خلال برنامج ندوة للرأي من مسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها) بمحافظة القاهرة
علماء الأوقاف يؤكدون :
تحية إجلال وتقدير لقواتنا المسلحة
قواتنا المسلحة صمام أمان لوطننا
وجيش مصرخير أجناد الأرض
برعاية كريمة من معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة , وفي إطار الدور التثقيفي والتنويري الذي تقوم به وزارة الأوقاف لتجديد الخطاب الديني , ونشر الفكر الوسطي المستنير , وبالتعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام , وقطاع القنوات المتخصصة بالتليفزيون المصري , نظمت وزارة الأوقاف مساء أمس الثلاثاء 8 / 9 / 2019م بعد صلاة المغرب من مسجد السيدة ” نفيسة ” (رضي الله عنها) بمحافظة القاهرة ندوة للرأي بعنوان : ” نصر أكتوبر المجيد ” ، حاضر فيها كل من : أ.د/ عبد الله النجار عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية ، وفضيلة الشيخ / جابر طايع يوسف رئيس القطاع الديني بالوزارة ، وبحضور جمع غفير من رواد المسجد ، حرصًا منهم على تعلم أمور دينهم والتعرف على مبادئ الدين الحنيف ، وأدار الندوة وقدم لها الإعلامي أ / عمر حرب .
وفي بداية كلمته أشاد فضيلة الشيخ /جابر طايع بالبرنامج الذي يعالج قضايا كثيرة , ويصحح الأفكار الخاطئة , والمفاهيم المغلوطة , كما أنه يساهم إسهامًا كبيرًا وفعالًا في إبراز دور وزارة الأوقاف في نشر الفكر الوسطي المستنير , وبمناسبة ذكرى نصر أكتوبر المجيد تعقد وزارة الأوقاف في هذا الشهر مائة ندوة للرأي تتحدث عن انتصارات أكتوبر المجيد , وفي هذه الندوة إذا كنا نتحدث عن حرب أكتوبر ؛ فلا نستطيع أن نوفيها حقها لأننا لسنا عسكريين , ولسنا قادة جيوش , حتى نقدر حجم هذه المعركة , وحسبنا أن نتحدث عن استبسال أبطالنا في هذه الحرب , ونشعر بالفخر والعزة لما كانوا عليه من رجولة , لأن الرجولة كما علمها لنا الإسلام لا تكون بالنوع الإنساني , بل إن الرجولة تكون بالمواقف , والتي قال عنها الله (عز وجل) : “مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ” وقال سبحانه : “وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ” , فالرجولة ليست بالنوعية , فكم من رجال تبحث عنهم في المواقف تجدهم يبتعدون عن مواطن الرجولة , لذا ورد عن سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) أنه قال لأصحابه : ” تمنوا ، فقال أحدهم : أتمنى لو أن هذه الدار مملوءة ذهبا أنفقه في سبيل الله ، ثم قال عمر : تمنوا ، فقال رجل آخر : أتمنى لو أنها مملوءة لؤلؤا وزبرجدا وجوهرا أنفقه في سبيل الله وأتصدق به ، ثم قال : تمنوا ، فقالوا : ما ندري ما نقول يا أمير المؤمنين؟ فقال عمر : ولكني أتمنى رجالاً مثلَ أبي عبيدة بن الجراح ، ومعاذ بن جبل ، وسالم مولى أبي حذيفة ، فأستعين بهم على إعلاء كلمة الله ” .
وفي ختام كلمته أشار إلى أن التاريخ يشهد أن رجال القوات المسلحة الأبطال صدقوا ماعاهدوا الله عليه , لأنهم كانوا رجالًا في يوم السادس من أكتوبر , وشعارهم الله أكبر , وعلى مر التاريخ تثبت القوات المسلحة أنها صمام الأمان لهذا الوطن ، وتحميه من شرذمة قليلة متطرفة تريد هدم وإسقاط هذا الوطن بحجة إقامة خلافة مزعومة , وما البلدان التي سقطت عنا ببعيد رغم أنها كانت لها أرقامًا قياسية وقوة في المعادلة ، لكن عندما سقط جيشها سقطت في براثن الدول التي تريد نهب خيراتها وثرواتها , فتحية لهؤلاء الأبطال من أول رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى أصغر جندي , ونقول لهم نحن نؤيدكم فيما تقومون به من ثورة الإصلاح والتقدم التكنولوجي وشبكات الطرق وجميع المشروعات التي ترفع من قيمة هذا الوطن .
وفي بداية كلمته أكد أ.د/ عبد الله النجار أن النصر من أعظم النعم التي أنعم الله بها على الإنسان , لأنه لايكون إلا من عند الله لذا أضافه الله تعالى إلى نفسه , فقال سبحانه : “وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّه” , وقال تعالى : ” يَأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ” , والنصر الذي أكرمنا الله تعالى به من أجل النعم , لأنه حمى لنا الأرض التي نسكن عليها ونزرع فيها ونأكل منها , وحفظ لنا دين الله عزوجل لأن الدين لم ينزل في الفضاء أو يطبق في الفضاء , بل لا بد للدين من دولة قوية آمنة تحمله وتحميه , فلكل هذه النعم وغيرها ؛ يتبين أن الدفاع عن الوطن من مقاصد الشرع الحنيف , كما أن هذا النصر يحفظ على الناس عزتهم وكرامتهم , قال تعالى : ” وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ” , فالله تبارك وتعالى يطلب منا أن نكون أعزاء في ديننا ووطننا , وأن تكون حياتنا بكرامة , وأصحاب اليد العليا , وقال صلى الله عليه وسلم “اليدُ العليا خيرٌ من اليدِ السُّفلى” , وهو ماتحقق من خير أجناد الأرض , حيث أثبتوا أن يدهم هي العليا , ومحوا ماتعرضوا له من قبل , بفضل هؤلاء الجنود الذين جادوا بأنفسهم وهم يدافعون عن تراب هذا الأرض بكل صدق وأمانة ودون اعتداء .
وفي ختام كلمته أشار إلى أن جيش مصر خير أجناد الأرض , قال صلى الله عليه وسلم : ” إن جند مصر من خير أجناد الأرض لأنهم وأهليهم في رباط إلى يوم القيامة ” , ونحن لم نر من هذا الجيش إلا كل الخير لكل من في الوطن , أما من يتطاولون على هذا الجيش فكلما رأوا خيرا وتقدما وانتصارا ازدادوا حقدا وغلا على هذا البلد , فهؤلاء يجب أن ينالوا احتقار الناس وازدراءهم , ولا بد أن نختم بتوجيه تحية من القلب لكل فرد من أفراد جيشنا من أقل جندي لأعلى رتبة عسكرية , كما نوجه التحية لأفراد الشرطة المصرية الذين يؤدون دورهم النبيل بعيون تبيت تحرس في سبيل الله , ونوجه التحية لسيادة الرئيس/ عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية , ونقول له : سر على بركة الله ولا تنظر لهؤلاء المأجورين .