خلال المحاضرة التثقيفية الأولى للفوج الثالث بمعسكر أبي بكر الصديق التثقيفي للأئمة الناجحين في مسابقة إمام منطقة
أ.د / محمد سالم أبو عاصي عميد كلية الدراسات العليا الأسبق :
المسجد يبني الإنسان بناءً معنويًّا
ويصنع جيلاً صالحًا يخدم الدين والوطن
الإمام المثقف المتفاعل يسهم في تحقيق الأمن والأمان
لمجتمعه ونشر الفضيلة فيه
برعاية كريمة من معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة ، ومواصلةً لدور وزارة الأوقاف التوعوي والتنويري ، بجانب رسالتها الدعوية كان الاهتمام بعملية التأهيل والتدريب النوعي المستمر والمكثف نهوضًا بالجانب الفكري عند السادة الأئمة ، وتنويعًا للزاد الثقافي لديهم ، وخلال فعاليات الفوج الثالث لمعسكر أبي بكر الصديق التثقيفي الصيفي ، والذي يستضيف عدد (٤٨ ) إمامًا من شباب وزارة الأوقاف الناجحين في مسابقة إمام منطقة ، إضافة إلى عدد ( 40 ) إمامًا من أئمة أوقاف الإسكندرية المتميزين ، أُقيمت أمس السبت٢ / ١١ / ٢٠١٩م المحاضرة التثقيفية الأولى تحت عنوان : ( دور المسجد في خدمة المجتمع) ، حاضر فيها : الأستاذ الدكتور/ محمد سالم أبو عاصي عميد كلية الدراسات العليا الأسبق .
وقدم للندوة وأدارها الدكتور / خالد السيد غانم مدير عام البحوث والدعوة بوزارة الأوقاف والذي بين أن وزارة الأوقاف تشهد طفرة كبيرة في مجال التدريب لصقل مهارات الأئمة العلمية والدعوية بما يحقق نشر رسالة الإسلام السمحة بفكر وسطي معتدل.
وفي كلمته أكد أ.د/محمد سالم أبو عاصي أن المسجد هو أول بناء في المجتمع ، وهو ما فعله رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعدما هاجر إلى المدينة ، لأن المسجد هو مصنع الرجال ؛ فالمصانع نوعان : مادية ومعنوية ، فالأشياء ليست كلها مادية فعندنا مشاعر وحب وفكر وعقل ، والمسجد له دور بارز في هذا الشأن فهو يبني الإنسان بناء معنويا ، ويعمل على إنشاء جيل صالح يخدم هذا الدين والوطن ، كما أن المسجد يبني الإنسان بناء عقديا ، وأخلاقيا وسلوكيا ، ودورنا أن نعلم الناس الدين بالوعظ المنضبط بالشرع، وعمل الداعية هو من أرقى الأعمال التي تخدم الدين والناس ، والدعاة إلى الله أعلى الناس مكانة ؛ حيث وصفهم ربنا (سبحانه ) بقوله :{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } ، والإمام المثقف المتفاعل يسهم في تحقيق الأمن والأمان لمجتمعه ونشر الفضيلة فيه ، ومع جمهوره مقدم بين الناس ؛ فيأتمون به في عباداتهم ، ويقتدون بسلوكه في حياتهم ، فهو يجمع بين العلوم الشرعية والعلوم الإنسانية ، ويكفي الإمام المستنير شرفًا أن السلام والأمان والوئام يشيع على يديه وتنشر به الفضيلة من سلوكه وفكره وآرائه للناس وفتواه بينهم .
وفي ختام كلمته وجه سيادته جموع الأئمة من الحاضرين أن يبذلوا قصارى جهدهم في رفعهم الحرج عن الناس والتخفيف من آلامهم وهموهم ، وأن لا يفرض الإمام قناعته الذاتية على الناس.