خـلال احتفال وزارة الأوقـاف بالهجرة النبوية الشريفة لعام 1441 هـ بمسجد مولانا الإمام الحسين (رضي الله عنه)
وزير الأوقـاف :
إدراك البصيرة تفوَّق على إدراك البصر
في رحلة الهجرة
في إطار احتفالات وزارة الأوقاف بالمناسبات الدينية , احتفلت وزارة الأوقاف بالعام الهجري الجديد من رحاب مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) مساء يوم السبت الموافــق 31 / 8 / 2019م ، بحضور السيد اللواء/ خالد عبد العال محافظ القاهرة نائبًا عن السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية ، و فضيلة الشيخ / صالح عباس وكيل الأزهر نائبا عن فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر ، وفضيلة أ.د/ شوقي علام مفتي الجمهورية، واللواء مهندس أركان حرب / ياسر عبدالعزيز نائبًا عن وزير الدفاع , وسماحة السيد / السيد محمود الشريف وكيل أول مجلس النواب ونقيب السادة الأشراف , و السيد / سليمان وهدان وكيل مجلس النواب ,وأ.د/ عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية , وعدد من سفراء العالم العربي والإسلامي ، وعدد من قيادات وزارة الأوقاف والأزهر الشريف ، ولفيف من قيادات القوات المسلحة المصرية , وبعض من أعضاء مجلس النواب ، والسادة الإعلاميين والصحفيين.
وفي بداية كلمته تقدم معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة بخالص التهنئة لسيادة الرئيس / عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بمناسبة الهجرة النبوية الشريفة ، وللشعب المصري كله , والأمتين العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء.
ثم أكد معاليه أن إدراك البصيرة ونورها قد تفوق على إدراك البصر في رحلة الهجرة عندما قال الصديق (رضى الله عنه): “لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا” , فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) كما حكى القرآن الكريم على لسانه: ” لَا تَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنَا” أى: لا تحزن يا أبا بكر فلو نظر أحدهم تحت قدميه فلن يرانا لأن الله معنا”ما ظنك باثنين الله ثالثهما” , وإذا كان الله معك فلا عليك بعد ذلك بمن عليك ومن معك , فرب العزة سبحانه هو الذي أعطى ويعطي إدراك البصر لخلقه , وهو القادر على إيقافه عمن يشاء وممن يشاء ومتى يشاء.
وقد كان ذلك في حادثة الهجرة مرتين: الأولى: عند خروج النبي (صلى الله عليه وسلم) من بيته وأخذ حفنة من التراب وحثاها على وجوه المشركين قائلًا: “شاهت الوجوه” , فأغشي عليهم فلم يره (صلى الله عليه وسلم) أحد منهم , حيث يقول الحق سبحانه : “وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ” .
والثانية: هنا في الغار عندما طمس الله (عز وجل) على أبصار المشركين وبصائرهم فلم ينتبهوا إلى وجوده (صلى الله عليه وسلم) وصاحبه في الغار.
أما نور البصيرة فتجلى في ثقة النبي (صلى الله عليه وسلم) في ربه عندما قال لصاحبه : ” لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ” , وهي سنة كونية في معية الله (عز وجل ) لأنبيائه ورسله وعباده الصالحين , كما حكى القرآن على لسان سيدنا موسى (عليه السلام) عندما قال له قومه : ” إِنَّا لَمُدْرَكُونَ” فأجابهم بقوله كما حكاه القرآن الكريم على لسانه :” كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ” , كما أن معية الله (عز وجل) متحققة لعباده المؤمنين وعباده المتقين وعباده الصابرين وعباده المحسنين ,يقول سبحانه: ” وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ” , ويقول سبحانه : “وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ”, ويقول سبحانه: “إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ” , ويقول سبحانه: “وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ”.
الأمر الآخر أن الهجرة كانت عطاء لدين الله (عز وجل) وليس تكسبًا بدين الله كما تفعل الجماعات المتاجرة بالدين , حيث يقول سبحانه في شأن المهاجرين والأنصار الذين أخلصوا دينهم ونياتهم له سبحانه: ” لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ”.