خلال الجلسة العلمية الرابعة لليوم الثاني بعنوان ” عوامل بناء الدول ”
أ.د/ محمود الهباش :
بناء الدول يحقق الاستقرار لكل بني البشر
أ.د/ سميرة رجب :
تعزيز قيمة المواطنة و القيم والأخلاق
أحد أهم مقومات بناء الدولة
أ.د/ صابر عبد الدايم :
يشيد برؤية معالي وزير الأوقاف المصرية
المعتدلة المتزنة النابعة من رحابة الفكر المستنير
أ.د/ السيد محمد الديب :
الثقافة تمثل أهمية بالغة وعلامة فارقة
في حياة الشعوب
د/ عبد الله حسين الشيعاني :
وسائل الإعلام لها دور في تنمية التواصل
بين الأفراد
أ / مهند خورشيد :
ما تقتضيه مصلحة الوطن
هو من شرع الله تعالى
د/ سليم علوان :
الفكر المتطرف نابع من الجمود وفرض الوصاية
عيسى خيره روبله :
للإعلام دور بارز في مواجهة
هذه الأفكار الهدامة والدامية
لليوم الثاني على التوالي لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية انطلقت فعاليات الجلسة العلمية الرابعة تحت عنوان ” عوامل بناء الدول” برئاسة أ.د/ محمود الهباش رئيس الأوقاف الأسبق بفلسطين , وعضوية أ.د/ صابر عبد الدايم يونس عميد كلية اللغة العربية الأسبق , وأ.د/ السيد محمد الديب الأستاذ بجامعة الازهر , وأ.د/ سميرة رجب وزير دولة سابق بالبحرين , و د/ عبد الله حسين الشيعاني الإعلامي لرابطة العالم الإسلامي , و د/ سليم علوان أمين عام دار الإفتاء بالمجلس الأعلى في استراليا , وعيسى خيره روبله المدير العام لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي.
وفي بداية الجلسة أكد أ.د/ محمود الهباش أن هذه الجلسة التي نتحدث فيها عن عوامل بناء الدول , لا نتحدث عنها كعناصر جزئية , ولكن نتحدث عن المنظومة العالمية التي تحقق الاستقرار لكل بني البشر .
وفي بداية كلمتها قدمت أ.د/ سميرة رجب الشكر والتقدير لمعالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة على الدعوة الكريمة التي يوجهها كل عام , مؤكدةً أن العوامل الأساسية لبناء الدول في وقتنا المعاصر تختلف باختلاف الزوايا , حيث تحولت مسألة بناء الدولة في القرن الحالي إلى ارتباط وثيق بالواقع المعاصر , كما أكدت أن بناء الدول يتطلب مجموعة من العناصر منها: اعتماد مبدأ الديمقراطية في الحكم والفصل بين السلطات , ويعتمد على شرعية الدستور والقانون , ومنها : تعزيز بناء مؤسسات الدولة وتعزيز قيمة المواطنة و القيم والأخلاق.
وفي كلمته قدم أ.د/ صابر عبد الدايم الشكر والتقدير لمعالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة على تنظيمه واختياره لعنوان هذا المؤتمر ,مشيدًا برؤيته المعتدلة المتزنة النابعة من رحابة الفكر المستنير في تناول قضايا العصر , مؤكدًا أن العقل الإنساني غذاؤه التزود بالمعرفة الشمولية المتنوعة , التي تقتحم حواجز التعصب , وأن الرجل المثقف غير معزول عن حركة الأمة ولا هو غائب عن صنع حاضرها والتخطيط لمستقبلها.
كما أكد سيادته أن الأمة الإسلامية أمة ذات علم وحضارة وقد قامت النهضة الأوروبية على دعائم الحضارة الإسلامية الزاهرة , والمسلمون في حاجة إلى الالتفاف حول القيم التي تذخر بها الحضارة الإسلامية , كما ينبغي التخلي عن كافة الأفكار والدعاوى التي تقوم على الصراع بين الحضارات واستعلاء بعضها على البعض الآخر , كما وجه بضرورة تجديد الأحكام الفقهية الاجتهادية لمواجهة التطورات الاجتماعية والسياسية والثقافية في العالم المعاصر.
وفي كلمته أكد أ.د/ السيد محمد الديب أن الدولة كيان قائم بذاته , وهي مجموعة كبيرة من الأفراد يقطنون إقليمًا معينًا وبنظام حكم معين , فالثقافة تمثل أهمية بالغة وعلامة فارقة في حياة الشعوب , وهي تترجم ما يُختزل في الذاكرة , كما أنها عامل رئيسي في الارتقاء بالفكر الجماهيري والتواصل بين الشعوب.
وفي كلمته أكد د/ عبد الله حسين الشيعاني أن الأمم المتقدمة أصبحت تعتمد اعتمادا كليًا على وسائل الإعلام المتقدمة ، ولم يعد يقصد بها نقل الأخبار والحوادث التى تقع ويهتم بها المجتمع فقط، وإنما تعزز هوية الشباب وحمايتهم من أفكار الصدام الحضاري ، مطالبًا بتخصيص برامج حوارية مفتوحة تناقش القضايا الاجتماعية والصحية والبيئية ويلتقي فيها المسئول بالمواطنين مباشرة , مبينًا أن وسائل الإعلام لها دور في تنمية التواصل بين الأفراد بعضهم البعض , فالفرد جزء مهم في المنظومة العامة، لا يمكن فصله عن المجتمع
وفي كلمته أكد الأستاذ / مهند خورشيد من ألمانيا أن كل ما تقتضيه مصلحة الوطن فهو من شرع الله تعالى , مما يؤكد أننا في حاجة ماسة إلى إعادة قراءة تراثنا الفكري قراءة جديدة بروح عصرية ثاقبة وواعية ؛ لإيصال الرسائل المقاصدية للشريعة الإسلامية , مشيدًا بإصدارات وزارة الأوقاف التي تمثل الفكر الوسطي المستنير في واقعنا المعاصر , وينبغي أن نستبدل خطاب التفرقة والتشرذم إلى خطاب الوحدة والتماسك , وخطاب الغلظة والكراهية إلى الرحمة والمودة , قال تعالى: ” وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ”.
وفي كلمته أكد أ.د/ سليم علوان أمين عام دار الفتوى بالمجلس الإسلامي الأعلى فـي استراليا أن أكثر الأفكار المتطرفة تأثيرًا اليوم في ساحة العمل على امتداد الوطن الإسلامي هما فكران: فكر يدعو إلى الجمود بتكفير كل من قام بعمل مستحدث لم يكن في زمن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، وفكر يزعم الوصاية على الإسلام وأنه يريد إنشاء المجتمع المسلم فيكفر كل البلاد الإسلامية.
كما بين أن التحريض على القتل كان هو المرتكز الأساس عندهم ، لأنهم يعتبرون المجتمع جاهليًّا، فكانوا يكفرونه، بل كانوا يكفرون كل من اختلف معهم، إلى حد تكفير بعضهم بعضًا، فأي علاقات سيقيمونها بعد ذلك؟، وأي نظام سيطبقون وقد بدأوا باغتيال الشعب قبل الوصول إلى السلطة؟! ومتى صار كل من يحفظ آية شيخًا يفتي وزعيمًا يقود؟ ومتى صارت بيانات جماعاتهم مصدرًا للتشريع؟ إن هي إلا ضلالات يغذيها التطرف والغلو والجمود والأهواء السقيمة.
وفي كلمته أكد عيسى خيره روبله , المدير العام لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي أن الدولة الوطنية تعني الحفاظ على مصالح الأمة وتحويل ثقافتها إلى خطط وسياسات حضارية , مبينًا أنه في العقدين الأخيرين صار التشدد والتطرف سائدًا في الدول تحت مسمى الإسلام , والإسلام منه برئ , وهنا يأتي الدور الثمين للإعلام في مواجهة هذه الأفكار الهدامة والدامية التي تعوق انتشار الإسلام وتشوه الصورة الحقيقية السمحة له , لذا ينبغي على وسائل الإعلام أن توجه برامجها لخدمة الفرد والمجتمع ليكون الجميع يدًا واحدة ضد الأفكار المتطرفة من أجل بناء الدولة الوطنية الحديثة.