خاطرة : تعميق الإيمان بالله واليوم الآخر أحد أهم وسائل إصلاح الفرد والمجتمع
نؤكد أن الدين أمر فطري ، لا غنى للإنسان عنه ، ولا صلاح له بدونه ، فالصلة القوية بالله عز وجل والفهم الصحيح لدينه يدفعان صاحبهما دفعًا إلى القيم النبيلة ، وإلى حب الوطن والعمل لأجله ، وإلى الجد والاجتهاد في العمل وخدمة الإنسانية .
وإذا كانت الجماعات المتطرفة قد أساءت إلى الدين بإساءة استخدامه فإن العيب كل العيب ينسحب على هذه الجماعات لا على الدين نفسه ، هذه الجماعات ظلمت الدين وشوهت صورته النقية وصفحته البيضاء ، ودورنا أن نعمل على رد الناس إلى الدين ردًا جميًلا .
التدين الصحيح غاية الإنسان الرشيد والدول الرشيدة ، الأديان رحمة ، الأديان سماحة ، الأديان عطاء ، الأديان بناء ، الأديان ميزان صلاح الكون واعتداله واستقامته ، العالم بلا أديان غابة متوحشة ، وبإساءة استخدام الأديان أشد وحشية وقتاما ، نحتاج إلى رحمة ربانية ، ورؤية ثاقبة تميز الخبيث من الطيب ، والغث من الثمين ، تستعيد للأديان معانيها السامية الراقية ، وتنفي عنها تأويل الجاهلين وتحريف الغالين وانتحال المبطلين ، وتعمل على إيقاظ الضمائر الإنسانية قبل فوات الأوان ، فما أخطر موت الضمائر أو ضعفها على الفرد والمجتمع ، وما أخطر مراقبة الخلق دون الخالق ، أو الخوف منهم أكثر من الخوف منه سبحانه وتعالى ، مع أن ما عندهم إلى فناء ، ولا يتأتى إلا بإذنه وأمره ، وما عنده سبحانه هو الأبقى ، ” مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ ” ، فالعاقل من آثر ما عنده سبحانه على من عند غيره ، وعمل لآخرته بإعمار دنياه ودنيا الناس .
أ.د / محمد مختار جمعة
وزير الأوقاف