وزارة الأوقاف تنظم ندوة بعنوان: السماحة والتيسير في القرآن الكريم ضمن فعاليات المسابقة العالمية الحادية والعشرين لحفظ القرآن الكريم
نظمت وزارة الأوقاف مساء السبت الموافق 5 / 4 / 2014 م ندوة بعنوان ” السماحة والتيسير في القرآن الكريم ” ضمن فعاليات المسابقة العالمية الحادية والعشرين لحفظ القرآن الكريم في الفترة من 5 إلى 10 / 4 / 2014 م ، والتي تنظمها الوزارة برعاية كريمة من فخامة رئيس الجمهورية المستشار عدلي منصور ، ورئاسة معالي وزير الأوقاف أ .د / محمد مختار جمعة، أدار الندوة أ . د / أحمد علي عجيبة أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وفي بداية الندوة تحدث أ. د / أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء قائلاً : نتقدم بالشكر لوزارة الأوقاف على هذه الرعاية الكريمة ، فلا شيء أعظم من كتاب الله تعالى تجرى حوله البحوث والمسابقات ، ويستقي منه العلماء ، وهو الكتاب الخالد إلى قيام الساعة مؤكدا أن الإسلام كله دعوة للسماحة والتيسير، والقرآن دعانا لذلك فالله أمرنا أن نؤمن به وبجميع كتبه ورسله قال تعالى ” آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ”، مشيرا إلى أن الدين الحنيف يأمرنا في الدعوة إليه بالسماحة واليسر قال تعالي: ” ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ”، مضيفا أنه من عظم سماحته وتيسيره أنه لا يكره أحدًا علي الدخول فيه قال تعالى: ” لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ” .
وأوضح أن قضية السماحة والتيسير لها أهميتها في هذه المرحلة الراهنة التي تعيشها أمتنا العربية والإسلامية ، قائلا: علينا التواصي بنشر هذا المنهاج الإسلامي الذي دعا إليه القرآن ورسولنا العظيم ( صلى الله عليه وسلم ) .
ومن جانبه قال أ . د/ طه أبو كريشة ، نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء: إننا نرى في القرآن الكريم توجيهات متعددة في الأقوال والأفعال والمعاملات ، فالدعوة إلى السماحة في القول من خلال القول الحسن ، ونرى الأمر الإلهي العام لكل المسلمين بالأمر بالسماحة في الأقوال، ومن شواهد ذلك في القرآن الكريم قوله تعالى” ..وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ..” البقرة : 38 ، ” وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا” الإسراء: 53) ، والنهي عن القول السيء ومن شواهد ذلك قوله تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ “(الحجرات: 11) .
وأشار د أبو كريشة إلى أن الدعوة للتقوى تتطلب لباس السماحة ” لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (الحجرات : 13) وأضاف أن هذا التآلف والتعارف لن يكون إلا بالسماحة في المشاعر والأقوال والأفعال والسلوك الإنساني العملي، وأوضح أن الآخر لن يعرف حقيقة ديننا إلا من خلال سلوكنا ، ووصى المتسابقين أن يكونوا خير دعاة لهذا الدين من خلال سيرهم على نهج القرآن الكريم.