وزير الأوقاف في خطبة الجمعة : حرمة الدول كحرمة البيوت لا تدخل إلا بإذن والتدين الحق عطاء للخلق طاعة لله وليس متاجرة بدين الله
والهجرة أهم نقطة تحول في تاريخ الإسلام
نحو بناء الدولة
وهو سر تأريخهم بها
والمهاجر الحقيقي من هجر ما نهى الله عنه
في إطار دور وزارة الأوقاف التنويري ، ومحاربة الأفكار المتطرفة ، وغرس القيم الإيمانية والوطنية الصحيحة ، وبيان الجوانب السمحة في الإسلام ، ألقى معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة اليوم الجمعة 29 ذو الحجة 1440 هـ ـ الموافق 30 أغسطس 2019م خطبة الجمعة بمسجد ناصر بمدينة بنها محافظة القليوبية بمناسبة العيد القومي للمحافظة تحت عنوان : ” مفهوم الهجرة بين الماضي والحاضر” ، بحضور سيادة الدكتور/ علاء عبد الحليم مرزوق محافظ القليوبية ، وأ.د/ شوقي علام مفتي الجمهورية, والشيخ / جابر طايع رئيس القطاع الديني , والشيخ / صبري ياسين رئيس قطاع المديريات , والشيخ / صفوت أبو السعود مدير مديرية أوقاف القليوبية, وعدد من السادة نواب المحافظة ، ولفيف من القيادات الشعبية والتنفيذية والدعوية بالمحافظة ، وجمع غفير من رواد المسجد.
وفي بداية خطبته أكد معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة أن الهجرة النبوية المشرفة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة كانت أهم نقطة تحول في الإسلام نحو بناء الدولة ، وهو سر تأريخهم بها ، وأن التدين الحقيقي هو عطاء للخلق طاعة للخالق ، وليس متاجرة بدين الله كما تفعل الجماعات المتطرفة التي تتاجر بدين الله (عز وجل) ، وأن حرمة الدول كحرمة البيوت لا تدخل بغير إذن .
مؤكدا على أن الهجرة غير الشرعية محرمة شرعا , ومجرمة قانونا , وأنها إلقاء بالنفس إلى التهلكة ، وأن المهاجر الحقيقي في زماننا هو من هجر ما نهى الله عنه ، فالهجرة إلى الله تعالى هي تحول من الضلالة إلى الهدى ، من الشر إلى الخير ، من المعصية إلى الطاعة ، من الجهل إلى العلم ، من التخلف إلى التقدم ، من الشح إلى الكرم ، من أكل الحرام إلى ابتغاء الحلال ، من الكذب إلى الصدق ، من خلف الوعد إلى الوفاء به ، من قطيعة الرحم إلى صلتها ، من الأثرة إلى الإيثار ، وهكذا هي عملية تحول نحو مرضاة الله بكل ما تعنيه وتحمله الكلمة من معان ، واجتنابا لمعصيته بكل ما تحمله الكلمة من معان ودلالات ، مؤكدا أن المؤمن الحق هو من يعطي لدين الله لا من يتاجر بدين الله، وأن إقامة الدول وتثبيت أركانها ، والعمل على كل ما يقوي شوكتها ، ويؤدي إلى رقيها ونهضتها ، ويحقق مصالح البلاد والعباد ، هو من صميم مقاصد الأديان ، فحيث تكون المصلحة فثمة شرع الله (عز وجل) .
مبينا أن الدروس المستفادة من الهجرة النبوية عظيمة في كل نماذجها , سواء في المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ، أم في إنشاء السوق لبناء اقتصاد الدولة ، أم في وثيقة المدينة التي رسخت لفقه التعايش السلمي بين البشر ، مبرزة صفحة بيضاء نقية ناصعة البياض مفعمة بسماحة الإسلام ويسره وإيمانه بحق الناس جميعا في حياة كريمة آمنة مستقرة ، و عمله على تحقيق السلام الإنساني للناس أجمعين .