*:*الأخبارأخبار الأوقاف2
وزير الأوقاف خلال الندوة الثقافية لمناقشة كتاب : “الحوار الثقافي بين الشرق والغرب” بالمجلس الأعلى للثقافة:
لدينا مشروع فكري متكامل في قضايا تجديد الخطاب الديني
ويؤكد:
الحوار ضرورة لبناء جسور التفاهم والتقارب بين الأمم والشعوب
وينبغي أن نؤصل للحوار داخل الأسرة والمؤسسات
مدير مكتبة الإسكندرية:
وزير الأوقاف عالم من طراز خاص وكتاب الحوار الثقافي بين الشرق والغرب وثيقة هامة في مجال الثقافة
عميد كلية الإعلام:
سعيدة بالمشروع التنويري الذي تتبناه وزارة الأوقاف
أ/ إبراهيم نصر :
وزير الأوقاف فتح بابًا واسعًا للتعاون المشترك مع مؤسسات الدولة وكتاب الكليات الست يعد أنموذجًا واعيًا للتجديد
بمقر المجلس الأعلى للثقافة نظمت وزارة الثقافة ندوة ثقافية كبرى الخميس 25 /10/ 2019 م لمناقشة كتاب : “الحوار الثقافي بين الشرق والغرب” إشراف وتقديم أ. د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، بمشاركة كل من : أ.د/ مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية ، و أ.د/ هويدا مصطفى عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة ، وأدار الندوة أ. د/ هشام عزمي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة ، وبحضور أ . د/ إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة المصرية ، ولفيف من المفكرين والمثقفيين والإعلاميين والصحفيين.
وفي بداية الندوة رحب أ.د/ هشام عزمي بمعالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة ، وبالسادة الحضور ، مشيرًا إلى أن هذه الندوة مميزة لأهمية موضوعها , ومميزة لقامة وقدر وقيمة معالي وزير الأوقاف القائم على إعدادها , مؤكدًا أن الحوار بين الشرق والغرب أصبح ضرورة ملحة ، والوقوف على المعوقات التي تقف حجر عثرة في طريقه ، ويأتي هذا الكتاب في توقيت مهم حيث إن البشرية في حاجة ماسة إلى التسامح والتعايش فيما بينها.
وفي بداية كلمته قدم معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة الشكر لوزيرة الثقافة على احتضانها الثقافي لهذا العمل ، ولكل المشاركين والحضور ، مؤكدًا أننا نبني مشروعًا فكريا متكاملا في قضايا تجديد الخطاب الديني يجنح للإطار الثقافي الذي يجمع ولا يفرق ، كما أن هذا الكتاب يأتي في سلسلة إصدارات بالتعاون مع وزارة الثقافة منها هذا الكتاب ، وكتاب حماية الكنائس في الإسلام ، وفقه الدولة وفقه الجماعة ، وبناء الشخصية الوطنية، مبينًا معاليه أن ديننا الحنيف قائم على الإيمان بالتنوع والاختلاف ، فهو آية من آيات الله وسننه الكونية ، حيث يقول سبحانه: “وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ” ، وأن من يحاول أن يحمل الناس حملا على دين واحد ، أو مذهب واحد ، أو لغة واحدة ، أو أيدلوجية واحدة فهو معاكس لسنة الله الكونية لأن الله يقول :” وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ”.كما أكد معاليه أن أكثر الأمم إيمانًا بحق التنوع والاختلاف وقبول الآخر وترسيخ أسس التعايش السلمي ؛ هي أكثر الأمم أمنًا واستقرارًا وتقدمًا ورخاءً وازدهارًا في جميع المجالات ، وأن الأمم التي وقعت في أتون الاحتراب والاقتتال الطائفي أو المذهبي أو العرقي دخلت في دوائر فوضى ودمار عصفت بكيانها وأصل وجودها ، وعلى أقل تقدير مزقت أوصالها وهزت كيانها ، ولو أن البشرية أنفقت على التنمية معشار ما تنفقه على الحروب لتغير حال البشرية وعمها الأمن والاستقرار ، فالتنوع قوة وثراء لو أحسنا التعامل معه . كما بين معاليه أن الحوار ضرورة لبناء جسور التفاهم والتقارب بين الأمم والشعوب , حيث يقول الحق سبحانه : “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ” ، وأنه يعمل على نشر وترسيخ ثقافة التسامح والتعايش السلمي بين البشر , واعتماد لغة الحوار بديلا للصدام ، كما أنه يدعو إلى تحكيم لغة العقل وسعي جميع الأطراف إلى نبذ العنف والكراهية والتطرف والإرهاب ، موضحًا معاليه أنه ينبغي أن نؤصل للحوار داخل الأسرة والمدرسة والمؤسسات ، وأن يسمع بعضنا بعضًا لإعلاء القيم المشتركة , وتجنب جميع مظاهر الأنانية والاستعلاء في التعامل مع الآخر .وفي سياق متصل أشار معاليه إلى أن وزارة الأوقاف أخرجت وثيقة القاهرة للمواطنة ، والتي لاقت إجماعًا عالميًا ، وقد أكدنا فيها على احترام الإنسان لقوانين الدولة التي يعيش فيها ، سواء أكان يعيش في دولة مسلمة أو غير مسلمة ، مؤكدًا أنه يجب أن يفهم الغرب الإسلام ، وأن يفهم الإسلام مدنية الغرب ، فإنهما إذا تفاهما زال ما بينهما من سوء ظن، وأمكن أن يعيشا معًا متعاونين ، يؤدي كل منهما نصيبه من خدمة الإنسانية ، كما ينبغي على العلماء المسلمين أن يبينوا مدَنية الغرب على حقيقتها ليحل التعارف محل التناكر ، ويحل السلام محل الخصام .وفي ختام كلمته أكد معاليه أنه ينبغي التركيز على الإفادة من النافع والمفيد ، وغض الطرف عن خصوصيات الآخر الثقافية التي لا تتفق مع قيمنا وحضارتنا ، في ضوء الاحترام المتبادل بين الأمم والشعوب ، من غير أن يحاول الغرب أن يفرض قيمه وأنماط حياته الخاصة على الشرق ، ولا أن يحاول الشرق حمل الغرب حملا على مفردات حضارته وثقافته وقيمه وتراثه ، بل على الجميع أن يُعلي من شأن القيم المشتركة، وما أجمعت عليه الشرائع السماوية والقيم الإنسانية، فيبحث الجميع عن المتفق عليه ، ويعذُر بعضهم بعضًا في المختلف فيه .
وفي كلمته ثمن أ.د/ مصطفى الفقي المجهود الكبير الذي يقوم به معالي وزير الأوقاف أ. د/ محمد مختار جمعة ، واصفًا معاليه بالوزير الشجاع الذي لا يمسك العصا من المنتصف ، وأنه عالم من طراز خاص ، ومتحدث رصين ، وله مواقف كثيرة ينبغي أن تحمد له ، ويجب أن نعتبر كتاب: ” الحوار الثقافي بين الشرق والغرب” وثيقة هامة في مجال الثقافة ، وأن هذا الكتاب ينبغي أن يحمد عليه معالي وزير الأوقاف ، والذي أشرف عليه وقدم له ، وهو في كل سطر يتحدث عن مرجع فهو وثيقة .
مبينًا أن تبني وزارة الثقافة لمناقشة هذا الكتاب أمر في غاية الأهمية ، لأن الدين في مصر متجذر في أعماق المصريين ، والحضارة الفرعونية مرتبطة بعقيدة الموت وما بعد الموت ، ونحن نسبق العالم كله في الحديث عن الديانات ؛ لأن مصر هي المعينة بالشأن الإسلامي ، وأن الحوار ليس بين الأديان ولكن بين أتباع الأديان ، وعلينا الابتعاد عن التعصب والكراهية ، وأن حركة الاستشراق قد ركزت على مصر ، فصورة الإسلام تؤخذ لديهم من مصر وبعض الدول ليتعرفوا على حقيقته .
وفي كلمتها أعربت أ.د/ هويدا مصطفى عن سعادتها بالمشروع التنويري الذي تتبناه وزارة الأوقاف ، وأن التلاقي بين الدين والثقافة يعظم عملية التنوير المجتمعي ، وهذا الكتاب قد جاء في وقته نظرًا لأننا نتحدث في إشكالية الفكر المتطرف وعدم قبول الآخر ، فعندما نجد كتابًا بهذا المحتوى يواجه هذه الإشكالية فإننا ندعو لانتشاره في جميع المحافل والمنتديات الثقافية ، حتى يصل إلى الجامعات والمؤسسات التربوية المختلفة .كما أكدت على أن هناك إشكالية في الحوار حيث إن كل طرف يرغب في أن تسود ثقافته مما يجعل الحوار الثقافي وتقبل الآخر أمر في غاية الأهمية ، وأنه لن يحدث استقرار في المجتمع إلا من خلال الحوار مع الآخر على أسس قوية.
وخلال مداخلته أكد أ/ إبراهيم نصر أن وزير الأوقاف فتح بابًا واسعًا للتعاون المشترك مع مؤسسات الدولة ، وأن كتاب الكليات الست يعد أنموذجًا واعيًا للتجديد، كما استطاع معالي وزير الأوقاف أن يسترد المنبر من الجماعات المتطرفة ، وحافظ على نقائه وسلامته.