*:*الأخبارأخبار الأوقاف2

خاطرة :
الضمير الحي

أ.د/ محمد مختار جمعة
وزير الأوقاف

  صلاح الأمم يكمن في أخلاق أبنائها  ويقظة ضمائرهم ، وتقدمها مرهون بالعمل وإعلاء‏ المصلحة الوطنية العامة على المصالح الخاصة .

  لا شك أن يقظة الضمير أمر تسعى إليه الأمم والمجتمعات الراقية ، وأنه لا غنى عنه لصلاح الأمم وتقدمها ورقيها ، فصلاح الأمم يكمن في أخلاق أبنائها ويقظة ضمائرهم ، كما أن تقدمها مرهون بالجد والاجتهاد في العمل والإنتاج ، وإعلاء المصلحة الوطنية العامة على المصالح الخاصة ، والتحلي بقيم العدل والإنصاف ، في الرضا والغضب ، والبعد بالنفس عن شوائب الهوى ، إذ لا يمكن لأمة أن تنهض بلا أخلاق ، أو بلا قيم ، أو بلا ضمير إنساني حي ، كما أن الملك قد يدوم مع العدل والكفر ، ولا يدوم أبدا مع الظلم ،  فالظلم ظلمات ، والعدل ميزان الله الذي وضعه للخلق ونصبه لإقامة الحق .

  كما أن الأمم لا يمكن أن تعيش منزوعة الإنسانية أو معدومة الضمير ، فما أحوج كل منا إلى مراجعة نفسه ، ومحاسبتها أولا بأول قبل أن تحاسب من الخلق أو الخالق ، وإدراك كل منا أن أمامه يوما عظيما ، ” يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَإِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ” ،  ” يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا  ” ، ” يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِوَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ” ، ” الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ  لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ  “، ” وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ” ، فالعاقل من أخذ من دنياه لآخرته ، وأعد للسفر الطويل عدته ، ولَم تخدعه الأماني ، ولَم يغرّه بحلم الله الغرور .

                   أ.د / محمد مختار جمعة

                                                                                                                                    وزير الأوقاف

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى