فعاليات جلسة الواعظات في اليوم الثاني للمؤتمر الدولي الثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية
أمين مجمع الفقه بجدة :
سيادة الرئيس/ عبد الفتاح السيسي
يبني دولة عصرية بنهضة حقيقية
يمنى أبو النصر :
المرأة طوق نجاة للأسرة بأكملها
وفاء عبد السلام :
للمرأة دور كبير في تحصين النشء
من الأفكار الهدامة
نيفين مختار :
الدفاع عن الأوطان من أهم مقاصد الأديان
ميرفت عزت :
التاريخ شاهد على رجاحة عقل المرأة
وقدرتها على سياسة الأمور
لليوم الثاني على التوالي انعقدت الجلسة العلمية الثانية لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الثلاثين”جلسة الواعظات” برئاسة أ.د/ عبد السلام العبادي أمين مجمع الفقه بجدة , وبعضوية واعظات الأوقاف المصرية وهن : الواعظة/ يمنى أبو النصر , والواعظة / وفاء عبد السلام , والواعظة / نيفين مختار , والواعظة/ميرفت عزت.
وفي بداية الجلسة أعرب أ.د/ عبد السلام العبادي عن إعجابه الشديد بموضوع المؤتمر في ظل الظروف المعاصرة , لاسيما وقد تصدى لمناقشة هذا الموضوع مجموعة كبيرة من علماء الأمة من أكثر من خمس وخمسين دولة , مثمنًا رعاية السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية ، والذي يبني دولة عصرية بنهضة حقيقية على أساس من الوسطية , والفكر المستنير , ويولي الموضوعات المعاصرة وما تحتاج إليه الدولة اهتمامًا كبيرًا .
وفي بداية كلمتها أكدت الواعظة / يمنى أبو النصر على أن للمرأة دورًا بارزًا ومهمًا في بناء الأمم , وهذا ما نشاهده على مر العصور , ولقد كان للمرأة في عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) دورٌ مع الرجل في حياتة اليومية وتشاركه المسئولية , فكانت بمثابة طوق نجاة للأسرة بأكملها , كما أن للمرأة دورًا كبيرًا في نشر الدعوة التي تساهم في تقدم المجتمع , ثم توالت بعض العصور التي عملت على إضعاف مكانة المرأة , واتخذ بعض أصحاب الأفهام السقيمة قاعدة سد الذرائع حجة في تهميش دورها , وقد تناسوا أن المجتمع ذو شقين : رجل ، وامرأة , فإذا تصدَّر الرجل الموقف وحده دون المرأة , صار المجتمع بنصف قوته ويعمل بيد واحدة.
وفي كلمتها قدمت الواعظة / وفاء عبد السلام الشكر والتقدير لمعالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة على دعوته للواعظات للمشاركة في فعاليات هذا المؤتمر , وإتاحته الفرصة لهن للمشاركة ببعثة الحج هذا العام , كما أوضحت أن من أهم أدوار المرأة تربيتها للنشء , حيث قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) : “كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يعول” , حيث إن التنشئة المجتمعية للفرد هي مفتاح سلوكه ؛ فما دامت التربية صحيحة فسوف تخرج لنا شخصية سوية معتدلة في أفكارها , كما أشارت إلى أن للمرأة دورًا كبيرًا في نشر الثقافة المجتمعية التي تساعد على تحصين النشء من الأفكار الهدامة والمتطرفة ؛ لذلك لم يعد تعليم المرأة قاصرًا على مرحلة معينة , موضحة أن من أبرز الأمور التي تقف عائقًا أمام المرأة هى الأمية بأنواعها , فمعرفة لا تنجب ثقافة تؤدي إلى ضياع المجتمع.
وفي كلمتها أكدت الواعظة / نيفين مختار أن حضور المرأة لهذا الحفل العلمي دليل واضح على إيمان الدولة ومؤسساتها بدور المرأة المؤثر في المجتمع , ونرى الإسلام اهتم بها اهتماما بالغا ، وكفل حريتها وزاد من كرامتها , ولها دور بالغ الخطورة في تربية الأولاد ، كي ينشأ جيل يعتمد عليه في بناء بلده ومستقبله , ويستطيع الدفاع عن وطنه ؛ لأن الدفاع عن الأوطان من أهم مقاصد الأديان ، ولضمان نجاح الأسرة لابد وأن يكون هناك حوار مفتوح وقنوات نافذة بين الأم وأبنائها , ففي كثير من المواقف تكون الأم هي حلقة الوصل بين الأب والأبناء , فزادت مكانة على مكانة , فكان شأنها العظيم يتمثل في غرس الوطنية في نفوس أبنائها الذين هم قادة الغد ومستقبل الأمة.
وفي كلمتها وجهت الواعظة/مرفت عزت الشكر والتقدير لمعالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة على كل ما أولاه من جهود لتمكين المرأة ودعمه لقضاياها, كما أكدت أن الإسلام رفع قدر المرأة وأعلى من شأنها وجعل العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة تكاملية , فالإسلام ساوى بين الرجل والمرأة في أحكام كثيرة ، مؤكدة أن دور المرأة في بناء الدولة لا يقل أهمية عن الرجل , والمصادر التاريخية خير شاهد على ذلك , فالسيدة خديجة أم المؤمنين (رضي الله عنها) أول من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وربطت على جأشه وقالت : “أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا؛ إنك لتصل الرحم ، وتصدق الحديث ، وتحمل الكل، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق”, ودور السيدة عائشة أم المؤمنين (رضي الله عنها) ظاهر وواضح في نشر الدعوة الإسلامية ونقل تعاليم الدين إلى سائر المسلمين , وكذلك السيدة أم سلمة أم المؤمنين (رضي الله عنها) في صلح الحديبية خير شاهد على رجاحة عقل المرأة وقدرتها على سياسة الأمور وقيادتها .
كما أكدت أن المرأة قبل الإسلام قد شاركت مشاركة فاعلة في تأسيس الدولة , فالسيدة هاجر (عليها السلام) قالت: “إذن لا يضيعنا الله”, مبينة أن مصالح الأوطان من صميم مقاصد الأديان , وكل ما ينال من قوة الدولة يتنافى مع القيم الدينية والوطنية.