خلال الندوة التي أقامتها وزارة الأوقاف بالتعاون مع صحيفة عقيدتي بمسجد ” المدينة المنورة ” بحدائق المعادي محافظة القاهرة
د/ أشرف فهمي :
الإسلام دين قائم على التيسير ورفع الحرج
والتيسير في الحج أولى وألزم
د/ ياسر معروف :
الحج هو الفريضة الوحيدة التي جاءت مقرونة
بالاستطاعة والتيسير
الشيخ/ محمد عسكر :
التيسير مبدأ أصيل في الإسلام
برعاية كريمة من معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة أقامت وزارة الأوقاف بالتعاون مع صحيفة عقيدتي ندوة علمية كبرى بمسجد (المدينة المنورة) بحدائق المعادي محافظة القاهرة تحت عنوان ” التيسير في الحج ” عقب صلاة المغرب يوم السبت 20 / 7 / 2019م ، حاضر فيها كل من : د/ أشرف فهمي مدير عام التدريب بوزارة الأوقاف ، ود/ ياسر معروف مدير إدارة أوقاف المعادي , والشيخ/ محمد عسكر إمام وخطيب المسجد ، وحضر الندوة جمع غفير من المصلين حرصًا منهم على تعلم أمور دينهم , وأدار الندوة وقدم لها الأستاذ/ جمال سالم مدير تحرير صحيفة عقيدتي , مشيدًا بعنوان الندوة وخاصة أننا مقبلون على أشهر الحج ، فناسب موضوع الندوة الحدث الذي نحن بصدده والذي يهم كل مسلم .
وفي بداية كلمته أكد د/ أشرف فهمي أن الإسلام دين قائم على التيسير ورفع الحرج ، حيث يقول الحق (عز وجل) : ” يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ”، ويقول سبحانه ” وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ” ، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا ، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَىْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ”، فإذا كان الإسلام كله قائمًا على التيسير ورفع الحرج فإن هذا التيسير في الحج أولى وألزم ، فما يسر نبينا (صلى الله عليه وسلم) في شيء أكثر من تيسيره على حجاج بيت الله عز وجل في قولته المشهورة: ” افعل ولا حرج” ، وإذا كان هذا التيسير مع ما كان عليه عدد الحج آنذاك فما بالكم بموجبات التيسير في زماننا هذا ؟
وفي ختام كلمته أشار سيادته إلى أن التيسير الذي نسعى إليه هو التيسير المنضبط بضوابط الشرع ، المقرون بمدى القدرة والاستطاعة، إذ ينبغي أن يحرص المستطيع على أداء العبادة على الوجه الأكمل والأفضل الذي يحقق لصاحبه أعلى درجات الفضل والثواب ، وبما لايصل إلى حد التهاون الذي يفرغ العبادة من مضامينها التعبدية الأصيلة السامية.
وفي كلمته أكد د/ ياسر معروف أن الحج هو الفريضة الوحيدة التي جاءت مقرونة بالاستطاعة والتيسير قال تعالى:” وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً “، وأن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قد بُعث بالحنفية السمحة ، فأصل الدين قائم على اليسر وعدم المشقة ، فالتيسير على العباد مراد الله ، والمشقة لا يريدها الله لعباده قال تعالى :” يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ “، وقال (صلى الله عليه وسلم) : “(إن الله يحب الرفق في الأمر كله ، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف” ، ولذلك كان من هدى النبي (صلى الله عليه وسلم) التيسير في حياته كلها ، إلا إذا كان الأخذ به يؤدي إلى خلاف الشرع فقد جاء عن أم المؤمنين السيدة عائشة (رضي الله عنها) أنها قالت: “ما خيّر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً” ، وأن الواجبات الشرعية تسقط إذا لم يكن في وسع المكلَّف فعلُها ، يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) :”إذا أمرتُكم بأمرٍ فأتوا منه ما استطعتم”.
وفي كلمته أكد الشيخ/ محمد عسكر أن التيسير مبدأ أصيل في الإسلام ، حيث يقول الحق سبحانه “يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ”، والتيسير هو الأخذ بما يناسب أحوال الناس ، ويرفع الحرج والمشقة عنهم مما تحتمله الأدلة ، وليس التيسير هو أن تضيع أوامر الله (عز وجل) ورسوله (صلى الله عليه وسلم) ، ومن أعظم أبواب التيسير في الحج يوم أن تحدث النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال للصحب الكرام: ” إن الله قد فرض عليكم الحج فحجوا فقال رجل أفي كل عام يا رسول الله فسكت النبي(صلى الله عليه وسلم) حتى كررها الرجل ثلاثًا ، ثم قال النبي (صلى الله عليه وسلم) : لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم ذروني ماتركتكم فإنما هلك من كان قبلكم لكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم” .