الناس جميعًا فقال : ” وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ” ، الأمر الثاني : أن يكون ملمًّا بفقه الواقع ، مطلعا على إمكانيات عصره ، واحتياجات المجتمع لخطابه الدعوي واضعا في اعتباره مراعاة الزمان والمكان والأشخاص ، فما يصلح من خطاب لبيئة قد لا يصلح لأخرى .
وفي ختام كلمته أشار سيادته إلى ضرورة إلمام الأئمة بالاستخدام الأمثل لوسائل التواصل الاجتماعي ومخاطرها على الفرد والمجتمع ، والتصدي للشائعات والمفاهيم المغلوطة ، والتثبت من الأخبار ، من أجل الحماية والتحصين الفكري للشباب ضد محاولات تزييف الوعي عبر مواقع التواصل الاجتماعي.