علماء القافلة الدعوية العاشرة المشتركة بين الأزهر الشريف والأوقاف يؤكدون:
العلم نور يبصر صاحبه بحقائق الأمور
والعلماء للناس كالنجوم في السماء يهتدى بهم
والعلم النافع يشمل كل العلوم التي تنفع الناس في شئون دينهم ودنياهم
برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيبشيخ الأزهر الشريف ومعالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختارجمعة انطلقت اليوم الجمعة 13 سبتمبر 2019م عاشر القوافلالدعوية المشتركة بين علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقافإلى محافظة الشرقية بمناسبة العيد القومي للمحافظة , لأداءخطبة الجمعة تحت عنوان :” واجب المُعلّمِ والمُتعلّم”, وذلك فيإطار التعاون المشترك والمثمر بين الأزهر الشريف ووزارةالأوقاف من أجل تصحيح المفاهيم الخاطئة , ونشر الفكرالوسطي المستنير , وبيان يسر وسماحة الإسلام ، ونشرمكارم الأخلاق والقيم الإنسانية ، وترسيخ أسس التعايشالسلمي بين الناس جميعًا .
فمن على منبر مسجد“جمعية المحافظة على القرآن الكريم” بمدينة الزقازيق أكد فضيلة أ.د/ عبد الحليم محمد منصوربجامعة الأزهر أن الإسلام قد أَعطى العلم أَولوية كبرى ،وعناية خاصة ، فهو حياة القلوب ، ومصباح الأَبصار ؛ إِذ يبلغالعلم بصاحبه منازل الأَخيار ، والدرجات العالية في الدنياوالآخرة ، وبه توصل الأرحام ، ويعرف الحلال والحرام ، يرفعالله به قومًا ، ويجعلهم في الخير قادة وأَئمة ، تُقتبس آثَارهمويُقتدى بفعالهم ، قال تعالى: ”قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَوَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ” ، وظهرت عناية الإِسلام بالعلم والترغيب فيهمع أَول ما نزل من الذكر الحكيم ، حيث يقول الحق (سبحانهوتعالى) : “اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْيَعْلَمْ” .
ومن على منبر مسجد ” أبو خليل” بمدينة الزقازيق أكد د/محمد سعد الدين عبد العزيز متولي بجامعة الأزهر أنالرسول (صلى الله عليه وسلم) قد بين مَكانة العلم ، وفضيلةطلبِه ، فقال (صلى الله عليه وسلم) : (مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُفِيهِ عِلْمًا ، سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ الْمَلائِكَةَلَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ ، وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْفِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ ، وَالْحِيتَانُ فِي جَوْفِ الْمَاءِ ، وَإِنَّفَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِالْكَوَاكِبِ ، وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ ، وَإِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوادِينَارًا وَلا دِرْهَمًا ، وَرَّثُوا الْعِلْمَ ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ) ،وعن أَبي ذر (رضي الله عنه) ، قال : قال لي رسول اللَّه (صلىالله عليه وسلم) : (يَا أَبَا ذَرٍّ : لأَنْ تَغْدُوَ فَتَعَلَّمَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِخَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تُصَلِّيَ مِائَةَ رَكْعَةٍ ، وَلأَنْ تَغْدُوَ فَتَعَلَّمَ بابًا مِنَالْعِلْمِ – عُمِلَ بِهِ أَوْ لَمْ يُعْمَلْ – خَيْرٌ مِنْ أَنْ تُصَلِّيَ أَلْفَ رَكْعَةٍ) .
ومن على منبر مسجد ” النمرسي” بمدينة الزقازيق أكد د/محمود محمد أحمد السيد سالم بجامعة الأزهر أن الإسلامقد أعلى من شأن العلم والعلماء على اختلاف تخصصاتهم ،فالعلم النافع يشمل كل العلوم التي تنفع الناس في شئوندينهم أو شئون دنياهم ، ولذا نرى أَن قول اللهَ (عز وجل) : “إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ” جاء في معرض الحديثعن العلوم الكونية ، حيث يقول سبحانه : “أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَمِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِجُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِوَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْعِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ{ ، وَيَقُولُ سُبْحَانَهُ : }إِنَّ فِيخَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآَيَاتٍ لأُولِيالأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْوَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ” .
ومن على منبر مسجد ” الجامع الكبير” بمدينة الزقازيق أكدد/ أحمد عامر متولي بمديرية أوقاف الشرقية أن هناك جملةمن الأُمور يجب أَن يتحلى بها طالب العلم ، من أَهمها: الحرص على التعلم ، والمواظبة عليه دون كسل ، فلا يضيعوقته فيما لا يفيد ، وقد قيل : العلم لا يعطيك بعضه حتىتعطيه كلك ، وعندما سئل الإمام الشافعي (رحمه الله) : كَيْفَرَغْبَتُكَ لِلْعِلْمِ؟ قَالَ : أَسْمَعُ بِالكَلِمَةِ مِمَّا لَمْ أَسْمَعْهُ ، فَتَوَدُّأَعْضَائِي أَنَّ لَهَا أَسْمَاعًا تَتَنَعَّمُ بِهِ كَمَا تَنَعَّمَت الأُذُنُ ، فَقِيلَ لَهُ : كَيْفَ حِرْصُكَ عَلَيْهِ؟ قَالَ : حِرْصُ الجَمُوعِ المَنُوعِ فِي بُلُوغِ لَذَّتِهِلِلْمَالِ ، فَقِيلَ : كَيْفَ طَلَبُكَ لَهُ ؟ قَالَ : طَلَبُ المَرْأَةِ المُضِلَّةِ وَلَدَهَالَيْسَ لَهَا غَيْرُهُ ، وتوقير المعلّم واحترامه .
ومن على منبر مسجد ” الحريري” بمدينة الزقازيق أكد د/ محمود طه الشيمي بالديوان العام أن للعلم مقاما عظيما ،ولأهل العلم مكانتهم العالية ، فلولا العلم والعلماء لضل الناس، فالعلم نور يبصر بِه صاحبه حقائق الأمور ، والعلماء للناسكالنجوم في السماء ، يهتدى بهم ، قال تعالى : “أَفَمَن يَعْلَمُأَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُوالأَلْبَابِ” ، فكأَن الله عز وجل قسم الناس في هذه الآيَة إِلىقسمين : عالم ، وأَعمى ؛ فجعل العلم في مقابل العمى ،فالبصر هنا بصر العلم والمعرفة ، وليس بصر الرؤية ، قالتعالى : “فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِيالصُّدُورِ” ، ومن ثم أَعلى القرآن الكريم من شأن العلم ، فعبرعنه بالسلطان ، فقال تعالى : “الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِبِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا” .
ومن على منبر مسجد ” الزراعة” بمدينة الزقازيق أكد د/ ناصر عبد الأعلى عطية بمديرية أوقاف الشرقية أَننا فيحاجة ماسة إِلى تحصيل جميع العلوم الّتي نعمر بها دنيانابقدر حاجتنا إِلى العلوم التي يستقيم بها أَمر ديننا ، فليسلدينا رفاهية الوقت ، حيث إِنّ عملية البحث العلمي والإبداعوالابتكار أَصبحت واجب العصر ، لعلنا نلحق بالركب، أَو ندركبعض ما فاتنا من طريق المسير ، فعلى كل منا أَن يتحلّىبروح الإبداع ، والسبق ، والطموح ، أو على أَقل تقدير أَنيَكون لدينا الرغبة في العودة بِالأمة إِلى زمن الكبار من آبَائناوأَجدادنا الذيِن رحلوا في طلب العلم ، واجتهدوا في تحصيلهحتى تبوؤا مكان الصدارة ، وصاروا أَعلاما في كل الفنونوالعلوم التي تصدروا فيها ، والتي صارت نبعا صافيا ،ونبراسا ملهما لجميع الأمم والحضارات من بعدهم .