خلال الندوة التي أقامتها وزارة الأوقاف بالتعاون مع صحيفة عقيدتي بمسجد الإمام “الدكتور عبد الحليم محمود” بمحافظة الشرقية
علماء الأوقاف يؤكدون :
صوم عاشوراء رمز أخوة جميع الأنبياء
برعاية كريمة من معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة أقامت وزارة الأوقاف بالتعاون مع صحيفة عقيدتي ندوة علمية كبرى بمسجــد الإمام ” الدكتور عبد الحليم محمود ” بمحافظة الشرقية ، تحت عنوان: “ فضائل يوم عاشوراء ” عقب صلاة المغرب يوم السبت 7 / 9 / 2019م ، حاضر فيها كل من : الدكتور/ محمد إبراهيم حامد وكيل مديرية أوقاف الشرقية ، والدكتور / محمود طه الشيمي بالديوان العام ، والشيخ/ محمد محمود السيد مدير الدعوة بأوقاف الشرقية ، وحضر الندوة جمع غفير من المصلين حرصًا منهم على تعلم أمور دينهم ، وأدار الندوة وقدم لها الأستاذ/ إبراهيم نصر مدير تحرير صحيفة عقيدتي .
وفي بداية كلمته قدَّم د/ محمد إبراهيم حامد أسمى معاني الشكر والتقدير لمعالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الذي اعتمد إقامة هذه الندوة في هذا المسجد المبارك ، بناءً على طلب أبناء المحافظة ،وبيانًا لفضل صاحبه فضيلة الإمام الراحل الدكتور/ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق.
مؤكدًا أن شهر الله المحرم هو من الشهور الحرم التي عظمها الله تعالى وذكرها في كتابه فقال سبحانه وتعالى: “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ” ، وشرف الله تعالى هذا الشهر من بين سائر الشهور ، فسمي بشهر الله المحرم ، فأضافه إلى نفسه تشريفاً له وإشارة إلى أنه حرمه بنفسه ، وليس لأحد من الخلق تحليله ، كما بين رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تحريم الله تعالى لهذه الأشهر الحرم ومن بينها شهر المحرم لما رواه أَبو بَكْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: (إنَّ الزَّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ , السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ , ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ) ، وفي شهر الله المحرم يوم عاشوراء , حيث نصر الله فيه سيدنا موسى (عليه السلام) , وأمر النبي (صلَّى اللهُ عليه وسلَّم) بصيامه , فقد ورد أنه لما قدم المدينةَ، رأَى اليهودَ تصومُ يومَ عاشوراءَ، فقال (صلَّى اللهُ عليه وسلَّم): (ما هذا اليومُ الَّذي تصومونَهُ)؟ فقالوا: هذا يومٌ عظيمٌ نجَّى اللهُ فيه موسَى وقومَهُ وأغرَقَ فرعونَ وقومَهُ، فصامَهُ موسَى شكرًا فنحنُ نصومُهُ ، فقال ( صلَّى اللهُ عليه وسلَّم) : “نحنُ أحقُّ وأوْلَى بموسَى منكمْ” ، فصامَهُ رسولُ اللهِ (صلَّى اللهُ عليه وسلَّم )، وأمرَ بصيامِهِ.
وفي كلمته أكد الدكتور / محمود طه الشيمي أن يوم عاشوراء هو يوم من أيام الله (عز وجل) نصر الله فيه الحق وجنده ، وأزهق فيه الباطل وأهله ، ومما ينبغي الإشاره إليه أن الصيام في شهر الله المحرم عمومًا من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد الى الله (عز وجل) فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: سئل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أي صلاة أفضل بعد المكتوبة وأي صيام أفضل بعد شهر رمضان ؛ قال (صلى الله عليه وسلم) أفضل الصلاة بعد المكتوبه الصلاة في جوف الليل و أفضل الصيام بعد شهر رمضان صيام شهر الله المحرم.
وعن فضل صيام يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من شهر الله المحرم يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ”.
وفي كلمته أكد الشيخ / محمد محمود السيد أن المتأمل في حِكم الله في خلقه وتصرفه في كونه، يدرك عظم السنن الربانية في وقوع الأحداث في الأماكن والأزمان، وتميزها عن غيرها ، وما ذلك إلا لحكمة اللطيف الخبير القوي العزيز ، وأن توحيد الله وعظمته هو لب دعوة الرسل جميعًا , قال تعالى:”وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ” ، وأن الأنبياء جميعًا أخوة وعبر النبي (صلى الله عليه وسلم) عن هذه العلاقة بقوله ( صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : “الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ مِنْ عَلَّاتٍ، وَأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى، وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ” , وعلينا جميعًا أن نتقرب إلى الله بسائر أنواع الطاعات في هذا اليوم العظيم .