خلال الندوة التي أقامتها وزارة الأوقاف بالتعاون مع صحيفة عقيدتي بمســجــد ” الرضوان ” بالجيزة
علمـاء الأوقــاف يـؤكــدون :
الدفاع عن الوطن كالدفاع عن الدين سواء بسواء
ملحمة العبور تجسيد حقيقي للشهادة في سبيل الله
الشهادة منزلة سامية ودليل اصطفاء من الله تعالى
برعاية كريمة من معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة أقامت وزارة الأوقاف بالتعاون مع صحيفة عقيدتي ندوة علمية كبرى بمسجد ” الرضوان ” بالجيزة ، تحت عنوان : ” منزلة الشهداء والتضحية في سبيل الوطن ” عقب صلاة المغرب مساء أمس السبت 5 / 10/ 2019م ، ويأتي ذلك في إطار دور وزارة الأوقاف ، واستمرارًا لرسالتها الدعوية التي تهدف إلى تبصير الناس بأمور دينهم ، وغرس القيم الأخلاقية والمجتمعية الراقية التي أتى بها ديننا الحنيف ، وحاضر فيها كل من : الدكتــور / السيد مسعد السيد وكيل مديرية أوقاف الجيزة ، والدكتــور / عبدالناصر نسيم عطيان بالديوان العام ، والشيخ / محمود محمد مندوه إمام وخطيب بأوقاف الجيزة ، وحضر الندوة جمع غفير من المصلين حرصًا منهم على تعلم أمور دينهم ، وأدار الندوة وقدم لها الأستاذ/ إبراهيم نصر مدير تحرير صحيفة عقيدتي .
وفي كلمته أكد د/ السيد مسعد أن التذكير بأيام الله من سنن المرسلين قال تعالى: “وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ” , ومن هذه الأيام ذكرى نصر أكتوبر المجيد , والذي يستوجب منا شكر الله على هذه النعم التي لا حد لها قال تعالى: ” وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ” , ومن هذه النعم حفظ الله لمصر ووصفها بما وصف به جنته وحرمه , فقال الله (عز وجل) في وصف جنته : ” إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ ” , وقال في وصف حرمه : ” وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ” , ثم قال في وصف مصر : “اُدْخُلُوا مِصْر إِنْ شَاءَ اللَّه آمِنِينَ “, فيجب علينا أن نحميها وندافع عنها , لأن حفظ الأوطان من صميم مقاصد الأديان , والشهيد الحق هو الذي يدافع عن أَرضه وعرضه ووطنه ، فالدفاع عن الوطن والعرض عند المسلم الحق كالدفاع عن النفس والدين والمال ؛ لأن الدين لا بد له من وطنٍ يحمله ويحميه ، فعن سيدنا سعيد بن زيدٍ (رضي الله عنه) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ” مَنْ أُصِيبَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَمَنْ أُصِيبَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَمَنْ أُصِيبَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ” ، ومن ثم اقترن معنى الشهادة بتضحية المرء بنفسه في سبيل الله ، في كل موقف يتطلب فيه الدفاع عن الدين لإعلاء كلمة الله تعالى ، وعن الأرض لصيانتها ورد العدوان عنها ؛ لأن حب الوطن من الإيمان ، فهنيئا لشهداء ملحمة العبور الخالدة ، أولئك الذين ارتوت بدمائهم الزكية أرض مصر الطاهرة ، فارتفعت أرواحهم إلى الله (عز وجل) وفازوا برضوانه ، والنعيم الذي وعدهم الله سبحانه وتعالى به .
وفي كلمته أكد د / عبدالناصر نسيم عطيان أن للشهيد عند ربه ست خصال حيث قال (صلى الله عليه وسلم) : ” لِلشَّهِيدِ عندَ اللهِ ستُّ خصال : يُغفرُ لهُ في أولِ دفعةٍ ، ويَرى مقعدَهُ منَ الجنةِ ، ويُجارُ منْ عذابِ القبرِ ، ويأمنُ منَ الفزعِ الأكبرِ ، ويُوضعُ على رأسِهِ تاجُ الوقارِ ، الياقوتةُ منها خيرٌ منَ الدنيا وما فيها ، ويُزوَّجُ اثنتينِ وسبعينَ زوجةً من الحورِ العينِ ، ويُشفَّعُ في سبعينَ منْ أقاربِهِ -وَفِي لَفْظٍ- مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ ” ، كما أن الشهيد في سبيل الله يكون مع أول زمرةٍ تدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب ، فعن سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص (رضي الله عنهما) قال : سمعت رسول اللَّه (صلى الله عليه وسلم) يقول : ” إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَدْعُو يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْجَنَّةَ، فَتَأْتِي بِزُخْرُفِهَا وَرِيِّهَا ، فَيَقُولُ : أَيْنَ عِبَادِيَ الَّذِينَ قَاتَلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَقُتِلُوا فِي سَبِيلِي ، وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي ، وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِي ، ادْخُلُوا الْجَنَّةَ ، فَيَدْخُلُونَهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلا عَذَابٍ ، فَتَأْتِي الْمَلائِكَةُ ، فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا نَحْنُ نُسَبِّحُ لَكَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ، وَنُقَدِّسُ لَكَ ، مَنْ هَؤُلاءِ الَّذِينَ آثَرْتَهُمْ عَلَيْنَا ؟ فَيَقُولُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: هَؤُلاءِ الَّذِينَ قَاتَلُوا فِي سَبِيلِي ، وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي ، فَتَدْخُلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ مِنْ كُلِّ بَابٍ ” سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ ، فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ”.
وفي كلمته أكد الشيخ/ محمود محمد مندوه أن للشهادة في سبيل الله (عز وجل) ثمرات عظيمة منها : ما أخبر الله تعالى به في كتابِه الكريم أن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون ، يقول تعالى : “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ” , وقال سبحانه : ” وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَـكِن لَّا تَشْعُرُونَ” , ومنها أن مقام الشهادة منحة ربانية وهبة إلهيةٌ من الله تعالى ، يمتن الله (عز وجل) بها على أحب خلقه إليه بعد النبيين والصديقين ، قال تعالى : ” وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ” ، وهي منزلة سامية يخص الله بها البعض من عباده المؤمنين قال تعالى : ” وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ” ، وقال تعالى : ” إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ “.