خلال الندوة التي أقامتها وزارة الأوقاف بالتعاون مع صحيفة عقيدتي بمسجد ” المدينة المنورة ” محافظة الجيزة
الشيخ / محمود الشيمي :
وزارة الأوقاف تسعى جاهدة
إلى نشر الفكر الوسطي المستنير
الأيام الأول من ذي الحجة تجتمع فيها أمهات العبادات
الشيخ / صابر زايده :
الذكر حياة القلوب وبه تتحقق الطمأنينة
الشيخ / سيد أحمد بسيوني :
الصيام في العشر الأول من ذي الحجة
من أفضل الطاعات وأجلِّ القربات
برعاية كريمة من معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة أقامت وزارة الأوقاف بالتعاون مع صحيفة عقيدتي ندوة علمية كبرى بمسجد “المدينـــة المنـــــورة” بــ” فيصل ” محافظة الجيزة تحت عنوان : ” فضائل العشر الأول من ذي الحجة ” عقب صلاة المغرب يوم السبت 3 / 8 / 2019م ، حاضر فيها كل من : الشيخ / محمود طه الشيمي بديوان عام وزارة الأوقاف ، والشيخ / صابر زايده مدير إدارة بولاق الدكرور ، والشيخ / سيد أحمد بسيوني إمام وخطيب المسجد ، وحضر الندوة جمع غفير من المصلين حرصًا منهم على تعلم أمور دينهم , وأدار الندوة وقدم لها الأستاذ/ إبراهيم نصر مدير تحرير صحيفة عقيدتي .
وفي بداية كلمته أكد الشيخ / محمود طه الشيمي أن وزارة الأوقاف تسعى جاهدة إلى نشر الفكر الوسطي المستنير ، وتحصين النشء من التغرير بهم ، أو الوقوع فريسة في أيدي من يتاجرون باسم الدين ، مبينًا أن العشر الأُول من ذي الحجة هي الأيام المأمولة ، والليالي المرجوة ، فهي أيام شريفة ، وأوقات جليلة ، أعلى الله (عز وجل) من شأنها ، وأقسم بها في كتابه العزيز ، حيث يقول سبحانه: {وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ * والشفع والوتر}، والله (عز وجل) لا يقسم إلا بعظيم ، فالقَسَم بها تكريما لها، وتعظيمًا لمكانتها ، وتنويهًا بشأنها ، فعلينا أن تنزود فيها من الأعمال الصالحة ، فالأعمال الصالحة في هذه الأيام أحب إلى الله تعالى منها في غيرها ، قال ( صلى الله عليه وسلم ) : (مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ، [يَعْنِى أَيَّامَ الْعَشْرِ]. قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَلاَ الْجِهَادُ في سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: وَلاَ الْجِهَادُ في سَبِيلِ اللَّهِ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيءٍ) ، ومن فضائلها: أنها الأيام المعلومات التي قال الله تعالى عنها: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ}، فهي أيام يجتمع للمسلم فيها أداء أمهات العبادات ، كالصلاة ، والصدقة ، والصيام ، والحج ، ولا يتأتى ذلك في غيرها من الأيام.
وفي كلمته أكد الشيخ / صابر زايده أننا نعيش أيامًا مباركة تضاعف فيها الأعمال ، فمن أراد التجارة مع الله (عز وجل) فليكثر من عمل الخيرات في هذه الأيام التي قال عنها ربنا سبحانه : ” وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ ” ، والذكر يشمل جميع أنواع الطاعات التي يتقرب بها العبد إلى ربه رغبة في الثواب ، وطلبًا لرضا الله (تعالى) ، فالذكر حياة القلوب ويحقق طمأنينتها، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}، وقال (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : (مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ ، وَلاَ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ، وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ)، وكان سيدنا عمر (رضي الله عنه) يكبّر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبّرون ، ويكبّر أهل الأسواق حتى ترتجّ منى تكبيرًا، وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام خلف الصلوات وعلى فراشه ، وفي مجلسه وممشاه ، وعن معاذ بن جبل (رضي الله عنه): مَا عَمِلَ ابْنُ آدَمَ مِنْ عَمَلٍ أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ، مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ (عز وجل) ، ومن ثم فيستحب للمسلم أن يجهر بالتكبير في هذه الأيام إعلانًا بتعظيم الله تعالى.
وفي بداية كلمته أكد الشيخ/سيد أحمد بسيوني أن العشر الأول من ذي الحجة تعد من الأيام المباركة التي يتضاعف فيها الأجر وتغفر فيها السيئات ، فيستحب للمسلم أن يكثر من العمل الصالح ومن التكبير والتحميد والتهليل والذكر ، قال (صلى الله عليه وسلم) : (مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ) ، كما يستحب للمسلم أن يصوم من أيام التسع من ذي الحجة قدر استطاعته ، فصومها من الأعمال المحببة إلى الله تعالى ، وخاصة صيام يوم عرفة لغير الحاج : فقد خص النبي (صلى الله عليه وسلم) صيامه من بين أيام العشر ، حيث قال (صلى الله عليه وسلم) : (صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ) ، ويوم عرفة يوم من أيام الله المشهودة التي يتجلى الله (عز وجل) فيها على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النار ، يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) : (مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمِ الْمَلَائِكَةَ) ، وهو يومٌ أكمل الله فيه الدِّين ، وأتم فيه النِّعمة ، فعنْ عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) : أنَّ رجُلاً منَ اليهود قال له : يا أمير المؤمنين ، آية في كتابكم تقرؤونها ، لو علينا – معشرَ اليهود – نزلَتْ ، لاتَّخذنا ذلك اليوم عيدًا ، قال : أي آية ؟ قال : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}، قال عمر (رضي الله عنه) : (قد عَرَفنا ذلك اليوم ، والمكان الذي نزلتْ فيه على النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو قائم بِعَرَفة يوم الجمعة) .